قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة بستة أسابيع فقط، قرر المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي ماندلبليت، الخميس، توجيه اتهام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بارتكاب مخالفات جنائية في ثلاث قضايا منفصلة، بما في ذلك الرشوة في قضية فساد شركة "بيزك" الإسرائيلية.

ويمثل القرار المرة الأولى في تاريخ إسرائيل، التي يتم توجيه اتهامات جنائية لرئيس وزراء في منصبه، كما أنه يلقي بظلال ثقيلة على حملة إعادة انتخاب نتنياهو، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وسيتم توجيه تهم الاحتيال وخيانة الأمانة في القضايا 1000 و2000، واتهام بالرشوة في القضية 4000.

وعلى الرغم من توصيات المدعي العام والشرطة، بأن يحاكم رئيس الوزراء بتهمة الرشوة في جميع القضايا، إلا أن المدعي العام قرر اختيار التهم الأقل وهي الاحتيال وخرق الثقة.

وليس من الملزم قانونيًا أن يقدم نتنياهو استقالته إذا اتهم بعد عودته إلى منصبه لولاية جديدة بعد الانتخابات القادمة. لكن من المتوقع أن يغير إعلان النائب العام المنتظر منذ أسابيع، المعطيات لانتخابات تبدو نتائجها غير مؤكدة وتهدد الحكم الطويل لنتنياهو.

ويؤكد نتنياهو براءته في ثلاث قضايا فساد. ويوصف "الملف 4000" الذي أطلقته المحققون على واحدة من القضايا، بأنه الأخطر عليه.

تكريس الإحتلال 

وفي رده حول الموضوع، قال رئيس تحالف الموّحدة والتجمّع - د. منصور عبّاس لـبكرا:"فساد نتنياهو الحقيقي، ليس فقط في هذه التهم المشينة والمعيبة، ولكن في الفساد السياسي والقيمي من خلال تكريس الاحتلال والحصار ومحاولاته تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني . وكذلك فساده في مواقفه العنصرية الفاشية وفي تحريضه ضد المجتمع العربي المواطنين في اسرائيل، فضلا عن سن القوانين العنصرية التي تمس بمكانة الانسان العربي في البلاد وحقوقه، وتهدم بيته وتحرمه حقوقه المدنية والحياتية والقومية".

مجرم حرب

بدوره، عقب النائب د. يوسف جبارين على الموضوع وقال: "نتنياهو مجرم حرب دوليًا وغارق بالفساد اسرائيليًا. من المعروف ان نتنياهو بادر الى تبكير الانتخابات في محاولة منه لاستباق تقديم لوائح اتهام ضده، وها هو المستشار القضائي يتبنى توصيات الشرطة والنيابة ويقرر تقديم لائحة اتهام بقضايا فساد وتلقي الرشاوي قبل الانتخابات، مما يدل على عمق تورط نتنياهو وعلى خطورة التهم والبراهين ضده".

وأضاف جبارين: "نحن نعرف ان نتنياهو هو مجرم حرب وعنصري ويحرّض باستمرار ضد المواطنين العرب وضد الشعب الفلسطيني وقيادته، والآن يأتي المستشار القضائي الذي عيّنه نتنياهو بنفسه ليقول ان نتنياهو هو مجرم جنائي وغارق في بحر من الفساد، وان مكانه بحسب لوائح الاتهام يجب ان يكون من وراء القضبان."

واختتم جبارين: "قد يتمكن نتنياهو من الافلات من محكمة الجنايات الدولية، لكنه كما يبدو لن يتمكن من الافلات من محكمة الجنايات الاسرائيلية، ومن قضبان السجون في اسرائيل".

التحريض ضد العرب

اما الرئيس مشترك للجبهة والعربية للتغيير - د. احمد طيبي لـبكرا، فعقب وقال:" دولة اسرائيل ضد نتنياهو وبتهمة الرشوة . كل التحريض العنصري لنتنياهو ضد العرب ونوابهم هو فكر عنصري ولكنه جاء ليغطي على لائحة اتهام خطيرة وفاضحه.هدا هو موضوع النقاش الذي يجب ان يديره المجتمع الاسرائيلي قبيل الانتخابات دون ان ننسى ان التطرف والقومجيّة العنصريّة هي ملاذ الفاشيين ".

وأنهى كلامه قائلا:" تهمة الرشوة سيواجهها نتنياهو في المحكمة ولكن تهمة التحريض ونزع الشرعيّة عن المواطن العربي وقمع الشعوب سيواجهها نتنياهو في محكمة التاريخ".

حد لنتنياهو 

بدوره قال، د. مطانس شحادة: "نتنياهو مجرم على الصعيد السياسي والدولي، وليس فقط الجنائي. فعند نتنياهو، جميع الأدوات متاحة من اجل الحفاظ على وجوده السياسي.تورّطات نتنياهو الرئيسية ليست في قضايا الفساد المالي فقط، انما بارتكابه جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.

وأعرب د. شحادة عن نيته بالتوجه للمستشار القضائي ولرئيس لجنة الانتخابات لوضع الحد لنتنياهو وتحريضاته.

نتيجة حتمية للعلاقات المشبوهة

وفي تعقيبها على قرار المستشار القضائي للحكومة، قالت النائبة عايدة توما- سليمان: "فساد نتنياهو لا يبدأ ولا ينتهي بالشمبانيا والسيجار ولا بالرشاوى وشراء الذمم الصّحفيّة! فرئيس الحكومة صاحب سياسات فاسدة، عمّق الفجوات الاقتصاديّة، وساهم بشكل مباشر في إفقار الفقراء، وهو المسؤول عن الأوضاع الصّعبة في المستشفيات وجهاز الصّحة عامة، وهو ذاته من يتحمّل مسؤولية انعدام الأمن والأمان والتحريض ضد المواطنين العرب...والعديد من القضايا، فقد نجح بجعل هذه البلاد تعاني الأمرّين اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا".

وتابعت توما - سليمان: "ما يحصل في هذه البلاد هو نتيجة حتميّة للعلاقات المشبوهة التي طوّرها نتنياهو بين السّلطة والمال. وكلما ازداد نتنياهو تورطًا في الفساد، ازدادت محاولاته بتشويش الرأي العام من خلال تحريض إضافي على العرب، ولكن تعلمنا أن الشمس لا تغطى بغربال، وها هو الوقت، متأخرًا بعض الشيء، قد حان لنشر حقيقة وفضائح نتنياهو".

وأضافت توما - سليمان: "انغماس نتنياهو في الفساد والأزمة العميقة الواقع فيها دفعته ليحاول منذ وقت طويل الخروج منها بعدة طرق من خلال التحريض المستمر والائتلاف مع الكهانيين الجدد الداعين لتهجير الجماهير العربية من بلادها، ولكن على ما يبدو لن ينجح بالاستمرار بذلك".

كما قالت: "في دولة طبيعية كان يجب تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو منذ زمن طويل على تحريضه للعنف والعنصرية وائتلافه مع من يتبنون الافكار الفاشية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]