ألفَ سلامٍ وتحيةً تمسح عن جباهكنَّ عرق الشقاءْ
إليكنَّ في يومٍ يذكرُ العالمُ، أنَّكنَّ هنا تقضينَ وترفعْنَ رايةَ البقاء
رغمَ أنفِ كلِّ من قَسا قلبه وقضَّ مضجَعَه الجفاءْ
إليكنَّ وأنتنَّ تَغرقنَ بحبِّ العطاء
وأنتنَّ ترسمنَ شَكلَ الغدِ للأحياء
وأنتنَّ ترقصنَ رغم العتمةِ وتحمِلْنَ لها كلَّ الضياء

لكِ أيتها الأُنثى الشمّاء
أقولُ رغم صوتي القَصيّ، وجَبْهتي العمياءْ
طوباكِ خيْتاه كلّما دخلتِ أطوارَ النساء
طوباك كلّما عرفتِ همَّهنَّ ومشيْتِ بين الأنام كالغيداءْ
طوباكِ كلّما فتحتِ كتابًا وعدْتِ منه مثقلةً بالحياءْ
طوباكِ كلّما غرقتِ بحبٍ وأَغْدقتِ في العطاءْ
طوباكِ كلَّما اخْتَبرتِ مخاضًا فدَخلتِ السماءْ
طوباكِ كلَّما هزَزْتِ سريرًا بيمينٍ وبحرجِكَ تحملين كلَّ العزاءْ
طوباكِ كلّما مَسحْتِ الغُبار صباحًا وفي المساء أعدَدْتِ العشاءْ
طوباكِ كلّما قبّلتِ اللَّيلَ نَوْمًا دونما غِطاءْ
أو دونَ نومٍ تحملين الصلاةَ دعاءْ
طوباكِ كلّما قبّلتْ الأَرضُ رِجليْكِ... وكُلَّما حنَّ إليك اللقاءْ
تنامينَ ملءَ جفْنَيْك والقمرُ بيديْكِ عَنقاء، يُميت كلَّ شيءٍ وَيحيا معكَ آدمُ سواء
إليكِ يا سيّدة الأرضَ، إليكنَّ أيَّتُها النساء
صوتًا ينادي بين البشريّةِ، يُسمِعُ الأَصمَّ النداءْ
في الأَرْضِ أُنثى لَمْ يُخلصْ إِليها الأَحياء
اِسمعوا صوتَ المجنيٍّ عليها، أَخمدوا صوتَ الأشقياءْ، أَشعلوا صمتَ الأبرياء
اِحرقْنَ الجديلةَ أيتها النساء، اقرأْن غدًا ترحلُ الحروف وتبقى الكلماتْ
اسمعنَ لحنَ الطبولِ يرقصُ فوقِ أهدابكنَ
اِغرقنَ بجديدٍ، اكسرنَ الجليدَ، ذللنَ الصعابْ
أنتُن انتصارُ المخاض.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]