وقع البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب، مساء الاثنين، وثيقة "الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية الذي احتضنه "صرح زايد المؤسس".

وقال شيخ الأزهر، في كلمة أمام الحضور، إن العالم كله يشهد إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية وما تتضمنه من دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية بديلا عن ثقافة الكراهية والظلم والعنف.

وتابع أن الوثيقة، التي أُطلق عليها إعلان أبوظبي، تطالب قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصير الشعوب بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وإزهاق الأرواح ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن وحروب عبثية.

أضاف "الوثيقة المشتركة نداء لكل ضمير حي ينبذ التطرف ولكل محب للتسامح والإخاء"، موجها نداءه إلى "من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وبالإنسانية" العمل معا حتى تصبح الوثيقة دليلا للأجيال القادمة يأخذهم إلى ثقافة السلام والاحترام المتبادل.

ودعا شيخ الأزهر المسلمين في الشرق الأوسط إلى احتضان الطوائف المسيحية في دولهم، وقال إن المسيحيين جزء من هذه الأمة وليسوا أقليات.
ودعا كذلك المسلمين في الغرب إلى الاندماج في دولهم المضيفة واحترام القوانين المحلية.

من جهته، ذكر البابا فرنسيس أن الوثيقة ستكون شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، مضيفا "لقد فكرت مع الإمام الأكبر في مكان إطلاقها، ووقع اختيارنا على أبوظبي لنشجع هذا النموذج المميز للأخوة الإنسانية وتعزيز التسامح بين الأديان في هذا الوقت، الذي يعاني فيه ملايين الناس من العالم للاضطهاد".

وأضاف "عبر هذه الوثيقة، نطالب أنفسنا وكل القادة بالعمل جديا على نشر ثقافة التسماح والتعايش".

وتابع "نأمل أن تكون وثيقتنا بداية حقيقية لسلام يسود العالم ينعم به جميع البشر ودعوة للمصالحة والتآخي بين جميع الناس في العالم".

وقال البابا فرنسيس إن عواقب الحرب في اليمن وغيره من دول الشرق الأوسط "بادية أمام أعيننا".

وأضاف في كلمة خلال زيارة تاريخية إلى الإمارات، التي تقوم بدور عسكري رئيسي في حرب اليمن، "الحرب لا يمكن أن تؤدي لشيء سوى البؤس، والسلاح لا يجلب إلا الموت... عواقبها الكارثية بادية أمام أعيننا. أفكر بشكل خاص في اليمن وسوريا والعراق وليبيا".

وتابع قائلا "دعونا نلزم أنفسنا بمعارضة منطق القوة المسلحة".

وانطلقت فعاليات "لقاء الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الاثنين، بحفل افتتاحي وعرض فيديو تقديمي لهذا الحدث التاريخي.

وكان جامع الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي احتضن، لقاء تاريخيا بين بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب.

وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها، إذ اختار الرمزان الدينيان الكبيران أرض الإمارات لعقد قمة تاريخية في "لقاء الأخوة الإنسانية" والتباحث في سبل تعزيز التعايش بين الأديان والعقائد المختلفة.

وسيختتم البابا فرنسيس زيارته إلى الإمارات الثلاثاء بإقامة قداس في مدينة زايد الرياضية، يتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص، قبل أن يتوجه إلى مطار أبوظبي حيث ستقام مراسم وداع رسمية.

جائزة "الأخوة الإنسانية"

وكان أعلن نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منح جائزة "الأخوة الإنسانية" في دورتها الأولى للبابا فرنسيس، وشيخ الأزهر أحمد الطيب.

وبعد توقيع وثيقة الإخوة الإنسانية التاريخية بين الفاتيكان والأزهر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أعلن الشيخ محمد بن راشد، وبهذه المناسبة، إطلاق جائزة "الأخوة الإنسانية" التي ستكرم شخصيات ومؤسسات عالمية بذلت جهودا صادقة في تقريب الناس من بعضهم البعض.

وأكد الشيخ محمد بن راشد منح البابا فرنسيس وشيخ الأزهر النسخة الأولى من الجائزة تقديرا للجهود المباركة التي قاما بها في سبيل نشر السلام في العالم.

وشدد أن لقاء الأخوة الانسانية دليل على أهمية رعاية التعددية والحوار بين أتباع الاديان في كافة المجالات، متعهدا بأن تواصل الإمارات دعم الجهود الرامية إلى جعل المنطقة والعالم مكانا أكثر أمانا.

وتتزامن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر مع انعقاد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في أبوظبي، في تجسيد لتحول دولة الإمارات إلى عاصمة عالمية للتسامح.

وينظم المؤتمر مجلس حكماء المسلمين بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر.

ويسعى المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة تقوم على احترام الاختلاف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]