عاد المحامي خالد حسني زعبي، رئيس نقابة المحامين في الشمال، من فيينا بعد مشاركته في مؤتمر قانوني هام، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه لخوض انتخابات النقابة .

فيما يلي حوار مع المحامي زعبي بعد حول آخر التطورات في مجال المحاماة وقضية آفي نافيه وأمور عديدة تخص النقابة والانتخابات وغيرها.

- قمت بتمثيل نقابة المحامين القطرية في مؤتمر قانوني في فيينا حدثنا عن مشاركتك؟

- شاركت في الأسبوع الأخير بمؤتمر في العاصمة النمساوية فيينا حول مكانة سلطة القانون، والذي حضره العشرات من رؤساء وممثلين عن نقابات المحامين في أوروبا، وقد كنت مشاركتي ممثلا عن نقابة المحامين العامة في إسرائيل.

وعلى هامش المؤتمر كان هناك عدة لقاءات مع رؤساء نقابات منهن د. روبرت وولف، رئيس نقابة المحامين النمساوية ورئيس نقابة المحامين الهنغاري والوفد المرافق له.

وكان هناك لقاءات مع وفود تربطنا بها علاقات زمالة مثل رئيس نقابة المحامين في لواء فرانكفورت الألماني الذي بحثت معه إعادة تفعيل اتفاقية الزمالة التي قمنا في لواء الشمال بعقدها قبل سنوات.

بالإضافة للقائي مع رئيس نقابة المحامين في تركيا، البروفيسور محمد دوراق أزغلو، الذي دعانا لزيارة العاصمة التركية إسطنبول لبحث التعاون وتوطيد العلاقات.

- هذا التمثيل يدفعني للسؤال عن رأيك بكل ما جرى في النقابة القطرية مؤخراً، من اتهام رئيس النقابة السابق آفي نافيه بتهم متعددة؟

لقد حدث زلزال في موقع وأداء نقابة المحامين العامة في الأشهر الأخيرة بدأ مع عرض اللقاء التلفزيوني الذي تباهى خلاله رئيس النقابة السابق، آفي نافيه عن مدى تأثيره على مجريات تعيين القضاة بالمحاكم ، وبعده جاءت فضيحة المطار التي سمعنا بها جميعاً، لتتلوها الفضيحة المتعلقة بتعيين القضاة بالمحاكم.

علاقتي بنافيه بدأت بالتدهور منذ أن رفض اتخاذ موقف واضح اتجاه قانون القومية العنصري، الأمر الذي طالبت به وزملائي العرب في المجلس القطري للنقابة، وهو ما دفعنا في لواء الشمال لإعلان موقف صريح بهذا الخصوص وإقامة مؤتمر حول "قانون القومية وتحدياته" في بيت المحامين في الناصرة. وبعد النشر عن موضوع المطار وتورط نافيه به انقطعت علاقتي به تماماً.

- أنت تقول أنه كان هناك إنقطاعاً تاماً مع رئيس النقابة خلال العام الماضي لكنه تواجد في الاحتفال التقليدي الذي تقييمنه سنوياً في لواء الشمال بمناسبة رأس السنة الميلادية كيف؟

- بحكم وظيفته كرئيس نقابة يتوجب عليه التواجد في الاحتفالات والمناسبات الرسمية التي تقام بكافة الألوية، وخلال هذا الاحتفال اقتصرت مشاركة نافيه على إلقاء كلمة قصيرة جداً في بداية الاحتفال وغادر القاعة فوراً.

- ما هو تقييمك لعمل لواء الشمال في السنوات الماضية؟

- منذ استلامنا لرئاسة لواء الشمال في العام 2003، الجميع يلاحظ الإنجازات الكبيرة التي حققناها خلال سنوات قليلة على إقامة اللواء، فقد استلمنا لواء صغير كانت وسيلة الاتصال الوحيدة للتواصل مع المحامين هي الفاكس وبمبنى صغير مستأجر بدأنا المسيرة، واليوم تحول إلى اللواء الرائد واللواء الوحيد الذي يملك مبنى خاص به هو "بيت المحامين"، ذلك الصرح الذي حاولنا أن يضم أكبر عدد من الزملاء ويقدم خدماته وفعالياته المختلفة، المهنية منها واللامنهجية، واليوم هناك خطط وبرامج من اجل الاستمرار بالعمل للنهوض والمحافظة على هذه الإنجازات التي نتحدث عنها ومراكمتها لبناء برنامج العمل المستقبلي للمرحلة القادمة.

فعلى سبيل المثال يمكنني القول أن عام 2017/2018 كان عاماً قضائياً حافلا في لواء الشمال، فقد قام قسم الاستكمالات - بإدارة المحامي طارق صالح- هذا العام بتنظيم أكثر من 19 استكمالا و15 يوما دراسيا، وورشات في مجالات قانونية مختلقة منها: "قانون الأراضي، القوانين الشرعية، العائلة، التأمين الوطني، قوانين دائرة الاجراء، قوانين العمل وقوانين السير,وغيرها الكثير.

