قبل أقل من شهرين من انتخابات الكنيست الإسرائيلى المزمع إجراؤها فى 9 نيسان ، إبريل المقبل، تعم الضبابية على المشهد السياسى فى إسرائيل، فحتى كتابة هذه السطور لم يحسم الإسرائيليين موقفهم تجاه الحزب الذى سيشكل الحكومة القادمة أو على الأقل الحزب الذى سيقود الائتلاف الحكومى ، فبعد وحدة كل من حزب "حوسين يسرائيل" بقيادة الجنرال جانتس ويئير لبيد ، بحزب "الازرق والابيض" اظهرت استطلاعات الرأى تفوق لحزب "الازرق والابيض" على حزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين فى الانتخابات المقبلة ، وبين ذلك وتلك ، ترتفع أسهم حزب "الازرق والابيض" الذى يضم عدداً كبيراً من العسكريين المتقاعدين ويحظى بشعبية مقنعة .

اذا كانت المنافسة في الانتخابات هي بين اليمين واليسار فالاحتمال الاكبر هو فوز اليمين

عن هذا الموضوع، وعن دور الاحزاب السياسية في التأثير تحدث موقع بكرا مع ايال اراد وهو محلل استراتيجي ومدير للحملات الانتخابية ومستشار اعلامي حيث قال :" نعيش الان مرحلة جديدة، لم تكن منذ عدة سنوات وهي حزبين كبيرين يتنافسان على رئاسة الحكومة، وستكون المنافسة قوية جدا، مما يشجع الناس لبناء ما يسمى بالبيت الاستيراتيجي"، وهذا يؤدي للتصويت للحزب الكبير، رغم انه لا يحمل آرائهم وأيدولوجيتهم، وهذا ما شهدناه في انتخابات عام 2009 بين تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو، وهذا سيؤثر سلبيا على الاحزاب الصغيرة، لان معظم الناخبين يأتون من الاحزاب الصغيرة، ولكن السؤال الذي يسأل ماهي الاجندة ، اذا كانت الاجندة يمين او يسار ، لان اليمين في اسرائيل اكثر من اليسار الذي يشمل المجتمع العربي ايضا، حيث نسبة اليمين هي 55% بينما نسبة اليسار مع العرب هي 45%، لذلك اذا كانت المنافسة في الانتخابات هي بين اليمين واليسار فالاحتمال الاكبر هو فوز اليمين، ولكن اذا كان الهدف من الانتخابات الاطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، ومعظم الناخبون يريدون ذلك( حسب استطلاعات الرأي) فسيكون الفوز لفئة المعارضة، لذلك يُطرح السؤال هو ماهي الاجندة !!

"الصوت المتنقل" يمكن ان يحسم نتيجة الانتخابات

واضاف ايال اراد :" اضافة لذلك، يمكن قبل الانتخابات ان يطرح احد الاحزاب موضوعا جديدا، يكون له تأثيرا كبيرا على رأي الناخب وعندها ستختلف الموازين، لان هنالك ما يقارب الـ 15% من الناخبين لم يقرروا بعد دعم اي احد من الاحزاب، وهؤلاء يطلق عليهم اسم "الصوت المتنقل" وهذه الفئة يمكن ان تحسم نتيجة الانتخابات ، في الايام الاخيرة، ويمكن ايضا وهم في طريقهم الى صناديق الاقتراع، لذلك اجندة جانتس هي الاطاحة بنتنياهو، واجندة نتنياهو هي لا لليسار ولا للعرب في هذه البلاد. فاذا جلب احد هذين الحزبين موضوع جديد قبل الانتخابات ، على سبيل المثال موضوع قطاع غزة، وهذا الموضوع يقلق جميع الاسرائيليين، فاذا كان الطرح الجديد قد اقنع بعض الناخبين، فيمكن ان يكون هنالك تحول، واذا على سبيل المثال، قبل الانتخابات بأيام تقوم حركة حماس بعملية ضد اسرائيل، فعندها الاجندة تتغير.
ولكن حتى الان اجندة نتنياهو وهي اما يمين واما يسار وهي المتفوقة، ولكن بعد ايام سوف يتم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، فعندها من المتوقع ان تتغير الاجندة ، فاذا حصل ذلك فلن يعد هنالك تأثير لأجندة اما اليمين او اليسار.
اليوم المنافسة شديدة بين اليسار واليمن مع تفوق بسيط لليمين، بان نتوقع نتيجة مباراة كرة سلة من الربع الاول للمباراة اظن هذا امر في غاية الصعوبة، وهنا الامر مشابه لذلك.

التجمع ينادي بالهوية الفلسطينية، والحركة العربية للتغيير يهمها الاندماج في المجتمع الاسرائيلي

هذا وتطرق ايال اراد الى الاحزاب العربية حيث قال :" لو كنت عربيا، لكان ما يقلقني هو عدم اشراك رئيس الحكومة بنيامين اعضاء الكنيست العرب في السياسة، لانه ذلك الصوت الذي ادليت به لمن انتخبته ليمثلني، هو بنظر نتنياهو غير شرعي، رغم انه ايضا رئيس حكومة ويمثلني كإسرائيلي، والامر الثاني هو، المجتمع العربي اليوم موجودة في حيرة من امره اما ان يذهب باتجاه الهوية الفلسطينية، وهي التي تحدد الاتجاه السياسي له ، وهذا ما ينادي به حزب التجمع الديمقراطي، وهو في سلم الاوليات عنده، ولم اسمع انه اهتم بالشراكة العربية اليهودية من اجل مصلحة المجتمع العربي، واما ان يذهب باتجاه، انه عربي اسرائيلي من اجل الاندماج في المجتمع الاسرائيلي ، وهذا ما ينادي به رئيس بلدية الناصرة علي سلام، والحركة العربية للتغيير، التي حسب رايي ممكن ان تكون في الائتلاف الحكومي اذا لم ترفض القوائم المتدينة هذا، واذا نادت الحركة العربية للتغيير بانها تريد الاندماج في المجتمع الاسرائيلي وتكون بمثابة شريك، وليس ضيف، لانها تمثل المجتمع العربي ، كما هو الاسرائيلي الذي يكون شريكا في كتلة المعارضة وليس ضيفا هو ايضا، فبنظري هذه هي المعادلة الصحيحة، لذلك يتوجب على العربي في هذه البلاد ان يختار اما الهوية العربية الفلسطينية واما الهوية العربية الاسرائيلية، وهذا الامر مشابه لليهودي الذي يعيش في امريكا، او في اي دولة اوروبية اخرى، يدعم اسرائيل ولكنه امريكي او اوروبي، لذلك العربي هو اسرائيلي وشريك في هذه الدولة ويدعم شعبه الفلسطيني من اجل نيل حقوقه.
لذلك هذه الحيرة التي يعيش بها العربي في هذه البلاد ويتوجب عليه ان يقرر بهذا الشأن، مع اني ارى ان الجيل الشاب الذي لم يعش نكبة 48 ولا حرب الـ 67 يهمه الان هو الاندماج في المجتمع الاسرائيلي اكثر مما يهمه هويته الفلسطينية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]