تواجه المرأة المقدسية اشد أنواع المعاناة بفعل ظروف الحياة والإجراءات الإسرائيلية المختلفة التي تنتهك حرمتها بشكل يومي.

وقالت الناشطة المقدسية سلوى هديب عضو المجلس الثوري لحركة فتح بمناسبة يوم المرأة العالمي ان "المرأة المقدسية تتعرض لأشرس أنواع الانتهاكات الإسرائيلية التي تمارسها ضد الاسرة المقدسية بشكل عام وضد المرأة بشكل خاص, خاصة في حالات الابعاد عن المدينة في حال كان احد الزوجين مقدسي".

وأشارت الى ان من الصعوبات التي تواجهها المرأة المقدسية عدم وجود قوانين تحميها فهي تفتقد الى التمكين الاقتصادي والاجتماعي , لا يوجد هناك ضمانه فلسطينية تضمن حقوق المرأة المقدسية , العديد من النساء المقدسيات توجهوا الى مؤسسات الإقراض الاقتصادي (فاتن واصالة) في رام الله ورفضوا اعطائهم قروض لتنمية مشاريع حتى يتمكنوا من العيش بكرامة بحجة انه لا يمكن ملاحقة المقدسيات لتسديد القروض.

امرأة صادقة ونزيهة

وقالت هديب انها اقترحت ان تكون الحكومة هي الكفيلة عن المرأة المقدسية في سداد هذه القروض في حال تعذر ذلك نتيجة الوضع الاقتصادي, مؤكدة ان المرأة المقدسية امرأة صادقة ونزيهة تلتزم بكل ما لها وما عليها, وبالتالي يجب ان اتخاذ تدابير لازمة من الحكومة الفلسطينية لمساعدة المرأة واسنادها في صمودها في المدينة المقدسة.

ولفتت الى ان من الصعوبات التي تعاني منها المرأة المقدسية أيضا انها عدم إعطائها لم الشمل وسحب هويتها بشكل تعسفي واخراجها من بيتها كما حصل مع احدى السيدات التي تعرضت للطرد القسري الساعة 3 فجرا من منزلها , وتركوا أولادها وزوجها وابعدت الى مدينة رام الله لأنه من سكان الضفة الغربية ولا تملك لم شمل, وبالتالي هناك الكثير من المشاكل التي تعاني منها المرأة المقدسية في الحافظ على النسيج الاسري والعائلي كونها ربة بيت مثلها مثل أي امرأة في العالم.

حماية دولية

و في هذه المناسبة وجهت هديب التحية والتقدير للمرأة المقدسية والمرأة الفلسطينية ولكل نساء واحرار العالم مطالبة إياهم ان يوجهوا انظارهم لمدينة القدس لمعرفة ما يحدث فيها، من قبل الإسرائيليين والمستوطنين.

المرأة همومها مضاعفة

فيما قالت الروائية المقدسية ديما السمان ان المرأة المقدسية هي جزء من المجتمع المقدسي وما تعانيه لا يقل حدة واسى عن الرجل , فهمومها مضاعفة في ظل غياب الرجل في العديد من البيوت، فهي تأخذ دورين دور الاب والام مما تزيد من معانتها وهمومها ومسؤوليتها.

المرأة المقدسية اثبتت مؤخرا قدراتها التي تميزها عن غيرها من الشعوب الأخرى وحصلت على مردود ونتائج نتيجة عملها , وعلى الرغم مما تقوم به المرأة من تضحيات فان اثار المجتمع ما زال ذكوري والتعامل معها على انها اقل من الرجل , لا يتم النظر اليها باحترام الكافي كما ينظر للرجل , هذا يزيد من العبء عليها.

ورات ان المواقع الاجتماعية الالكترونية ساعدت المرأة في إيصال صوتها بشكل كبير واعطتها حرية الكلمة , هذا ساهم في إيجاد جيل واعي من النساء والفتيات يتحلى بالوطنية وبحب الوطن والصمود والتضحية في سبيل مجتمعها.

الدفاع عن المقدسات

وقالت السمان ان ما يميز المرأة المقدسية عن غيرها انها تعيش في مكان يتميز عن العالم، القدس مدينة مقدسة وفيها اقدس الأماكن وبالتالي هناك مسؤولية على المجتمع المقدسي لحماية هذه المقدسات , وهي تقوم بدورها خير قيام، وكان لها دور كبير مع الرجل في الدفاع عن هذه المقدسات وحمايتها من الاحتلال, وقد شاهدنا ذلك بوضوح اثناء التصدي للاحتلال عندما نصب البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الأقصى.

وطالبت الروائية السمان في هذه المناسبة بالاهتمام بالمرأة المقدسية والاعتراف بالدور التي قامت بها ونجحت به لان التعزيز للإنسان ضروري حتى يزيد من عطائه وثقته بنفسه في حين ان الانكار وعدم اشعار الاخر بالامتنان يترك غصة في القلب.

فيما تساءلت هند خوري وزيرة سابقة لشؤون القدس في حديثها ماذا يعني عيد المرآة العالمي؟ أليس من المفروض ان تعيش نساء القدس وفلسطين في أوضاع مريحة، وبعض من الكرامة ، والفرح والأمان

القلق وعدم الامان

وقالت ان نساء القدس الفلسطينيات يواجهن الظلم والبهتان والإهانة والعوز والقلق وعدم الأمان وغياب الأمل يوميا؟ مضيفة لقد تجندت الأموال الدولية و المختصون والمشاريع لرفع شان المرآة ولكن لا صوت يرفع امام سياسات الاحتلال المستمرة والتي تزداد شراسة منذ خمسون عاما من طمس هويتنا وتزوير تاريخنا وتدمير أسس الحياة الطبيعية من هدم للبيوت، والاعتقالات المجحفة بما فيه لأطفالنا ,

وأوضحت خوري انه امام التحديات الجمة التي تواجهها مدينتنا تبقى المرأة الفلسطينية مثال التضحية والعمل والمحبة لعائلتها ومجتمعها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]