هاجم عدد من الناشطات النسويات الفكر المتجذر في المجتمعين العربي واليهودي من تحييد المرأة وتهميشها من الحيز العام باسم الدين، العادات والتقاليد، والذي تمثل مؤخرا بتمزيق لافتات عليها وجوه نساء مرشحات للانتخابات الإسرائيلية القادمة منشورة في أماكن عامة وأماكن تسيطر عليها مجموعات اليهود المتدينين الأصوليين او ما يسمى بالحريديم. حيث أكدن ان هذه الظاهرة للأسف موجودة في المجتمعين مع العلم انها متفاوتة بين المجتمع العربي واليهودي في حين انها تبرز في العربي ولكن بصور أخرى واشكال مختلفة.

سماح سلايمة: (بدون الترشح لن نصوت)!

سماح سلايمة ناشطة نسائية وسياسية ومديرة جمعية "نعم" النسائية قالت بدورها ل "بكرا": ما يحدث في الشارع الاسرائيلي من تعزيز التيارات المحافظة والتطرف الديني واستفراد اليمين في السلطة يجبي اليوم ثمناً باهظاً في مجالات عديدة منها قمع النساء والتقليص تواجدهن في الحيز العام بذريعة المحافظة على قيم دينية متشددة. فتشويه وتخريب اللافتات والدعايات الانتخابية التي تظهر صور نساء مرشحات تدل على أفكار الناخبين الرجعية، وعلى تراجع مكانة الديمقراطية في الدولة، فمن لا يؤمن بحقوق الأقليات، والمساواة أمام القانون وحقوق الإنسان وما زال يهاب ذوي البشرة السوداء ويؤمن حقا ان الفلسطينيين خلقوا ليخدموا شعب الله المختار كيف لا يخاف من مشاركة النساء في العمل السياسي؟
وتابعت سلايمة: انا أضع في بقجة واحدة كل دعاة ومؤيدي دولة الدين (المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة مثلاً، الأحزاب اليهودية المتزمتة والحركات الاسلامية المتشددة) وتفضيلها على دولة القانون، فمن ناحيتي انتقد الأحزاب الدينية اليهودية التي تستخدم الدين لتعزيز فوقية الرجل وسلطته المطلقة على الحياة السياسية والاقتصادية كما انتقد الأحزاب الاسلامية التي فضلت نشر صور باقات الورود بدل صور المرشحات في الانتخابات البلدية في مناطق السلطة الفلسطينية والأردن.


وأضافت سلايمة ل "بكرا": انا اعتقد ان هذه الظاهرة برزت أكثر بعد تحدي بعض الناشطات المتدينات من حركة (بدون الترشح لن نصوت) وفوزهن في قضية تمثيل النساء في الأحزاب الدينية في المحكمة العليا التي حكمت بان كل حزب يمنع تمثيل النساء في دستوره الداخلي هو عمليا يخالف القانون. وقد شهد المجتمع الإسرائيلي ظواهر عديدة مقلقه تصب في موجة إقصاء النساء من الحيّز العام، مثل الفصل في المواصلات العامة، الفصل في صفوف التعليم الجامعي وغيرها.
واختتمت: لحسن حظنا، لم اسمع بعد عن اَي ظاهرة تهميش وتشويه وازالة صور نساء فلسطينيات من الداخل اثناء الانتخابات المحلية السابقة، كتبت هناك بعض التعليقات الرجعية والذكورية ولكنها هامشية.

ميسم جلجولي: الفكر الرجعي والمتخلف موجود في كل الديانات!

بدورها عقبت ميسم جلجولي رئيسة نعمت في منطقة المثلث ل "بكرا": ميسم جلجولي: ما يحدث في موضوع الدعايات الانتخابية ومحاولة ازالة صور النساء أو تمزيقها من قبل اوساط متدينة في المجتمع اليهودي هي ظاهرة ليست جديدة ولكنها ظاهرة خطيرة جدا، وهي نابعة من ايديولوجية دينية متطرفة لا تقبل التأويل- لا مكان للمرأة في الحيز العام ومكان المرأة هي البيت. فالأحزاب الاصولية اليهودية ترفض أيضا ترشيح النساء او حتى القبول بعضويتها في احزابهم، بالنسبة لهم المرأة جيده فقط عندما تصوت للرجال. نحن ندعم نضال النساء في الوسط المتدين اليهودي اللواتي يقاومن هذا التمييز وجمعية "ايتاخ معك" والتي انا عضوة في اداراتها قدمت استئناف للمحكمة العليا وتم في الاسبوع الماضي قبوله حيث أرغمت المحكمة هذه الاحزاب تغيير انظمتها وقبول عضوية النساء.

وتابعت متطرقة الى المجتمع العربي: الوضع في مجتمعنا العربي ليس أفضل بكثير، صحيح انه وفي الدعايات الانتخابية الاخيرة للسلطات المحلية شهدنا حضورا للنساء ولكن عدد النساء المرشحات والمنتخبات كان قليلا جدا لأنه وحتى اليوم لا توجد شرعية لوجود النساء في مواقع اتخاذ القرار في بلدات كثيرة، بعض النساء اللواتي فكرن بالترشح عدلن عن الفكرة بسبب الكثير من الضغوطات المجتمعية. وبما ان الانتخابات يسودها التصويت الحمائلي فالكثير من العائلات كان لديها "انتخابات تمهيدية" لانتخاب المرشحين وطبعا المشاركين كانوا رجالا فقط فأقصاء المرأة عن اتخاذ القرار هو نهج الكثيرين في مجتمعنا.
وأضافت: ما لفت نظري في الآونة الاخيرة هو دعوات الاعراس والتي لا يكتب عليها اسم العروس! بل تنعت بمسميات مثل " كريمته" " عروسه" وهذا لا يختلف عن ظاهرة تخريب وجوه النساء في الصور، ما يؤكد على ان هذا الفكر الرجعي المتخلف الذي يرى بالمرأة تابعة للرجل لا كيان لها هو وللأسف متواجد في كل الديانات والمجتمعات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]