كتبت "هآرتس" أن حزب البيت اليهودي، صادق،  الأربعاء، على التحالف مع حزب "القوة اليهودية"، خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية للحزب في بيتاح تكفا. وسبق التصويت نقاش عاصف دعا خلاله رئيس الحزب رافي بيرتس إلى تأييد الاتفاق، قائلًا: "عندما يحترق المنزل، فإننا لا نفحص جدائل أولئك الذين يساعدون في إخماد النار".

وأضاف بيرتس: "بيتنا يواجه الخطر، وعندما يعود الأولاد إلى بيوتهم، يكون بابنا مفتوحًا دائمًا، وعلى الرغم من الاختلاف، أعلم أنهم سيقفون معنا لأن البيت يحتاجهم، وهذه الليلة احتاج إليكم، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستحقق لنا الفوز." وقال "أنا على دراية بالصعوبة، وليكن واضحا أن رجال القوة اليهودية ليسوا شركاء في معتقداتي وليسوا من كنيسي. انهم ليسوا أبناء بيتي لكنني أقبلهم كضيوف. هذه قائمة تقنية مؤقتة وسننفصل بعد الانتخابات".
ويأتي هذا التحالف بعد الضغط الذي مارسه بنيامين نتنياهو على أحزاب اليمين المتطرف للتحالف، والذي شمل توقيع اتفاق بينه وبين بيرتس ينص على حصول البيت اليهودي على حقيبتي التعليم والإسكان في الحكومة القادمة، ومقعدين في مجلس الوزراء السياسي والأمني، والمكان الثامن والعشرين في قائمة الليكود للكنيست.
وقوبل سلوك نتنياهو هذا بمعارضة قوية حتى في صفوف قدامى النشطاء في حزبه الليكود، وبشجب شديد اللهجة من قبل كبار الجالية اليهودية الأمريكية الذين اعتبروا خطوة نتنياهو هذه بمثابة "انحطاط جديد".
وفي حديث لصحيفة هآرتس، قال عضو الكونغرس الديمقراطي السابق روبرت فيكسلر، الذي يعتبر مشرّعاً مواليًا لإسرائيل وعمل بجد من أجل المساعدة العسكرية لإسرائيل، إنّ تصرفات نتنياهو تضرّ بجهود الجمهور الأميركي والجالية اليهودية من أجل إسرائيل. وأضاف: "ما الذي يفترض أن نقوله لأطفالنا؟".


وأكد السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، أنه إذا دخل ممثلو "القوة اليهودية" إلى الكنيست، فقد تواجه الحكومة الأمريكية معضلة سياسية وقانونية بشأن القدرة على منع أعضاء الكنيست من زيارة الولايات المتحدة. هذا، بعد أن كانت الولايات المتحدة قد اعتبرت حركة كهانا كمنظمة إرهابية ومنعت أنصارها من دخول أراضيها.
كما أدانت رابطة مكافحة التشهير، وهي المنظمة الرائدة في مكافحة معاداة السامية، تحالف البيت اليهودي مع حركة كهانا، وقالت: "يجب ألا يكون هناك مكان للعنصرية وعدم التسامح في إسرائيل أو في أي ديمقراطية أخرى. رابطة مكافحة التشهير تدين الخطاب البغيض للقوة اليهودية. من المزعج للغاية أن هذا الحزب يحصل على الشرعية الآن."
وقال الحاخام ريك جاكوبس، زعيم حركة الإصلاح في الولايات المتحدة، لصحيفة "هآرتس": "من المقلق للغاية الاكتشاف بأن أتباع الحاخام كهانا بات مُرحبا بهم الآن في دائرة نتنياهو السياسية. إن تعزيز وضع سياسي معين من خلال التحالف مع حزب "القوة اليهودية" يشجع العنصرية الصارخة ضد العرب وهو أمر غير مقبول".
وقال روبرت فيكسلر، لصحيفة هآرتس إنه عندما سمع للمرة الأولى عن التحالف في اليمين المتطرف، شعر بحزن شديد: "نحن الصهاينة الذين يدعمون إسرائيل في الولايات المتحدة بذلنا طوال سنوات جهودًا لإبراز التحريض ضد إسرائيل في الجانب الفلسطيني. عندما يتعاون رئيس الوزراء الإسرائيلي مع حزب عنصري يدعم أعضاؤه الإرهاب، فإنه يقوض حججنا. عندما يرعى حزب الليكود العنصرية وكراهية الأجانب، فإنه يُعقد جهودنا لحماية إسرائيل من النقد غير العادل. الضرر الرئيسي لهذا سيكون داخل الجالية اليهودية".
وهاجم الحاخام المحافظ أرييه براك، الذي ينتمي إلى التيار المعروف بتأييده لإسرائيل، خطوة نتنياهو، وقال: "هذا انحطاط جديد من جانبك! في الماضي، تقيأت الكنيست كهانا من داخلها. هؤلاء الناس يجب أن لا يكونوا في الكنيست. ألم تسمع باروخ مارزل يتحدث؟ هذا مثير للاشمئزاز!". وأضاف أن دعم نتنياهو للتحالف "يعمق الفجوات" بشأن إسرائيل في الجالية اليهودية. "أولئك الذين يحبون إسرائيل ليسوا أغبياء أو مصابين بالعمى".
وحذر عضو بارز في منظمة مناصرة لإسرائيل، في حديث مع هآرتس، من احتمال قيام العناصر اليسارية المتطرفة في الولايات المتحدة باستخدام منشورات لحزب القوة اليهودية، لتعزيز أجندة معادية لإسرائيل. وقال: "بمجرد أن رأيت هذه العناوين، فهمت أن هذا الموضوع سيرافقنا طوال أشهر الآن. سوف يصل ذلك إلى الجامعات في أمريكا وسيتم نشره بين الجالية اليهودية".


