يصادف اليوم الجمعة، الثامن من شهر آذار، وفيه تحتفل الشعوب، بالأساس العالمية، بيوم المرأة اعاللمي، حيثُ تحقق هذا اليوم العالمي، بفضل الإنجاحات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية التي حققتها النساء في العالم، وبين الدول اللواتي استطعن أن يُنجزن حقًا كُنّ نساء الصين وروسيا وكوبا، اللواتي استطعن انتزاع حقهن في الحصول على إجازة في هذا اليوم في حين ما زالت المرأة العربية تعاني من مجتمع ذكوري لا يحترمها، ومن ويلات حروب وصراعات بشعة تعيشها الأمة العربية منذ سنوات، تعتبر النساء والأطفال من أبرز ضحاياها، أما عن المرأة الفلسطينية بالذات فحدث ولا حرج. رغم أن آخر المعطيات، على الأقل حولنا نحن في الداخل الفلسطيني، تشير إلى أن النساء يتعلّمن أكثر في السنوات الأخيرة، ينجحن أكثر، ولكن وللأسف الشديد، يتعرضن أكثر للعنف، فخلال العام الماضي فقط 2018، تعرضت 105 الآف امرأة للعنف، وفق تقرير جمعية الجليل، وهذا فقط حول الحالات المسجلة. مرفق تقرير جمعية الجليل : نساء الـ 48: متعلمات أكثر، وضع اقتصادي أفضل، لكن معنفات اكثر!

ولم تأتِ هذه الإنجازات التي صنعتها المرأة - في دول العالم- بسهولة، فقد عانت المرأة قبل أعوامٍ طويلة، من التمييز العنصري، وهناك روايات خطيرة تمّ من خلالها الكشف عن مدى العنصرية التي تعرّضت لها النساء في دول أصبحت اليوم يُحتذى بِها، بينها أمريكا، ففي الماضي الغابر وتحديدًا في الأعوام 1857 و1909، قررت النساء الإضراب عن العمل، وكُنّ يعملن في ظروفٍ صعبة وقاسية جدًا حيثُ كنّ هنّ الأساس في صناعة النسيج، في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة، وترك التاريخ روايات قاسية عن التمييز العنصري ضد النساء بالأساس، والزنوج بشكلٍ خاص.

وجاءت ثورة الغضب التي سطرتها النساء يوم الثامن من آذار، احتجاجًا على ظروف عملهن السيئة، بينما تحدثت رواية أخرى عن أنّ المرأة شاركت في مظاهرات نظمتها ناشطات اشتراكيات مُطالِبات بالحق في التصويت في 28 شباط عام 1909، وأُطلق على هذه التظاهرة "يوم المرأة"، ومن بعدها تكررت الاحتفالات في الولايات المتحدة الأميركية، مرّة في السنة، ليُصبح هذا التاريخ خالدًا، على الأقل في أمريكا، ثم اقتدت به بعض الدول الأجنبية والعربية.

هكذا تغيّر التاريخ تدريجيًا بعد نضال نسوي، كان للنساء الدور الأساسي فيه وساهمن بفضل إضرابهن، بإجبار أرباب العمل على الاعتراف بحقوقهن. ولا يمكن الإغفال عن قدرة النساء للتغيير الإيجابي والتطوّرات الصناعيّة والاقتصاديّة في العالم، وبفضلهن شهِد العالم ازدياد الأيديولوجيات الراديكالية.

وفي الثامن من شهر مارس من كل عام احتفالات بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للسيدات، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا يحصلن على إجازة في هذا اليوم. وهو يعد مناسبة مميزة تتيح لنا أن نتوقف كل عام ونراجع حصيلة وانجازات ما قدمته المرأة التي تمثل نصف المجتمع من أجل تطوير وتقدم بلدانها.

مجرّد مساعٍ لإرضاء المرأة، وأقناعها أنها قادرة، بل عليها هي أن تكون قادرة ومتمكنة، وواعية لما يجري حولها، صحيح أنّ العالم الغربي يمنح المرأة الحريّة في التعليم والعمل وتحقيق الإنجازات أكثر مما هو في مجتمعنا العربي، مع ذلك فإنّ هناك أفقٌ مضيء نلمسه بشكلٍ يومي، عندما نسمع عن نساء حققن إنجازاتٍ رائعة، وحملن ألقابًا نفتخر جميعًا بها، إنها الحياة تتغيّر، ونأمل أن تتغيّر للأفضل، وأن يكون المُستقبل أكثر إشراقًا أمام المرأة، والأمثلة تتعدد وفي كل يوم نسمع عن انجاز جديد .

إذاً هي رسالة للمرأة والرجل معًا: مثلما يستطيع الرجل أن يحقق النجاح، كذلك المرأة، ولا خيرَ في أمةٍ لا ترى المرأة إنسانًا كاملاً.
وفي يوم المرأة العالمي نتمنى لجميع النساء الأمان وأن يتعود الأزواج والأبناء إلى حضن الأمِ في نهاية اليوم، دون أن يُصاب خلال عمله أو في طريقه إلى مستقبلٍ أفضل...

مِن أجلِ الأمهات والآباء، ومِن أجلِ حياةٍ لا نبكي فيها على الراحلين مِن أمامنا، نأمل أن يتغيّر المجتمع العربي، وتقود المرأة طريقًا إيجابيًا، ترعى فيه أبنائها، وتسلم هي مِن وجعِ الزمن، وخسارة الأهلِ والأبناء...

نتمنى للآباء والوالدين العودة الآمنة إلى البيت، حيثُ يلتقي الأهل في كنفِ بيتٍ دافئٍ وحياةٍ مُستقرة، ليس فيها قتلٌ أو عُنفٌ أو تمييزٌ أو هدمَ بيوتٍ أو تشريد. ونتمنّى الخير كل الخير للذين يخرجون في ساعاتٍ الفجر الباكر، كي يعيشوا هم وعائلاتهم، ولهؤلاء نقول: "ترجعوا بالسلامة".

تقارير خاصة بيوم المرأة...

وفي هذه المناسبة، خصص موقع بُـكرا، مجموعة من التقارير الخاصة مع نساء رياديات، تابعوها خلال اليوم، والأيام القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]