يشهد الشارع العربي والديمقراطي اليساري في البلاد، حالة من القلق بعد شطب لجنة الانتخابات المركزيّة للكنيست الـ21، كلّ من: المرشّح الخامس في قائمة الجبهة والعربية للتغيير د. عوفر كاسيف وقائمة التجمّع والموّحدة مما يعني عدم السماح لهم بخوض الانتخابات المقبلة.

قرارات الشطب جاءت بعد البثّ بطلبات تقدّمت بها احزاب يمينيّة استمراراً للتحريض على الجماهير العربيّة.

قرار عنصري، ستلغيه المحكمة

وفي تعقب له، قال النائب د. يوسف جبارين لـبكرا:" ان قضية شطب المرشح الخامس في الجبهة، د. عوفر كسيف، وقائمة الموحدة والتجمّع، ستبحث قريبًا في المحكمة العليا وانه يتوقع ان تلغي المحكمة قرار شطب كسيف وقرار شطب التجمع. وأكّد جبارين ان قراري الشطب يفتقدان لاي اساس قانوني بل تقف خلفهما اعتبارات سياسية غير قانونية بحد ذاتها لانها لكونها اعتبارات عنصرية واستبدادية".

وأوضح جبارين ان قراري الشطب، من ناحية، والامتناع عن شطب حزب العنصريين "عوتسماة يهوديت"، من ناحية أخرى، تعكس سيطرة اليمين المتطرف على الخطاب السياسي في البلاد ومحاولات هذا اليمين اقصاء المواقف السياسية العربية والديمقراطية عن الساحة السياسية بهدف سحب الشرعية من المشاركة السياسية للجماهير العربية وللقوى التقدمية اليهودية. ولا شك ان هذه القرارات هي الترجمة الفعلية لقانون القومية العنصري والاستعلائي.

وقال ان لجنة الانتخابات المركزية هي لجنة سياسية تعكس تركيبة الكنيست الحالية، وبالتالي فهي تركيبة يمينية، مؤكدًا انه آن الأوان لتغيير القانون الذي يعطي صلاحيات الشطب للجنة سياسية وليس لجسم مهني.

وأنهى جبارين كلامه: "من المفارقة ان قانون الشطب الذي تم تشريعه من اجل شطب حزب كهانا في اواسط الثمانينات يتم استعماله الآن لشطب الخطاب الديمقراطي وللسماح لحزب الكهانيين بالمشاركة بالانتخابات".

بدوره، ادان عضو الكنيست د. أحمد الطيبي (الرئيس المشترك لقائمة الجبهة والعربية للتغيير)، قرار لجنة الانتخابات، وقال : لجنة الانتخابات صادق على الكاهاني بن آري، وشطبت عوفير كسيف المناهض للاحتلال والمناضل لأجل السلام العادل، وضد العنصرية، ووفق تجربتنا من الماضي فإن هذا القرار، بشطب كاسيف وشطب قائمة الموحدة والتجمع، لن يمر في المحكمة العليا، كونه قرار صدر من منطلقات عنصرية بحت.

الناخب يريد أكل العنب وليس قتل الناطور

وفي حديث له، قال النائب عن حزب "كلّنا" - اكرم حسّون لبكرا:" المحكمة ستسمح أكيد لعوفر كاسيف وتحالف التجمّع والموّحدة بالترشّح فهذا النظام الديمقراطي لا يسمح هذا الشطب ويجب على كلّ مرشّح أن يستغلّ النظام الديمقراطي من أجل خدمة ابناء شعبه وليس من أجل التصريحات العنصريّة التي تولّد الكراهيّة".

وأنهى كلامه قائلا:" التصريحات العنصريّة لم تأتي بأيّ فائدة للمجتمع العربيوهي تخدم الطمع بالكرسي على حساب خدمة المواطن فالناخب العربي يريد اكل العنب وليس قتل الناطور".

حجج واهية


بدوره، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا:" مسرحية الشطب تأتي علينا بموسم جديد، تحاول من خلاله الأحزاب المعادية لشعبنا استقطاب قوى اليمين وتجييشها ضد العرب. الأحزاب تعرف ان الشطب هو قرار سياسي لا قيمة قانونية له ولن يصمد امام المحكمة التي ستصرح لهم الترشح، لان حجج الشاطبين واهية ولا تستند على دعائم حقيقية".

وتابع:" فالتصرف الوحيد هو التوجه للمحكمة وتوقع إصدارها القرار المناسب.الى ذلك الحين على الأحزاب استغلال هذا الشطب لشرح موقفها امام الشارع العربي المنشغل حتى الآن بهزلية المقاطعة، ومعاقبة قياداته".

واختتم كلامه قائلا:" ويتضح لنا مرة بعد مرة، وهذا ما يجب ان تعيه جماهيرنا، ان اعداؤنا هم اليمين المتطرف الذي يجب اسقاطه وليس قياداتنا، مع كل عيوبها".

