تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، والشارع العربي عامة، حالة من الجدل حول الانتخابات، والأحزاب العربية، وعدم خوض الانتخابات بقائمة مشتركة، وخوضها بقائمتين، قائمة الجبهة مع العربية للتغيير وقائمة الإسلامية مع التجمع، إضافة لبعض القوائم الصغيرة .


فما الذي يتوجبّ على الأحزاب فعله لاستعادة ثقة ناخبيهم؟ وكيف من الممكن ايجاد اليّة عمل مشترك بين التحالفات المختلفة؟


وقال المحاضر الجامعي د. ثابت ابو راس لـبكرا:" نصيحتي للأحزاب العربية الان بالتحرك سريعا والاتفاق عل فائض اصوات بين القائمتين الكبيرتين الجبهة والعربية للتغيير من جهة والتجمع والحركة الإسلامية من جهة اخرى، التواصل مع ثلاثة القوائم العربية الاخرى وحثها على الانضمام لإحدى القائمتين وبهذه الطريق نمنع سقوط اي من القائمتين، توقيع ميثاق شرف بين القائمين على عدم الإساءة و التجريح في حملتاهما الانتخابية والعمل سوية من أجل زيادة نسبة التصويت بين المواطنين العرب".


الاعتراف بالخطأ


وتابع:" ثقة الناخب العربي للأحزاب ستعود في حالة اعتراف الأحزاب العربية باخطاءها والتعهد بمعالجة هذه الأخطاء بعد الانتخابات. من المهم الاعتذار على مرمطة اعصاب المواطنين لكن ايضا الشرح الوافي للمواطن بأن ذهاب الجماهير العربية بكتلتين مرتبطتين بفائض اصوات سيمنع تبذير الأصوات العربية".

التعاون في اروقة الكنيست


واختتم كلامه قائلا:" باعتقادي أن ظروف عمل كتلتين عربيتين صغيرتين يحتم عليهما التعاون بين أروقة الكنيست والعمل المشترك. نحن نعلم أن لا خلاف بين الكتلتين على الأجندة بينهما وهي الدفاع عن حقوق المواطن العربي في هذه البلاد، المساواة والسلام. اقترح إقامة جسم تنسيقي (موظف) يعني بهذا الامر".

من جانبه، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا:" اولاً ابارك لأحزابنا العربية انها استطاعت بعد مخاض عصيب. اعتقد ان إفراز قائمتين هو الأفضل ويخدم مصلحتنا كمجتمع ينعم بالتعددية.
هذا بالرغم من رومانسية فكرة القائمة المشتركة التي اثبتت للأسف فشلها. فقد استمر خلال السنوات الأربع التناطح بين مركباتها، ولم تعمل على ايجاد خطة عمل مشتركة، وأصبح القاسم المشترك ادنى المتطلبات، وانعدم مشروع العمل الوطني والمدني، حيث تسابقوا على تسجيل النقاط لا اكثر".

تطرّق دراوشة الى استعادة الثقة قائلا:" على الأحزاب العمل جاهدة للحصول على ثقة الجماهير من جديد، والخطوة الاولى هي التصالح بين القائمتين من خلال التوقيع على وثيقة شرف تضمن التنافس الشريف، وكذلك ضمان التوقيع على اتفاقية فائض أصوات فيما بينهما مما يشرعن التصويت لكلتاهما وكذلك يجب وضع استراتيجية واضحة لضمان عبور القائمة الأضعف لكي لا تحرق عشرات الاف الأصوات، لا سمح الله".

منع التوافق المسيء

وتابع:" يجب على الأحزاب منع التوافق المسيء وحملات التكفير والتخوين لضمان جو إيجابي، لان الجو السلبي سينعكس حتماً بازدراء المواطن للسياسيين والأحزاب واحتدام فكرة المقاطعة الخطرة".

س. كيف ممكن ايجاد اليّة عمل مشترك بين الكتلتين؟

وأجاب مدير المركز على هذا السؤال قائلا:" يجب مأسسة لجنة تنسيق حيادية تعمل بين الطرفين لتكون مرجعية لفض الخلافات خلال فترة الانتخابات، وتنسيق العمل المشترك.
ويجب بعد الانتخابات إقامة لجنة تنسيق مشتركة في الكنيست لكي يعود لهم الوزن الكمّي المشترك للتأثير على السياسة الاسرائيلية بشكل افضل".

خلُص حديثه بالقول الى انّ:" والاهم في الأيام المقبلة مصارحة ومصالحة الجماهير وتفسير الخطوة التي تعكس تحكيم العقل وتسخير التنظيمات من اجل المصلحة المشتركة. ليس الان هو الغضب والمحاسبة.وعلينا ان نتعلم من الأزمة للحالات المستقبلية منعاً لازدياد فجوة الثقة مع الجماهير. وكلمة اخيرة، من يريد ان يحاسب أحزابنا، فليلتزم اولاً بالتصويت لها، وحينها يحق له او لها الانتقاد، ولكن من لا يشارك ولا يدعم ولا يصوت، يفقد حقة بطرح النقد وتصحيح المسار. من يساهم بالعمل من خلال التصويت يحق له جلد الأحزاب، ومن يقاطع، فلا حق له بالانتقاد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]