في اعقاب المبادرة التي أطلقها موقع "بكرا" والتي هي عبارة عن عريضة تطالب بدعم الطرح الوحدوي وعودة رص الصفوف للأحزاب العربية ضمن قائمة عربية واحدة خصوصا بعد انشقاق العربية للتغيير والاشاعات حول انشقاقات أخرى او خوض الانتخابات ضمن قائمتين عربيتين وليست واحدة، توجهت مراسلة "بكرا" الى جماهير وقيادات لتجس النبض حول فكرة المبادرة وإعادة تشكيل "مشتركة" جديدة لا تخذل الجماهير العربية.

اركان المشتركة لم تبنى كما يجب خلال هذه الاربعة سنوات

الناشط الاجتماعي والسياسي ايهاب جبارين قال لـ "بكرا": ارادة شعب، هذا الشعار الذي رافق مركبات المشتركة في الحملة الانتخابية للدورة العشرون للكنيست، ولكن سرعان ما تلاشى امام مطامع مركبات حزبية وسياسية وربما حتى شخصية، ووضعت ارادة الشعب على الرف، وضعنا جل تحدياتنا الحقيقية جانبا وتصارعنا سياسيا وكأننا فعلا اسياد هذه الأرض.

وأضاف قائلا: بطبيعة الحال، نحن مجتمع متعدد المواقف ومتباين سياسيا، ولكننا كأقلية اصلانية نواجه تحديات أكبر من التعددية التي تفرقنا، بل أنها تتلاشى هذه التعددية أمام وجوب كوننا قوة سياسية مدنية لا يستهان بها في اركان الكنيست.

ونوه: بنيان المشتركة بني على مضض، اذ يومها فرض ليبرمان هذا الواقع، وهو المطلب الذي لطالما نادا به الشعب، اركان المشتركة لم تبنى كما يجب خلال هذه الأربعة سنوات، ومع ذلك بقي الكثير من الأمل لمواجهة عقبات لعبة الكراسي، الا أنه أخذت سياسيونا العزة بالأثمة، مهمشين ارادة الشعب جانبا، بل اثبتوا ان ما تبت به شفاههم ليس الا ديماغوجية يتاجرون بها.

واختتم: المشتركة في الوضع الراهن هو مطلب وهي الارادة الحقيقية، لا اظن ان هنالك مكان للمساومات ولم ولن تكن فترة شهرين هي الفترة الكافية لبناء الية عمل واختيار لمكونات ومركباتها، فبدون شك لدى المشتركة الكثير لتقويمه وتصحيحه، ولكن فشل المشتركة هذه المرة هو بمثابة دفن للفكرة ذاتها، موتها سيكون معلق في رقاب كل جسم سياسي راهن عليها في الفترة السابقة، الذنب الذي لن يغتفر.

الجنازة حاميه والميت كلب!

د. عزمي حكيم قيادي في الجبهة عقب قائلا ومرحبا بمبادرة "بكرا": للأسف الشديد كما يقال (الجنازة حاميه والميت كلب) على ما اعتقد غير متحزبين او منتسبين حزبيا لا يوجد اي اهتمام للشارع بما يحدث من مسرحيات داخل المشتركة وما يحدث فقد ابعد الناس عن الاهتمام بهذا الموضوع اي الانتخابات وما يدور من نقاش حول ان تكون المشتركة ام لا.

وأضاف مفصلا: في زمن الشخصنة أصبح مستقبل الجماهير العربية مرتبطة بأشخاص وليس بمواقف او برامج سياسية فهنالك من اعتلى شجرة ولا يعرف كيف ينزل عنها وبالمقابل هنالك حالة من الاستجداء من قبل الاحزاب الحقيقية على الساحة العربية المحلية. فلا يعقل ان يقوم شخص بالمقامرة بأحد (انجازات) الجماهير العربية في الداخل لمجرد اثبات انه يستطيع ان يغامر ويخوض الانتخابات لوحده.

