علّقت صحف عربية على الزيارة القصيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تونس قادماً من مصر، على وقع احتجاجات شعبية على زيارته على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

وتقول جريدة الرياض السعودية في افتتاحيتها إن جولة ولي العهد أتت "من أجل إحياء وتجسيد وتغيير الحالة العربية الراهنة وبث روح جديدة تعتمد على المرتكزات والعوامل الإيجابية المشتركة التي هي موجودة بالفعل وتحتاج إلى من ينفض عنها غبار أزمنة متعاقبة من الإحباط المتتالي ويبث فيها روحاً جديدةً في مرحلة شديدة الحساسية في التاريخ العربي المعاصر ومزاج عالمي متقلب قد تكون له آثار أكثر سلبية على الوضع العربي الراهن".

ويرى خالد السليمان في عكاظ السعودية أن "الحفاوة البالغة" التي اسْتُقبل بها وليّ العهد في مصر والإمارات "أزعجت مثلث الشر، كما أفسدت خطط التجييش الإعلامي والسياسي لخلق نوع من العزلة الوهمية بسبب حادثة مقتل جمال خاشقجي".

ويضيف أن ذهاب ولي العهد إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين يشكل "الصدمة الكبرى" لهذا المثلث الذي أشار إليه الكاتب ولم يُسمّه.

وفي السياق ذاته، أثنى إميل أمين في الشرق الأوسط اللندنية على زيارة بن سلمان لمصر، واصفاً العلاقة بين القاهرة والرياض بأنها "جبهة الأشقاء الأقوياء".

ويقول أيضاً: "القاهرة والرياض عمودان للخيمة العربية في زمن العواصف والأنواء التي اقتلعت بعضاً من أحجار زاوية كانت يوما رئيسة في خيمة الجسد العربي برمته كما الحال مع العراق وسوريا وليبيا، وتأتي الزيارة والحاجة ماسة إلى بلورة مواقف مشتركة، بها من القوة الناعمة، ما لا يقل عن القوة الخشنة، وبخاصة في عالم من الأقوياء ماليا وعسكريا، اجتماعيا وثقافيا".

"سوء تقدير"

وتحت عنوان "لماذا فشلت زيارة بن سلمان لتونس؟"، يقول نزار بولحية في القدس العربي اللندنية: "من المؤكد أنه لم يكن من باب الصدفة أبدا أن يخطط محمد بن سلمان في مثل هذا الظرف بالذات لزيارة مثل تلك التي قادته إلى تونس".

ويضيف: "فلا أحد كان يظن أن درجة الغباء الاستراتيجي كان سيجره لأن يخطأ العنوان في مسألة تبدو مفصلية في تحديد مستقبله السياسي، فيخلط عن سوء تقدير بين الدول التي تواليه طوعا، وتلك التي قد تفعلها كرها وربما مواربة واضطرارا، ويضعها تلقائيا معا وبشكل عفوي في سلة واحدة".

وتعليقاً على زيارة بن سلمان لتونس، يتساءل كمال بن يونس في جريدة الصباح التونسية: "هل تمتلك تونس سياسة شاملة في علاقاتها العربية والخليجية؟"

ويقول الكاتب: "لا خلاف حول التباينات الكبيرة التي برزت بين المواقف الرسمية والحقوقية والشعبية من مستقبل العلاقة بين تونس والمملكة العربية السعودية عامة ومن زيارة الأمير محمد بن سلمان خاصة".

ويضيف: "ولئن أولت مواقف الجمعيات والنقابات والمنظمات الصحفية أولوية لملف الصحفي جمال خاشقجي بأبعاده الحقوقية والسياسية، فقد سادت تصريحات مستشاري رئيس الجمهورية وقيادات حزب نداء تونس وسياسيين من الائتلاف الحاكم لهجة 'برغماتية' أعطت الأولوية لتقاطع المصالح بين تونس والحكومات ورجال الأعمال في دول الخليج العربية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]