بعد شهرين من المداولات استعرضت اللجنة العامة لسلة الأدوية، التي عيّنتها وزارة الصحة الإسرائيلية، السلة لهذا العام وذلك. وتشمل السلة 197 أنواع أدوية وتكنولوجيا طبية حديثة، بتكلفة 500 مليون شيكل. وتوقعت اللجنة أن تحسّن السلة الجديدة حياة قرابة 70 ألف مريض. وتم تخصيص نصف المبلغ لأدوية وعلاجات مكلفة وحديثة في مجالي علم الأورام وأمراض الدم والأورام، فماذا استثنت السلة هذا العام وما هي المعايير التي اتخذتها وكيف تخدم السلة المجتمع العربي؟

مريم كبها: واجهت صعوبة كبيرة، مثلت مجتمعي واخترت الأفضل له وتعاملت بمهنية

المحامية مريم كبها المفوّضة الرئيسيّة لتكافؤ الفرص في العمل في وزارة العمل والرفاه الإجتماعي، والتي شاركت لأول مرة في اللجنة كممثلة عن المجتمع العربي حدثتنا عن تجربتها قائلة: هذا العام هو الأول الذي أشارك فيه بهذه اللجنة، التجربة ليست سهلة حيث كان امام اللجنة مهمة صعبة وهي ان تختار بين 600 نوع تقنيات وادوية تكلفتهم ثلاثة مليار شيكل وقد طلب من اللجنة ان تقارن بين الادوية وتختار الأنسب بينها بحسب معايير لإدخالها الى السلة بميزانية 460 مليون كما ان مهمة اختيار الادوية هذا العام كانت صعبة جدا لنجاعتها وتكلفتها العالية.

وتابعت عن تجربتها قائلة: انا لست طبيبة وبالرغم من ذلك كان علي ان اقرأ تقارير عن الادوية وكيفية عملها وان اقرر، لذلك كانت تجربة صعبة على المستوى الانساني ان تقرر أي مرضى سيتم علاجهم، وانا كممثلة عن المجتمع العربي حاولت ان اخذ بعين الاعتبار الادوية التي تخص المجتمع العربي بسبب بعدنا الجغرافي عن المركز وإمكانية الاستفادة، مثل تقنية تحل مشاكل نظر للأطفال، هذه المشاكل يجب ان تكتشف مبكرا حتى لا يصاب الطفل بالعمى، واخذت بعين الاعتبار الامراض التي تواجه المجتمع العربي مثل مسح وراثي لطفرة تسبب اعاقات وقد حاولت ان أكون مهنية واخلاقية وان اخذ اعتبارات مهنية واخلاقية.

سلة الادوية، صعوبات وتحديات انسانية

وتابعت عن انتقاء الادوية المعايير والصعوبات قائلة: عندما جلست مع الأعضاء الحديث كان على ان نكون مهنيين وان نتعامل مع الادوية الموجودة، كان هناك جولتين، الأولى صنفنا الادوية حسب النجاعة والأمان بدون معرفة التكلفة او حجم المرضى حتى لا نتأثر بذلك مهنيا، وبعد ان صنفنا الادوية بحثنا التكلفة وكمية المرضى والقرار كان صعبا جدا، حيث ان هناك التقنيات والأدوية هذا العام أسعارها كانت عالية جدا ونجاعتها أيضا لذلك حاولنا قدر الإمكان البحث عن الأفضل، حيث ان اكثر من 50% من سلة الادوية كانت لمرضى السرطان بسبب تكلفة دواء السرطان، وصعوبة اقتناءه من قبل بعض المرضى، وأيضا كان هناك ادوية تكلفتها اقل وتعالج اكبر كمية مرضى، حاولنا ان نساعد مرضى السرطان وأيضا ان نعطي الامكانية لمرضى اخرين ان يستفيدوا، هذه العام كان الأصعب لان الادوية كانت ناجعة جدا وتكلفتها عالية وقد انتهت اللجنة وانا أواجه صعوبة لان هناك اشخاص لم يستفيدوا، وانا أتمنى في العام القادم ان يتم شمل ادوية اكثر تساعد اكبر قدر من الناس.