قادة الليكود السابقين لنتنياهو: أنصار كهانا يجب أن يبقوا خارج المعسكر

وانتقد مسؤولون سابقون في الليكود الجهود التي بذلها نتنياهو لتوحيد القوة اليهودية والبيت اليهودي، مشددين على أن حزبهم هو الذي قاد الكفاح ضد حزب كهانا.
وقال الوزير السابق دان مريدور، الذي كان عضوا في الكنيست في الكنيست الحادية عشرة التي خدم فيها مئير كهانا، أيضا: "هذا امر فظيع، لقد حارب حزبنا الليكود وتمكن من إخراجهم من الكنيست". وأضاف: "لم يكن هناك نقاش، في الليكود تبقى العنصرية خارج الحدود. كان ذلك هو ليكود آخر، ليكود يحمي المحكمة والدستور وحقوق الإنسان".
كذلك عارض الوزير السابق روني ميلو، الذي شغل منصب نائب وزير الخارجية في الليكود خلال فترة وجود كهانا في الكنيست، الاتفاق. وقال ميلو مساء أمس: "كل من يعرف نظرية زئيف جابوتنسكي، الذي يعتمد عليه رئيس الوزراء دائما، يعلم أنه رأى في أصحاب العقيدة العنصرية، مثل رجال كهانا، أناس يجب أن يبقوا خارج المعسكر. لقد خرج حتى شامير والآخرين في الليكود من الجلسة العامة للكنيست لأن تعاليم كهانا العنصرية كانت غير مقبولة عليهم، الطالب الحقيقي لجابوتنسكي لم يستطع تقبل ذلك، نظرية العنصرية تتعارض بشكل طبيعي مع كلمات جابوتنسكي".
وقال الوزير السابق مئير شطريت إنه كعضو كنيست في الليكود، كان يخرج مع أعضاء الحزب من القاعة خلال خطابات كهانا. "كان هناك قرار لدينا ولدى غيرنا بأنه عندما يتحدث نخرج، وهذا جعله عديم الفائدة لأن نقطة الانطلاق لشخص مثل هذا، هو الدخول في جدال معه ومنحه منصة، وعندما كنا لا نجادله سرعان ما كان يشعر بالملل من نفسه". وقدر شطريت، أن نتنياهو ارتكب خطأ فادحا، وقال: "إن الليكود خضع لعملية تطرف في المجال السياسي والديني بهدف البقاء في السلطة. لو كان الليكود يتصرف بعقل اليوم لكان سيركز ويحاول صنع السلام، لأن الليكود وحده يمكنه عمل ذلك. هذه الهيئات إشكالية من الناحية القانونية، وهذا ليس جيدًا لليكود."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]