يا أم ايه
افقت على بكاء صغيرتي وتذكرت وجهك وجسدك اللذي ركض في كل لحظة بكت أيه، وانا التي وقفت بباب المشفى منهارة ولم تتعدى صغيرتي الشهر ابكي خشية مرض توقعه الأطباء، تذكرت في تلك اللحظة الصاعقة كل لمسة من رضيعتي، تلك التي لم ترى حتى ملامحي بوضوح، تذكرت البكاء والابتسامة ، وصرت المس أصابعي التي امسكتها، اشتم عبقها واسأل الله عز وجل ان يبقيها على قيد الأمل بيننا، لم تلفظ حينها اسمي ولكنها كانت كل شيء..

يا أم ايه
اي صبر انت فيه، التي ربيت زهرة يشهد الكون برائتها ، اراك ترينها عائدة كعادتها لتترك حقائب السفر عن باب المنزل وتركض لحضنك تعانقك، تتخذ منك وسادة وسريرا وتخبرك باسرار السفر الجميلة.وتسرد على مخيلتك مغامراتها وأجمل اللحظات وما كان منك الا ان ترسمي بحب ما تقول بشغف.

يا أم ايه
خبريني عن الأحلام تلك التي رأيتها بعيون حبيبتك في كل خطوة، التي رسمتها كغيرها من الاطفال بألوان الربيع والتي اخبئتها بدورك قلبك قبل الكتب، عن احاديث الحضانه والدلع وعن لحظات الفخر بنجمة رسمتها المربية على جبينها في اول يوم مدرسي. عن حب المعلمات وصداقة الفتيات وأيام الطفولة الخجولة.

يا أم أيه
كم من ليلة سهرت ترتقبين وجه القمر، يرتجف جانبك وانت في قمة التعب، لا تكترثين سوى لسلامتها، وكم من ليلة غلبك ولم يقدر الحب سوى ان يمدك بالقوة، طويلة هي تلك الليال، قصيرة هي أوقاتنا مع من نحب مهما طالت أيامها

يا أم ايه
اي فخر حملت في صدرك لفتاه يشهد من عرفها بروعتها ورقتها وتميزها، اي رقي ربيت في مملكتك، وانت ترقبينها تجول بين جدرانه تحاول ان تقف وقفتها الأولى، وتلعب بين احضانه بدمى أسمتها لك كل يوم،كم من عيد رأيتها بدره وكم من ليل كانت وشقيقاتها نجومه

يا أم ايه
اسكني غرفتها وصلي، فحين يغيب المعزون، ويعود المحبون الي بيوتهم، اتخذي من غرفتها ملجأ واشكي للواحد الاحد، وكوني على ثقة وانت المؤمنة الجبارة ان الله ارحم فينا بعباده وهنيئا لك شهادة في طلب علم ينفع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]