لا حراك، هدوء شبه تام، هي سكرات الصدمة والمفاجأة، ام لان الضحية عربية فلا استنكار ولا استياء من السياسيين والناشطين في مجال حقوق الانسان ومكافحة الجريمة والعنف ضد النساء، وكأنه كتب على المرأة العربية في الداخل الفلسطيني ان ينتهك حقها بالحياة والأمان أينما وجدت حتى وان كانت تتجرع ألم الغربة خارج البلاد لتتلقى حتفها وتعود الى أهلها جثة هامدة بدل ان تعود طبيبة او فنانة او ما كانت تحلم به. فضلا عن انتهاك حرمتها وحقها بالحياة فقط لأنها اختارت الغربة السفر الى الخارج ما يعتبره افراد من المجتمع غير مقبول على فتاة.

ناشطات ونسويات يتحدثن عن الصمت المطقع بعد مقتل الشابة آية مصاروة مقارنة بالانتفاضة الأسترالية التي حصلت احتجاجا على جريمة وقعت في بلدهم كشفت عن انعدام الأمان للغريب.

في بلادنا عندما تكون الضحية عربية يبرز تقاعس من قبل الشرطة!

الناشطة السياسية والنسائية نبيلة اسبنيولي قالت ل "بكرا": أولا أوجه التعازي الى اهل الضحية آية بفقدانهم فتاة متفوقة وخسارتها صعبة للمجتمع كله، خصوصا وان الطريقة التي قتلت بها كانت غدر واحيي الشعب الأسترالي على مواقفه المتضامنة ودور الشرطة السريع وقيامها بالكشف عن المجرم ما يعطينا نموذج لكيفية تعامل الشرطة الجدي مع جرائم القتل التي ننتقدها في بلادنا، بدون علاقة بجنسية الضحية حيث انه في بلادنا عندما تكون الضحية عربية يبرز تقاعس من قبل الشرطة، لذلك نستطيع ان نقول ان رؤيتنا لدور الشرطة الاسترالية يعزز المطالب بان تتعامل الشرطة في إسرائيل بشكل جدي مع قضية قتل امرأة عربية، الامر لن يمنع القتل القادم، ولكن أيضا توجه النساء للشرطة والمطالبة بحمايتها فان الشرطة تتقاعس في ذلك. قتل آية هي خسارة كبيرة ولكن طريقة التعامل مع الموضوع من الشعب الأسترالي والشرطة فأننا نحييهم على ذلك.
وتابعت: كون الجريمة حدثت خارج البلاد، فقد لاقت ردود فعل متواضعة تكاد تكون معدومة، عدا توجه للدكتور يوسف جبارين عضو الكنيست ومطالبة الحكومة بالتعامل الجدي مع الموضوع من قبل الممثلين الإسرائيليين في استراليا، وكون الجريمة بعيدة فقد جاء الامر كمفاجأة ومنعت من التحرك في هذا الموضوع وحجم الجريمة والمأساة شلت التعامل مع الموضوع.

انتهاك حقها بالأمان هز كيان دولة كامله، وفي اسرائيل لم يهتز جفن اي مسؤول لان الضحية عربية!

الناشطة النسائية ومديرة جمعية "نعم" سماح سلايمة قالت: مقتل آيه مصاروة صعق المجتمع العربي والعالمي بسبب بشاعة الجريمة المزدوجة التي ارتكبت على ما يبدو بيد معتوه في استراليا. البعد الجغرافي لمكان الجريمة، وتواجد الضحية ايه في بلاد نائية عن أهلها واغترابها من أجل طلب العلم والدراسة جعل الوسيلة الوحيدة للتواصل والتعاطف مع ما حصل عن طريق متابعة شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار العالمية من بعيد.

وتابعت: لا أرى ان هناك ردود فعل باردة على الجريمة ولكني أوافق ان قيادات المجتمع والمنظمات النسوية وجمعية نعم نساء عربيّات في المركز واحدة منها كان من الممكن ان تكون أكثر نشاطاً وسرعة في رد الفعل. اعتقد أيضا ان تعامل الإعلام الأسترالي وجهاز الشرطة، والمسؤولين السياسيين هناك مع الجريمة يخجلني انا هنا في البلاد التي لم تحرك ساكنا بعد قتل 14 امرأة في العام المنصرم.

