نشر موقع "اخبار الآن" مقالا عن قرية هنغديان الصينية التي تعتبر اليوم أكبر قاعدة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي في العالم، وتُعرف بـ"هوليوود الشرق"، مشيرا الى ان "ذلك يعود إلى سياسة الإصلاح والانفتاح المتّبعة منذ 40 عاماً. ورغم أنّ هذه القرية التي تشتهر بصناعة الأفلام في الوقت الحالي، فإنّها تعتمد بشكلٍ أساسي على التصنيع الريفي.

هنغديان ما قبل العام 1980

قبل العام 5197، بلغ نصيب الفرد في هنغديان حوالى 75 يواناً فقط. أمّا بعد ذلك، فقد بدأت محاولات التصنيع وتمّ تأسيس مصنع لإنتاج الحرير، ثمّ أنشأت مصانع للملابس الداخلية والصباغة وغيرها، الأمر الذي حقق تحسناً ملحوظاً في مستوى معيشة السكان.

هنغديان في ثمانينيات القرن الماضي

في تلك الحقبة، بدأت هنغديان في تحويل وترقية صناعاتها، حيث قامت بتطوير المواد المغناطيسية والصناعة الدوائية والكيماوية وغيرها من الصناعات الأخرى عالية التقنية. هذا الأمر أدى إلى تطوير النقل والمواصلات والرعاية الطبية والتعليم وغيرها من البنى التحتية، الأمر الذي أسس لنمو صناعة التلفزيون والسينما في هنغديان.

العام 1995 وما بعدها: نقطة التحول

يعتبر العام 1995 تاريخاً محورياً بالنسبة لهذه القرية الصينية، لا سيما على صعيد التنمية. في هذا العام، جاء المخرج الصيني الشهير شيه جينغ إلى هنغديان للبحث عن موقع لتصوير فيلم "حرب الأفيون"، وقد اختير "شارع قوانغتشو في القرن الـ19" الذي يغطي مساحة أكثر من 60 ألف متر مربع، وقد شارك الآلاف من الناس في بنائه. وسرعان ما أصبحت هنغديان معروفة بعدما حقق الفيلم شعبيته الكبيرة.

ومنذ ذلك، أصبح هنغديان مقصداً لصنّاع الأفلام الوثائقية، حيث بُني فيها قصر أسرتي مينغ وتشينغ وقصر الإمبراطور تشين ومنتزه هواشيا الثقافي، وغيرها من 28 موقعا لتصوير الفيلم والتلفزيون. وفي العام 2000، أعلنت هنغجيان عن تقديم المواقع لطواقم التلفزيون والفيلم لاستخدامها بشكل مجاني، ما جذب الكثير من الطواقم من جميع أنحاء البلاد.

هنغديان اليوم

وبعد 40 عاماً من التطور، تحولت هنغديان من قرية صغيرة إلى مجموعة هنغديان التي تمتلك خمس شركات مدرجة، وتشمل 200 مؤسسة في الإنتاج والخدمات وأكثر من 50 ألف موظف، وحققت 73.3 مليار يوان من الإيرادات في العام 2017. كذلك، تشكلت في هنغديان سلسلة صناعة شاملة تجمع بين إبداع المنتجات السينمائية والتلفزيونية وتصويرها وإنتاجها وتداولها. وحتى الآن، استقبلت هنغديان ما يقرب من 2600 طاقم، وتم تصوير ثلثي الدراما ذي الأزياء الصينية القديمة هنا، الأمر الذي حولها إلى "هوليوود الشرق " المشهورة.

وفي العام 2015، تم بناء شوارع ذات خصائص الأفلام والتلفزيون في هنغديان، ما جعلها تصبح منتزها سياحياً متميزاً اجتذب 18 مليون زائر في العام الماضي. ويتوافد في الوقت الحالي عدد كبير من الطواقم والنجوم والزوار إلى هنغديان كل عام، ما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، وقد بلغ نصيب الفرد من الدخل السنوي للسكان المحليين 64 الف يوان في العام 2017.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]