اعتقد ان الجماهير ستعاقب الجميع في حالة عدم التوافق او الاتفاق على خوض الانتخابات بقائمة موحدة

وتابع حكيم لـ "بكرا" قائلا: اعتقد ان الجماهير ستعاقب الجميع في حالة عدم التوافق او الاتفاق على خوض الانتخابات بقائمة موحده وطبيعي العقاب سيكون من خلال المقاطعة لأنه السلاح الوحيد لدى الجمهور العريض، هنالك من سيتحمل المسؤولية اتجاه هذا التصرف الصبياني.

واختتم: في النهاية اعود واكرر ان النقاش حتى الان والاهتمام لا يتعدى الناس الملتزمون حزبيا اما الشارع غير مهتم لكل هذه الهرطقات والعاب (الأيغو الشخصي) والمسؤول عن عدم الاهتمام هم من يجب ان يكونوا قادة الجماهير والمدافع عنهم وليس من يلعب بمصائرهم.

احباط يسود المجتمع العربي بسبب أداء المشتركة!

محمد دراوشة القيادي والسياسي قال بدوره حول مبادرة "بكرا": اعتقد ان المبادرة تدل على طيبة وشهامة المبادرين الغيورين على مصلحتنا الجماعية، ولكنها لا تتعدى كونها تعبير عاطفي ورغبة في تجبير كُسر لا يمكن تجبيره. اعتقد انه علينا تخطي هذه المرحلة والتركيز على المرحلة المقبلة، مرحلة وجود قائمتين او أكثر. حيث انني أفضل قائمتين على واحده او ثلاثة.

وتابع: قائمة واحدة سينتج عنها نسبة تصويت منخفضة جداً، تسيئ للتمثيل العربي في الكنيست وانحسار لثمانية او تسعة أعضاء في أفضل الأحوال بسبب الإحباط الذي يسود المجتمع نتيجة لأداء المشتركة الأعرج في السنوات الأربعة الاخيرة. وجود ثلاثة قوائم سيضعها كلها في دائرة الخطر، وربما القضاء على التمثيل العربي في الكنيست كلياً، وهذه جريمة بحق مجتمعنا ترتكبها قيادات تضع مصلحتها الفئوية في المحور بدل المصلحة العامة لجماهيرنا.

وأشار قائلا: لذلك اعتقد ان تذويت فكرة قائمتين مرتبطتين بفائض الأصوات هو مطلب المرحلة، لان ذلك يعطي فرصة للتنافس الحقيقي وفرصة للاختيار للناخب، مما سيزيد نسبة التصويت والتمثيل في الكنيست.

وتابع دراوشة لـ "بكرا": الاختلاف ليس أمراً سيئاً إذا استطعنا منع تحوله الى خِلاف. والتعددية المنطقية تعطي للديمقراطية فرصة حقيقية. لا يمكن حصر كل ابناء شعبنا في بوتقة فكرية وتنظيمية واحدة، لا تقبل التحديث ولا تقبل التغيير، ولا تقدر على استيعاب الطاقات المتجددة في مجتمعنا.

مطلب الشارع ونبض الشارع ينادي بالوحدة مع اعادة القائمة المشتركة

المحامي شادي الصح قال ل "بكرا" في هذا السياق: قلنا بأننا نرفض التفرقة، وقلنا بأنه يجب التخلي عن "نزعة الأنا"، وقلنا بأنه ستسقط قوائم وأحزاب وستحرق الأصوات، وقلنا سيكون هناك من سيقاطع الانتخابات عقابا لمن لم يرد الوحدة.

وتابع: ونقول بأنه علينا أن نتوحد اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل القوانين التي تم سنها واولها قانون القومية وقانون كيمينتس الذي بات يهدد كل مواطن عربي في هذه البلاد وقوانين اخرى سيتم سنها ان لم نتكاتف وان لم نتوحد. مطالب الجماهير مطلب الناس مطلب الشارع ونبض الشارع ينادي بالوحدة مع اعادة القائمة المشتركة وتنازل القيادات عن نزعة الأنا.