من ناحيته، قال القيادي في الحركة الاسلامية - الشيخ كامل ريّان لـبكرا:" الفاشيّة المعاصرة تبدأ باخراج الأفراد والمؤسسات أوّلاً من دائره العمل وممارسة حقوقها وسرعان ما تتحول هذه الخطوة الى ثقافة عامة تسيطر على مفاصل المجتمع بأسره لتنتقل وبأسرع ما يكون الى شطب قطاعات كاملة ومتكاملة من دائرة الشرعية والمشاركة في اتخاذ القرارا وهذا ما نحذّر منه دائما ونتخوّف من تزايد هذه القوى في دوائر اتخاذ القرارات المصيريّة لنجد انفسنا امام واقع خطير يدفع باتجاه تصادم قاس بين هذه القوى من الشر وبين اصحاب الحق من ابناء شعبنا الذي حزم أمره على البقاء والرباط والتشبث بالوطن مهما آلت اليه الامور خصوصا بغياب او حتى تغييب اصحاب الرأي الصواب في الطرف الأخر لوهنهم وعجزهم امام ماكنات الكراهيه والحقد التي تفرزها قطاعات الفاشيّة المعاصرة والتي تم فرزها بطرق ديموقراطيّة وكأنها تعبر عن رأي الاكثريّة التي من حقها اتخاذ القرارات مهما كانت تحمل من عدوانيّة وتسلط على الاقليّة التي تسكن بينهم في وطنها وفِي أرضها متغاضين ان قوى الشر والبغي والطغيان تبدأ مسلكها بقواعد ومفاهيم تحمل معاني الديموقراطيه لغاية ان ان يجدوا انفسهم غرقى في بحار من الدم وازهاق ارواح الأبرياء كما حدث لشعوب كثر ذاقت وبال امرها من النازيّة في اوروبا والتي هي ايضا بدأت بمسارات وأدوات "ديموقراطيّة" لتتربع على كرسي النازيه فيما بعد".

سيطرة الفاشيّة


وأردف:" وعليه فان شطب القائمة العربيّة والتجمع والمناضل كاسيف هي بداية سيطرة هذه القوى الفاشيّة على مفاصل المجتمع والاستئثار باتخاذ القرارات الفاشيّة الدمويّة التي تنسف كل جسور الحوار والتفاهم والحياة الكريمة في الوطن. على الأحزاب العربيّة بل على جميع مركبات مجتمعنا العربي الفلسطيني ان تعيد حساباتها تحت مظلّة واحدة ووحيدة الا وهي وحدتنا والعمل ليل نهار على تحصين مجتمعنا من التشرذم والفرقة والابتعاد قدر الإمكان عن المراهقات السياسيّة التي لا تصب الا في خانة هذه الموجة من الفاشيّة المعاصره والتي وضعت نصب أعينها معادة المجتمع العربي الفلسطيني وشطبه من كل أماكن تواجده او تقدمه ولا استطيع الجزم او المعرفة بما ستحكم به محكمة العدل العليا خصوصا ان الافكار اليمينيّة الملوثّة تغلغلت ايضا الى اروقة المحكمة وأصبحت ايضا المحكمة في كثير من الأحيان اما ضحية لهذه الثقافة او جزءا منها للوهن والعجز الذي تعاني منه المحاكم عامّة ومحكمة العدل العليا خاصّة خصوصا انها باتت محاصرة بوبأ انتشار الفاشيّة المعاصرة ولَم تسلم المحاكم ايضا من هذه اللوثة الخطيرة والتي سرعان ما تتحول الى مرض سرطان قد تفشّى في جميع ارجاء الجسد وأصبح من المحال حماية الجسد منه او تطبيبه".

كشف المستور

واختتم كلامه قائلا:" وبغض النظر عن قرار المحكمة بإلغاء قرار اللجنة او إقراره فمجرد اتخاذ مثل هذا القرار يكشف المستور عن المشهد الاسرائيلي والواقع او بالأحرى المستنقع الحقيقي للوجه الديموقراطي الذي تدعيه المؤسسة الاسرائيليّة اتجاه هذا التحالف الناشئ بين تيارين مركزين من المجتمع العربي وكشف ايضا عن القناع العنصري القبيح لمركبات هذا المجتمع الذي لم يتردد بالمصادقة لاحد تلامذة كاهانا العنصري البغيض من ان يمارس حقه في الترشح في الوقت نفسه يقرر ممثلو هذا المجتمع شطب المناضل كاسيف وقائمة الموّحدة والتجمع من الترشح".

وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة - د. عفو اغبارية لـبكرا:" لقد اثبتت سياسة نتنياهو بالأمس بموقف لجنة الانتخابات ان العنصرية والفاشية هي الشرعية القانونية في هذه الحكومة. وان من يدعو للديمقراطية والمساواة والعيش المشترك فيلغى ترشيحه".

وأنهى حديثه معنا:" ان هذه السياسة العنصرية تزيدنا إصراراً في معركة الانتخابات ان نعمل على إيصال اكبر عدد من ممثلينا إلى الكنيست لنبقى سداً منيعاً في أمام المد الفاشي والمعادي للديمقراطية ومعادي لشعبنا في وجودة في وطنة. وسنطرق كل المحافل السياسية المحلية والدولية لتحقيق حقوقنا اليومية والقومية. بما في ذلك التوجه للقضاء".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]