كما اهتممنا هذا العام بإقامة العديد من الورشات التي تهدف لإغناء جمهور المحامين وفتح افاق العصر امامهم في مواضيع مثل عالم التسويق عبر شبكة الانترنت، واستعمال منصات التواصل الاجتماعي لتطوير مجالات عمل المحامين مثل شبكة الفيسبوك، وادارة حساب رسمي عبر تطبيق الانستغرام، بالإضافة لتعريف المحامين اسس التواصل والعمل مع الصحافيين وعالم الاعلام والصحافة .

وكل هذه الفعاليات المهنية كانت تتم بالتعاون مع جهات مختلفة منها دائرة الأراضي في الناصرة، النيابة العامة ومكتب المساعدة القضائية في الشمال وغيرها.

وخلال العام الماضي استطاعت الاستكمالات أن تجذب أكثر من 1500 زميل وزميلة للتواجد في الفعاليات المختلفة التي يقيمها لوائنا الشمالي، وهو رقم قياسي بكل المعايير.

- - ما هي رؤيتكم لدور لواء الشمال في السنوات القادمة؟

- في العامين الأخيرين لمسنا تطور كبير جداً في عمل النقابة في لواء الشمال وموقعها بين المحامين والجمهور عامة، ورأينا المشاركة الكبيرة في الفعاليات التي نقوم بتنظيمها، ففي السابق كانت المشاركة بالعشرات اسبوعياً أما اليوم أصبحنا نرى مئات المحامين يومياً في مبنى النقابة سواءاً بفعاليات مهنية أو اجتماعية وثقافية أو رياضية.

عمل النقابة في تطور مستمر وهذا يلزمنا أن نواصل التطور نحو آفاق جديدة، الأمر الذي أوصلني إلى قناعة تامة أن المحافظة والتطور الدائم حتماً سيوصلنا الى إنجازات أكبر بكثير مما نحن عليه من اجل تطوير عمل النقابة ورفع مكانتها كمؤسسة جماهيرية ونقابية تتواصل مع محيطها وجمهورها بمهنية، بالاضافة للاستمرار بعملية استقطاب طاقات شبابية من المحامين العرب واليهود وزيادة تفاعلهم في حياة وعمل النقابة اليومي، الامر الذي يساهم كثيراً بدوام التقدم والرقي بالنقابة وعملها- وفي هذا المجال فقد وضعنا البرامج والافكار لإعداد كادر كبير من المحامين الشباب ليواصلوا المسيرة ويساهموا بخبراتهم وافكارهم ليس في عمل اللجان المحلية أو اللجان اللوائية فحسب بل بقيادة النقابة ونشاطها بكل المستويات بما في ذلك القطرية, وبأن تنبثق من بينهم القيادة الشبابية القادمة لهذا اللواء الذي يتميز عن باقي الألوية من حيث اتساعه وتركيبته السكانية.

- ما هي الخطوات القادمة؟

نحن مستمرون في عملنا لخدمة الزملاء في الشمال، يمكنني أن أعد زملائي وزميلاتي في الشمال بان عملنا سيستمر بنفس الوتيرة ويزيد من الخدمات لجمهور المحامين بشكل مميز كما في كل عام، وسيكون عاما مليئا بالاستكمالات المهنية والفعاليات المختلفة، فلواء الشمال ليس فقط لواءَ مهنياً نقابيا، بل هو بيت يحتضن المحامين وعائلاتهم ايضاً.

- قبل انتخابات النقابة ستجري انتخابات الكنيست، ما هو موقفك من هذه الانتخابات؟

- هناك تحديات أمام المجتمع العربي خاصة في ظل الهجمة اليمينية الشرسة وبعد قرار لجنة الانتخابات بشطب احزاب عربية ومرشحين يهود فيها.. من غير المعقول ان تقوم لجنة الانتخابات بالموافقة على ترشح اتباع حركة كهانا المتطرفين الذين اخرجوا عن القانون باعتبارهم تنظيما ارهابيا، وان يقوموا بشطب ناشط يسار اسرائيلي يعمل محاضرا جامعيا ... علينا جميعا الوقوف موحدين بوجه هذه الهجمة.

وعلينا هنا التنويه أن لجنة الانتخابات مركبة من ممثلين عن الأحزاب السياسية، وهي لذلك لا تشكل لجنة حقوقية – وتركيبتها تعكس مواقف ومصالح الأحزاب الموجودة على الساحة الإسرائيلية اليوم- وبالتالي فإن القول الفصل سيكون لمحكمة العدل - وأنا أتوقع أن تقوم بقلب هذه القرارات المجحفة. وفي السياق ذاته، علينا كمجتمع عربي أن نقف وقفة واحدة وننسق جهودنا رغم كل شيء - ومن هنا أدعو الأحزاب العربية والجماهير لاستبعاد الخلافات الداخلية جانباً والتركيز على القواسم المشتركة والعمل على ترتيب البيت الداخلي العربي لمواجهة التحديات التي تواجهنا كمجتمع واقلية في هذه البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]