مع اقتراب انتخابات الكنيست القادمة والتي من المقرر موعدها في التاسع من نيسان- ابريل القادم، تتسارع الأحزاب والقوى السياسية العربية الفاعلة على الساحة السياسية بانتخاب مرشحيها لخوض الانتخابات من خلال انتخابات تمهيدية، يتزامن ذلك مع حرص هذه القوائم على وجود امرأة في المراكز المتقدمة الأولى حتى وان كان ذلك من خلال التزكية كما حصل في الجبهة، علما ان عدد النساء التي تضمنتهن القوائم قليل جدا ما يعني تمثيلا غير كافي وغير لائق للنساء العربيات في الحكومة القادمة وذلك على الرغم من النضال التي تخوضه جمعيات ونسويات لزيادة التمثيل النسائي الا ان العدد لا يتخطى الامرأتين او ثلاث في كل تشكيلة جديدة للحكومة.

الساسة غير مستعدين لإخلاء مكانهم من اجل دفع او تشجيع مرشحات جديرات!

النسوية وفاء شاهين حدثت "بكرا" قائلة: وفاء شاهين: انا من ناحيتي شاركت في انتخاب ممثلين عن الجبهة وانا افتخر كثيرا بمرشحينا وكلي ثقة وايمان بأنهم سينجحون بتمثيل والدفاع عن المجتمع العربي عامة والنساء خاصة أفضل تمثيل
وتابعت: اما بالنسبة للتمثيل النسائي في قائمة الجبهة فانه لم يكن هناك مرشحات سوى الرفيقة عايدة توما على المقعد الثاني وتم انتخابها بأجماع المجلس القطري للجبهة، ومتأكدة بان القائمة ستتضمن ايضا رفيقات اخريات في الاماكن ما بعد السادس اما بالنسبة لباقي الاحزاب امل ان تتخذ اجراءات لتمثيل لائق للنساء وفي اماكن متقدمة.
سماح سلايمة الناشطة النسائية والسياسية قالت ل "بكرا" في هذا السياق: لم تترشح النساء بأعداد كبيرة لأنها تهدد الرجال وسلطتهم في البلدات العربية، خصوصا اذا استمرت النساء العربيات بالصعود في سلم العمل الاجتماعي والسياسي كما هو طبيعي ومتوقع ومطلوب حتماً، ستعلو دوما الأصوات التي تفضل تواجد المرأة في المطبخ وليس في البرلمان ، فنحن بعيدين جداً عن المساواة الحقيقية والإيمان العميق والصادق بدور المرأة السياسي والجماهيري وما زلنا في مرحلة يعتقد معظم الساسة انه لا بأس في تواجد المرأة في القائمة ما دامت في مكان بعيد عن المقدمة واسمها يساعد على تجميل الحزب جندرياً من الخارج فقط. وهم غير مستعدين لإخلاء مكانهم من اجل دفع او تشجيع مرشحات جديرات وقديرات فقط لأنهم نساء.

التمثيل النسائي في القائمة المشتركة في الاشهر الاخيرة كان مشرفا!

اما ميسم جلجولي رئيسة نعمت المثلث الجنوبي فكان لها رأيا مخالفا حيث تابعت الحديث قائلة: بالنسبة للانتخابات القطرية بعد شهرين، اولا انا سعيدة جدا بانتخاب الرفيقة عايدة توما سليمان في المكان الثاني ضمن قائمة الجبهة بالتزكية، اذ اجمع عضوات واعضاء مجلس الجبهة على انتخابها وخاصة على ضوء عملها المتفاني في خدمة مجتمعنا، وكانت لدينا الامكانية بانتخاب امرأة اخرى على المقعد الثالث ولكن المرشحتين لهذا المقعد لم يحصلن على غالبية الاصوات. اتمنى أن يكون التمثيل النسائي في الجبهة أكبر في المرة القادمة.
وتابعت: التمثيل النسائي في القائمة المشتركة في الاشهر الاخيرة كان مشرفا مع وجود ثلاث عضوات كنيست عربيات وأتمنى أن يرتفع هذا التمثيل في الكنيست القادمة، وقد انتخبت امرأة في المكان الثاني في قائمة التجمع والحركة الاسلامية اعلنت عن ترشيح امرأة ضمن الستة مقاعد الأولى.

زيادة التمثيل النسائي من شأنه ان يزيد من الوعي في القضايا النسائية

سندس صالح من القائمة العربية للتغيير وإحدى المرشحات في القائمة لخوض انتخابات الكنيست القادمة فقالت ل "بكرا": التمثيل النسائي في الأحزاب السياسية والعمل السياسي عامة يجب ان تكون مطلب وهدف لجميع القوى التي تعمل في الساحة السياسية وهو يدل على الرؤية المجتمعية والسياسية للحزب، حيث انه يزيد من مكانة المرأة في المجتمع ويعطيها شراكة تامة بقيادة نضالنا كأقلية تعاني من التمييز والتهميش والاقصاء من قبل الحكومة، يجب ان تكون المرأة شريكة في هذا النضال وخلق واقع جديد ومعايير جديدة.
وتابعت: زيادة التمثيل النسائي من شأنه ان يزيد من الوعي في القضايا النسائية وأيضا الوعي للقضايا الاجتماعية من منظور نسوي، المرأة العربية في المجتمع العربي الفلسطيني هي ضحية لتمييز مضاعف، كونها امرأة وكونها جزء من اقلية مضطهدة ومهمشة ويتم اقصاؤها بواسطة برامج حكومية سياسية، لذلك يجب ان تكون هي الصوت نفسها في العمل السياسي، لا يكفي الحديث باسم النساء بل على المرأة ان تكون في قيادة نضالنا المجتمعي والسياسي.

تغيب النساء من مواقع اتخاذ القرارات يعيدنا الى الوراء!

انهار مصاروة مستشارة للنهوض بمكانة المرأة في مجلس عارة عرعرة ومديرة وحدة المساواة الجندرية في جفعات حفيفة ومن مؤسسي حزب ببساطة محبة قالت بدورها: اعتقد ان تغيب المرأة من القوائم الانتخابية القادمة امرا ليس جديد، لأنها دائما مهمشة ولا يأخذ بعين الاعتبار انها يجب ان تكون شريكة، ومعظم الأحزاب تضع سيدة فقط امام الرأي العام، لا يكون لها شراكة حقيقية ولا تكون في مواقع اتخاذ القرار هذا الامر مخجل في دول ديمقراطية ان يكون هناك تهميش واضح للقيادة النسوية.
وأضافت: تغيب المرأة عن مواقع اتخاذ القرار ينعكس بالسلب على حياتنا اليومية، تغيب المرأة يسبب تفاقم أزمات عديدة مثل العنف وامور أخرى، خصوصا انه لا يوجد خطط وبرامج استراتيجية تعالج قضايانا بنظرة نسوية، بسبب المنظر الرجولي فاننا منذ سنوات وضعنا يسوء، عدم وجود المرأة يترك فجوة كبير، علينا كنساء ان نكون شريكات في مراكز اتخاذ القرارات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]