صادقت اللجنة هذا العام على 107 أنواع ادوية وتقنيات حديثه للعلاج

بروفيسور فهد حكيم مدير مستشفى الناصرة- الإنجليزي قال بدوره: كل سنة تشكل لجنة عامة عن طريق وزارة الصحة، تشمل مديري مستشفيات وأطباء واشخاص يمثلون الجمهور لاتخاذ قرارات حول الأدوية والتقنيات الجديدة التي سيقومون بإدخالها هذا العام على السلة بناء على معايير جديدة وكثيرة، إذ يحاولون بشكل سنوي زيادة العشرات من الادوية والتقنيات. واحد من هذه المعايير هو المبلغ الذي تحدده وزارة الصحة والمالية لدعم شراء الادوية والتقنيات. في اللجنة هذا العام 20 عضو وبضمنهم الصديقة المحامية مريم كبها مفوضة المساواة في العمل في وزارة الاقتصاد وهي الممثلة العربية الوحيدة في اللجنة.

وتابع: النقاش كبير جدا هذه السنة بسبب العشرات بل المئات من الأدوية والتقنيات الموجودة قيد البحث، والمبلغ الأولي الذي حددته الوزارة لهذا العام هو 460 مليون شيكل يضاف الى السلة الموجودة. وقد كانت هناك إشكالية وجود 40 مليون شيكل من العام الماضي يجب تخفيضها من مبلغ الوزارة الجديد أيضا، حيث طلبت الوزارة ان يكون المبلغ الأخير 418 مليون شيكل وفي النهاية تم الاتفاق على مبلغ 500 مليون شيكل لكثرة الطلبات.

وأشار قائلا: صادقت اللجنة هذا العام على 107 أنواع ادوية وتقنيات حديثه للعلاج، تخدم بشكل مباشر أكثر من سبعين ألف شخص في الدولة كعلاج جديد. هذه الادوية والتقنيات معترف بها في العالم وموجودة في البلاد، وصلت من خلال تأشيرات، ولا نستطيع شراءها كمواطنين لسعرها العالي وهي غير موجودة عن طريق صناديق المرضى او مدعومة حكوميا، لذلك عندما يدخل الدواء على سلة الادوية، يستطيع المواطن شراءه بسعر اقل وبدعم من الدولة، عن طريق صناديق المرضى.

وأوضح قائلا: من 107 تقنيات هناك مجموعة كبيرة من ادوية علاج السرطان، إذ ان نصف المبلغ كان لأدوية السرطان لأنها مكلفة، مثل تقنية جديدة لعلاج لسرطان الغدد اللمفاوية للكبار والصغار وسرطان الرئة والثدي وادويه جديدة لمرضى الباركنسون والسكري، التليف الكيسي وادوية للإقلاع عن التدخين ومرض الحمى الشرق أوسطية. هناك صعوبة بالقرار لمن يتم إعطاء الدعم وهناك أدوية بقت خارج السلة مثل التطعيم لسرطان عنق الرحم حيث لم يتم شمله في السلة وأيضا علاج لسرطان البنكرياس والدماغ، وادوية تخفيف الكولسترول والدعم لشراء نظارات الأطفال.

ساهمت كثيرا بأدوية لأمراض يعاني منها المجتمع العربي بنسبة اكبر!

وعن إيجابيات هذه الأدوية للمجتمع العربي وفقا للمعايير التي وضعتها اللجنة والوزارة: بشكل مبدئي السلة لا تخص مستشفيات معينة وفئة معينة ولكن نحن كمجتمع عربي للأسف سباقين بمجموعة كبيرة من الامراض منها السكري حيث نعاني أكثر بثلاثة اضعاف من المجتمع الإسرائيلي من السكري، وكمية التدخين حيث ان فوق ال 50% من الرجال العرب هم مدخنون، وأيضا السمنة الزائدة وسرطان الرئة، بالإضافة إلى امراض متفشية في المجتمع العربي منها الحمى الشرق أوسطية وامراض وراثية أخرى ممكن ان تساهم السلة الجديدة بعلاجها. وجود ادوية حديثة تمكن المتعالج ان يعيش برفاهية ويحافظ على حياته. هذه بشرى لكل مريض ونتأمل ونطالب برفع ميزانية السلة للسنوات القادمة لتمكين توفير عدد أكبر من الأدوية والتقنيات لمصلحة المرضى، فهذا حق لكل مريض يعيش في هذه الدولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]