نظّمت جمعيّة "دار إيما" المغربيّة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، مسيرة حاشدة. انطلقت المسيرة من جماعة للاتكركوست مقر جمعية "دار إيما" المنظمة للمسيرة التي تبعد عن منطقة إمليل بثلاثين كم تقريبا مرورا بمنطقة جبلية اسمها كيك.

وشارك قرابة أربعة مائة شخص ممثلين الجماعات العشر و المجتمع المدني لكلّ جماعة، الكونفدرالية للشغل منطقة الحوز، الطائفة اليهودية المغربية جهة مراكش اسفي، الطائفة المسيحية لكنيسة الشهداء بمراكش، جمعية أمل مراكش والمجلس العلمي جهة مراكش اسفي.

وقُتلت مؤخراً طالبتان اسكندنافيّتان بمنطقة "شمهروش" بجماعة امليل.

رئيسة جمعية دار إيما المنظمة لمسيرة الشموع لتأبين ضحيتي امليل - السيّدة مريم الجواوي تقول لـبكرا:" الفتاتان لم تختطفا بل كانتا تبيتان في العراء في خيمة صغيرة و بدون مرشد و هذا في حد ذاته يعتبر مخالفا لما تعوّد عليه السياح بأخذ مرشد جبلي له إلمام بالتضاريس و المناخ و كذا التوقيت المناسب لبدء اي رحلة، الضحيتين كانتا فريستين سهلتين لذئاب ملتحية خفافيش الظلام و الدين براء من هكذا ممارسات وحشية".

زادت:" تعقيبي كمواطنة مغربية لها غيرة على الوطن و كذا على الضيفتين الضحيتين لأنه و كما هو معلوم للقاصي قبل الداني أن ضيوف المملكة لهم مكانة مقدسة باعتبار المملكة معروفة بكرمها و جودها و نكران الذات في حضور الضيف فكان لابدّ من اتخاذ موقف من العملية الهمجية و الإصطفاف في معسكر النور و الحب ضد الجهل و التطرف و الكراهية فما كان إلا أن قررت جمعية دار إيما في شخص رئيستها السيدة مريم الجواوي بالتقدم بمبادرة لاقت من الإستحسان لأعلى المستوى الوطني و كذا الدولي بحيث تم التنسيق مع الطائفة اليهودية المغربية جهة مراكش آسفي و الطائفة المسيحية بنفس الجهة بحضور إمام عن المجلس العلمي لمراكش و بالتالي تمثيل الديانات السماوية الثلاث و كذا حضور عشر جماعات من منطقة أمزميز باختلاف انتمائاتهم السياسية و بحضور نقابات عمالية دون أن ننسى حضور ممثلي السلطة السيد والي جهة مراكش اسفي و السيد عامل عمالة إقليم الحوز هذا الأخير الذي لا يدخر جهداً للعمل جنبا إلى جنب مع المجتمع المدني للنهوض بالإقليم".

مسيرة معبّرة

تستطرد الجواوي كلامها قائلة:" كانت مسيرة معبرة لأنها ثمتيل مصغر للمملكة المغربية أحزاب نقابات ديانات سلطة و مجتمع مدني متتبعين خطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده و رسالة للإرهاب و الضلاميين أنه لا مكان لكم بيننا هم دخلاء طفيليات يجب اقتلاعها من الأصل".

تعاطف كبير

وحول موقف الشارع المغربي، تقول:" الشارع المغربي عموما أظهر تعاطفا كبيراً اتجاه الضحيتين و شعبيهما الدنماركي و النرويجي هذا التعاطف كان على شكل رسائل تعزية و اعتذار لعائلتي الضحيتين و كان كذلك على شكل مبادرات شخصية و جماعية للذهاب لعين المكان لكي يطمئن السياح الموجودين بالمنطقة و الحمد لله وجدنا تفهما و تعاطفا كبيرين من السياح أنفسهم و ان الواقعة المأساوية لن تؤثر على برنامجهم".

عمليّة فرديّة

عن المسار القضائي، تحدّثنا:" السلطات القضائية لازالت قيد التحقيق مع المتهمين إذ تم القبض على أكتر من عشرين متهما لهم علاقة بالمجموعة الأولى كما اتضح أنهم لا ينتمون لأي تنظيم بالخارج بل هي عملية فردية هي مستمدة من الفكر الظلامي و المتخلف".

وأنهت كلامها قائلة:" لا أظن أن هذه العملية سوف تؤثر على السياحة لأن العالم يجب عليه وضع اليد في اليد للتغلب على هذا الوحش الذي يضرب في كل بقاع العالم فالإرهاب شعاره الموت و نحن شعارنا الحياة بدون خوف و الانطلاق إلى المستقبل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]