ونوهت: هناك اعتذر المسؤولين عن تقصيرهم، وتحرك الموظفون على اعلى المستويات مع ان ايه مجرد طالبة جامعية وليست مواطنة، ولكن انتهاك حقها بالأمان هز كيان دولة كامله، وهنا في هذه الدولة لم يهتز جفن اي مسؤول لان الضحية عربية، ولو كانت سائحة استراليا او جندي يتجول في الهمالايا ووقع هناك بعيدا كنّا سنشهد بعثات الدبلوماسيين تتوافد على الدولة التي وقع بها الحادث لتقديم المساعدة. اعتقد انه مع وصول الجثة وتشيعها الى مثواها الأخير سوف ننظم وقفةً تضامن واحتجاج مع الأسرة لدعمها في مصابها الأليم هذا اضعف الإيمان .

واردفت مشيرة: في مجتمعنا للأسف الوهن والعجز امام الجرائم الدامية التي تحصد ارواح النساء والرجال والأطفال كل اسبوع ينمي في داخلنا أنماط من الناس تغطي جسمها بجلد التماسيح، وتنال ألسنتها النارية من الضحية وتلومها على ما حل بها. وقد شاهدنا تلك "المربية" التي كتب ان هذه نهاية من تسافر للخارج لتتعلم، وهذه برأيها النتيجة التي يحصل عليها والدان يطلقان سراح ابنتيهما.

وأشارت: ان هذه المربية وأمثالها يروجون لأفكار رجعية متخلفة وعنيفة، افكار ضد تطور المرأة وتسلبها حية او ميتة حقها بالحرية والأمان. هذه الأنماط أخطر الأشخاص في مجتمعنا وهذه الدسائس هي من تلوم الضحية والنساء عموما وتحملهن مسؤولية العنف والاضطهاد نحوهن لترجع نضالنا للمربع الأول.

شتان ما بين تعامل الشرطة الأسترالية المهني والسريع وبين ردود الفعل في بلادنا

من ناحيتها الناشطة السياسية والنسائية والاجتماعية ميسم جلجولي قالت ل "بكرا": اولا بإسمي وباسم كتلة الجبهة في نعمت أتقدم بأحر التعازي لعائلة مصاروة. حادث مقتل اية مصاروة اصابني شخصيا بالذهول والغضب، آية كانت زميلة لابنتي ايام الدراسة في مدرسة القاسمي الثانوية.
وتابعت: من الواضح أن النساء في جميع أرجاء المعمورة لا يعشن بأمان، آية قتلت لأنها امرأة على يد وحش بشري. والوحوش البشرية موجودة في كل مكان. ما لفت نظري هو التعاطف الكبير والتماهي الجماهيري الواسع في ملبورن مع المأساة والاعتصام الكبير بجانب البرلمان المحلي، ومن الملفت للنظر كان تجند الاعلام في استراليا حتى ان هذه اللحظات يتبوأ الموضوع العناوين الرئيسية. والاهم من ذلك تعامل الشرطة الأسترالية المهني والسريع والتي وخلال أقل من 24 ساعة وضعت يديها على القاتل، وهذا يدفعني الى المقارنة بين ردود الفعل في بلادنا عندها ترتكب جرائم قتل ضد النساء وبالأخص في المجتمع العربي. الاعلام وخاصة العبري لا يولي الموضوع أي اهتمام، الشارع يبقي صامتا صمت الحملان، وتبقي الجمعيات والناشطات النسويات وحدهن في ساحات الاحتجاج. وهنا استثني التحرك الجماهيري الواسع الذي كان في شهر 12 الماضي في الاضراب النسائي الكبير. اما عن تقاعس الشرطة فحدث ولا حرج!! لكي نصنع التغيير نحن بحاجة الى تحرك جماهيري واسع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]