بروفيسور ربيع خلايلة: " قرار المشرّع لا يناسب ثقافة ونمط حياة المجتمع العربي، والخدمات التي قدمت في السابق مباشرة للمسن تم استبدالها بالدفع مقابل الخدمات وبالتالي من الصعب التأكد من وصولها الى هدفها. اذا استمر هذا الحال، احذر من انهيار خدمات الصحة والرفاة للمسنين في المجتمع العربي"


يواجه المجتمع العربي صعوبات في التعامل مع تحديات الشيخوخة وأمراضها، وهذه الصعوبات تزداد حدة في المستقبل القريب بسبب عدد من التغييرات التي تعصف بالمجتمع العربي منها: تغييرات في مبنى العائلة العربية التقليدية بسبب الحداثة، تحول المجتمع العربي من مجتمع شاب الى مجتمع يكثر فيه عدد المسنين بسبب ارتفاع معدل العمر بشكل عام وبسبب نسب الولادة المرتفعة التي كانت في المجتمع العربي في العقود السابقة. كما وأن هناك اساب اخرى تتعلق بأمور تشريعية تتعلق بقانون التمريض الجديد مثلا والذي يسرى القسم الاهم منه نهاية الشهر الجاري.

وفي هذا الخصوص يشير بروفيسور ربيع خلايلة، نائب رئيس كلية صفد الى ان قرار المشرّع لا يناسب ثقافة ونمط حياة المجتمع العربي، والخدمات التي قدمت في السابق مباشرة للمسن تم استبدالها بالدفع مقابل الخدمات وبالتالي من الصعب التأكد من وصولها الى هدفها. كما ومن الواضح ان المشرّع ناسب قانون التمريض للمسن "اليهودي في مركز البلاد" ولم يناسبه لنمط حياة العائلة العربية وثقافتها. اضافة الى عامل "الخجل الاجتماعي" من الاستعانة بخدمات مساعد للمسن والتي تسبب المعاناة للمسن وتغييب حقه في رفاهيته خاصة وأنها تكبد افراد العائلة مصروفات كبيرة.

وأضاف بروفيسور خلايلة: "يزداد الوضع سوءا في ضعف الخدمات الطبية لمرضى اللزهايمر وعدم مناسبته لخصوصية المجمع العربي، ففي مدينة سخنين وشفاعمرو مثلا تقدم الخدمات ل 40 شخص فقط وهي نسبة قليلة جدا ولا تفي بالاحتياجات الاساسية للمسنين مرض اللزهايمر في المنطقة مما يزيد العبئ على عائلاتهم. كما ويشكل هذا الواقع الصعب سببا للعنف ضد المسنين حيث تصل نسبة المعنفين منهم الى20% حسب الاحصائيات .

تشير المعطيات ان هناك نقص حاد في بيوت للمسنين في المجتمع العربي حيث ان 1% فقط من المسنين العرب موجودون في بيت المسن مقابل 6% من المسنين اليهود بالرغم من ان نسبة المسنين المعاقين لدى العرب هو ضعف عددهم لدى اليهود وهي عادة غير مناسبة لثقافة المجتمع العربي وليست موجودة داخل أو بالقرب من التجمعات السكنية التي تقطن فيها العائلة.

يشير الاطباء الى الضغط الذي يواجه الاطباء في علاج المسنين وامراض الشيخوخة والذين عادة ما يعانون من امراض مزمنة متعددة ويتناولون انواع أدوية كثيرة ويحتاجون الى مساعدة في الصعود والنزول من سرير الفحص في حين ان الوقت المخصص لهم في عيادة مكتظة قليل جدا وينعكس ذلك على جودة العلاج المقدم لهم

ومن أجل وضع هذا الموضوع على اجندة عمل السلطات المحلية ودورها في منع انهيار الجهاز الصحي الذي يعنى بالشيخوخة وأمراضها ووضع الموضوع على أجندة الرأي العام لدى وزارة الصحة ومتخذي القرار، بادر المنتدى المدني لتطوير الصحة الجليل وجمعية الجليل ومجلس طرعان المحلي الى عقد مؤتمر طبي في قرية طرعان في الثاني والعشرين من الشهر الحالي. وبهذه المناسبة دعا عدي عدوي، مدير مشروع بلدة صحية في قرية طرعان لحضور المؤتمر والتأثير على مستقبل المسنين في المجتمع العربي والتسجيل عبر الرابط: https://goo.gl/HxtAe4 او على صفحة الفيسبوك للمنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل.


بكر عواودة، مدير عام جمعية الجليل: " الفجوات في الصحة بين المركز والجليل مقلقة جدا وتزداد حدتها لدى شريحة كبار السن بسبب تغييرات تتعلق بمبنى العائلة العربية وأخرى تتعلق بالتشريعات في مجال الصحة والتي لا تأخذ بالحسبان خصوصية وثقافة المجتمع العربي. نسعى من خلال المؤتمر القطري في طرعان للتأثر ووضع الموضوع على اجندة متخذي القرار وتعزيز دور السلطة المحلية في التعامل مع التحدي الجديد. المؤتمر موجه لكل المهتمين في الشأن الصحي إضافة للسلطات المحلية والقيادات المختلفة"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]