بعد ان عمل على مدار 6 سنوات ونصف، كمدير عام لمركز جفعات حبيبة، ونشط وساهم من اجل حياة مشتركة ومتساوية بين العرب واليهود في البلاد، قرر ينيف ساجي المنافسة على مقعد في الكنيست ضمن حزب "ميرتس" اليساري، وذلك لانه شعر بضرورة العمل السياسي اضافة للاجتماعي، حتى يهنأ مواطني الدولة جميعا بحياة هادئة لمصلحة جميع المواطنين عربا كانوا ام يهود.

ويشغل ينيف ساجي، الذي يقطن في كيبوتس "عاين هشوفيط"، عضوا مركزيا في حزب "ميرتس" منذ اقامته، وكان ناشطا قبل ذلك في حزب "مباي" منذ عام 1989 ، ويحمل اراء الحركة الكيبوتسية، بما يتعلق بالحياة المشتركة، ويأمل ان يحظى بدعم المجتمع العربي، وسيعمل على حل مشاكل الارض، والزراعة، والمياه .

دولتنا في خطر، والحل هو شراكة عربية يهودية

وفي حديثه لموقع بكرا قال ساجي :" منذ اقامة حزب "ميرتس وانا عضو في اللجنة المركزية، ولن افكر ابدا بالتوجه للكنيست، لانني شعرت بانه رسالتي هي في العمل التربوي، مثل معهد جفعات حبيبا، والحركات الشبابية، ولكن ما اثار حفيظتي وقررت دخول الكنيست، هو اليوم الذي تم به المصادقة على قانون القومية، عندها شعرت بضرورة ان اكون من بين اعضاء الكنيست، لانه شعرت بان دولتنا في خطر، وان الحل هو شراكة عربية يهودية، وسوية يمكن ان نصل لقوى كبيرة من اجل تغيير الحكم، وشعرت بانه من واجبي كيهودي ان اصلّح الاضرار التي يرتكبها شعبي اليهودي للمجتمع العربي، وهذا لا يمكن ان اساهم به من موقعي كمدير لمعهد جفعات حبيبا، لذلك يتوجب عليّ الذخاب الى السياسة من اجل الوصول الى الكنيست، لكي اكون في المستقبل جزء من الائتلاف الحكومي، واسعى لتغيير بعض القوانين وايجاد الحلول المناسبة لبغض القضايا المتعلقة بالارض ، والخرائط الهيكلية، العنف وقضايا هامة اخرى.

شراكة عربية يهودية تزيد التمثيل بالكنيست، وتضيق الخناق على حكومة نتنياهو

واضاف ساجي :" اظن بنظرة عامة الدولة لم تتغير، حقيقة اكثر من نصف الدولة تأخذ المنعطف نحو اليمين، ولكن اظن فيما يتعلق بالناحية الاجتماعية، هنالك توجه اكثر نحو اليسار، وهنا يمكن ان نعمل على تطبيق مبدأ المساواة من اجل تحسين ظروف المواطنين، لاننا لا نستطيع ان نتنازل عن دولتنا، لذلك كوني اعمل في المجال الجماهيري منذ 30 عاما ، يتوجب عليّ تغيير هذا الواقع وايجاد حلقة الوصل بين جميع مواطني هذه الدولة، وذا ما دفعني الى السياسة.

اعتقد بان من الواجب ان يكون هنالك شراكة سياسية بين العرب واليهود، رغم ان اليوم نرى بالقائمة المشتركة لم تعد بعد مشتركة، بعد انفصال احمد الطيبي، الا انه هنالك ضرورة للعمل المشترك، حيث دلت الاحصائيات من الانتخابات السابقة بانه هنالك نسبة 15% من المجتمع العربي لم يدلوا باصواتهم للقائمة المشتركة، ولو وجد حزب مشترك من العرب واليهود، لنجحنا من زيادة المقاعد للكنيست، وبذلك نضيق الخناق على حكومة نتنياهو اليمينية".

نتائج استطلاعات مذهلة

واسهب مدير معهد جفعات حبيبا :" جاءت فكرة الشراكة في العمل السياسي من مشروع "خارطة الطريق" وذلك بعد ان اجرينا استطلاعات في جفعات حبيبا في المجتمع العربي واليهودي، وكانت النتائج مذهلة، حيث ابدى 73% من المجتمع العربي تأيدهم لحزب به شراكة عربية يهودية، وفي المجتمع اليهودي اعلن 37% تأيدهم لحزب يحمل اجندة الشراكة العر بية اليهودية، كما دلت الاستطلاعات التي اجريناها على الذين لم يدلوا باصواتهم في الانتخابات السابقة، ان في حالة وجود حزب مع اجندة الشراكة العربية اليهودية هل ستمتنع عن التصويت، اجاب 55% من المجتمع العربي، بانهم سيقومون بالادلاء باصواتهم، لذلك تدل هذه النتائج على ضرورة وجود شراكة عربية يهودية، دون المس بالقوائم الحالية، لذلك يتوجب اقامة جبهة مشتركة، بهذا يكون للمواطن العربي تأثيرا كبيرا على صناع القرار."

لا يوجد تناقض  بين الفلسطينيين والصهيونيين

واضاف:" اظن انه لا يوجد هنالك تناقض من حيث الهوية القومية، للعرب الذين يعرفون انفسهم كفلسطينيين ولليهود الذين م صهيونيون، جميعهم مواطنين بهذه الدولة ويتوجب ان تكون الدولة هي لجميع المواطنين الفلسطينيين والصهاينة، الامر المهم اليوم هو العمل على تغيير الحكم لانه يصب بمصلحة العرب واليهود في هذه البلاد، ويخطئ من يظن انه ممكن ان تكون لدينا دولة صحيّة وسليمة، بدون ان يكون هنالك تأثير للعرب الفلسطينيين في هذه البلاد، لانه مصيرنا جميعا هو مشترك ويجب تطوير وتحسين هذا المصطلح.

واختتم القول:" في الانتخابات القادمة لن تكون قائمة عربية واحدة، لذلك اناشد كل من يريد تحسين ظروف المواطنة في هذه البلاد، ان يتواصل معنا، ويدعم قائمة ميرتس، من اجل التأثير على صناع القرار من اجل دولة لجميع مواطنيها، وانا اعتز وافتخر بان اكون بشراكة تامة مع المجتمع العربي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]