مفهوم "الوحدة" أكبر وأعمق من ان تستوعبه برامج أحزاب مختلفة أيديولوجيا

عبد اللطيف حصري الناشط السياسي قال: عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وجدت الأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع العربي نفسها أمام معضلتين، الأولى رفع نسبة الحسم بحيث لا يستطيع أي منها تجاوزها بمفرده، والثانية مطلب الجماهير العريضة بالوحدة وخوض الانتخابات بقائمة واحدة تمثل جميع مركبات المجتمع العربي في البلاد.

وتابع: لا شك ان مفهوم "الوحدة" أكبر وأعمق من ان تستوعبه برامج أحزاب مختلفة أيديولوجيا، ولا نوهم أنفسنا بأن التناقض الاساسي مع الاحتلال وسياسة الاضطهاد القومي، سيكون كافيا لإنتاج مشهد وحدوي، لكنه بالتأكيد كاف لإنتاج مشاركة حقيقية لطالما تغنت بها الأحزاب، وسوّقتها على أساس أنها مركب أساسي في رؤيتها لمستقبل الأقلية القومية في البلاد.

ونوه قائلا: المخاض العسير الذي رافق تشكيل القائمة المشتركة أشار بوضوح الى قصور فهم بعض مركباتها للمطلب الجماهيري ولمتطلبات المرحلة، وأشار بوضوح أكبر الى أن الجماهير سبقت أحزابها السياسية بعدة خطوات، او على الأقل بعضا منها.

الضرر لصورة المشتركة قد وقع، ولن يكون لعمليات التجميل مساحة كافية لإقناع الجماهير بصدقية المشتركة

وأضاف لـ "بكرا": المعضلة ما زالت هي نفسها، والمطلب الجماهيري ما زال ملحا، لكن المتغير الوحيد هو منسوب القصور الإدراكي لمتطلبات المرحلة، ومنسوب الانتهازية والابتزاز المتورم لدى بعض مركبات المشتركة. ففي حين ترى الجماهير العريضة بالمشتركة حالة توافقية يمكن لها أن تكون رافعة كفاحية لمجابهة سياسات الحكومة والعنصرية المنفلتة، يراها البعض كفرصة لتسجيل النقاط بما لا يتلاءم مع حجمه الحقيقي ووزنه النوعي بالشارع. وإذا ما لاحظنا ان اليمين والذي خسر السلطة فقط مرتين منذ عام 1977 وحتى اليوم، الاولى مقابل رابين والثانية مقابل باراك، ففي الحالتين حقق اليمين أغلبية يهودية مطلقة ومع ذلك خسر السلطة، بمعنى ان اليمين أدرك القوة والطاقة الكامنة في الصوت العربي وقدرته على التأثير، فجاء قانون رفع نسبة الحسم بهدف واضح وخبيث وهو قصقصة أجنحة التأثير العربي. وقانون القومية ليس سوى صيغة اخرى من تجليات الابرتهايد والفصل العنصري ومأسسته، والسؤال الملح اليوم إذا ما كانت الاحزاب السياسية الفاعلة في الوسط العربي، قادرة على التصرف كقيادة لأقلية قومية صاحبة ارض وقضية، وتعاني فصلا عنصريا، أم انها ستتخلف وراء مطالب جماهيرها؟؟

واختتم قائلا: في تصوري الضرر لصورة المشتركة قد وقع، ولن يكون لعمليات التجميل مساحة كافية لإقناع الجماهير بصدقية المشتركة، فلا بأس من الذهاب بقائمتين، فالفرز واضح بين يمين ويسار، لكن الوضع الأمثل هو العودة الى مقترح بلوك تقني انتخابي، يحافظ كل حزب من خلاله على خصوصيته الأيديولوجية، لكن يقدم نموذجا مبتكرا لشراكة تأخذ التناقض الأساسي مع المؤسسة الصهيونية منطلقا لرص صفوف الجماهير ومجابهة سياسة القهر القومي واليومي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]