كتبت  "هآرتس" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كلف، أمس الأحد، الدكتور محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمستشار السياسي السابق له، بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وفي رسالة التفويض، عرّف عباس المصالحة الفلسطينية الداخلية بأنها المهمة الأولى للحكومة، مضيفًا أن اشتية يجب أن يفعل كل شيء ممكن وبأسرع وقت ممكن لإجراء انتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية. كما كتب عباس بأنه سيطلب من رئيس الوزراء الاستمرار في العمل للحفاظ على مكانة القدس كعاصمة للشعب الفلسطيني.

وقال اشتية في أول تصريح له بعد تعيينه، إن المهمة الرئيسية لحكومته هي تحقيق الوحدة الوطنية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وقال "بتوجيه من الرئيس أبو مازن، فإن الأولويات هي تعزيز المصالحة، وإعادة قطاع غزة إلى الحكومة الشرعية ودفع الاستعدادات للانتخابات". وأضاف: "الشعب الفلسطيني يمر بفترة صعبة للغاية، لكنه سيكون مستعدًا لمواجهتها إذا كنا متحدين".

وقد طرح اسم اشتية كمرشح للمنصب فور استقالة سلفه، رامي الحمد الله، لكن اختيار رئيس الوزراء تأخر بسبب الخلافات داخل فتح والرغبة في استنفاد المفاوضات من أجل المصالحة مع حماس. ولا تشمل المحادثات لتشكيل الحكومة القادمة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وإنما الفصائل الأصغر فقط، بحيث يتوقع أن تكون تحت السيطرة الكاملة لعباس وفتح.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت حكومة اشتية ستعمق فك الارتباط عن قطاع غزة من أجل عزل حماس، كما أعلن بعض كبار أعضاء فتح، أو سترد على دعوة المنظمة لإجراء انتخابات عامة للرئاسة والبرلمان قريبًا. ويعتبر رئيس الوزراء المكلف نفسه صقرا فيما يتعلق بالمصالحة مع حماس، لكن فتح تعتقد أنه سيتبنى في النهاية مواقف الحركة والرئيس عباس.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القنوع، بعد تعيين اشتية، إن "تشكيل حكومة جديدة في رام الله يتناقض تماما مع موقف حماس ويثبت أن السلطة الفلسطينية ليست جادة في دفع عجلة الانتخابات". كما قال خضر حبيب، أحد المسؤولين الكبار في حركة الجهاد الإسلامي، إن هذا التعيين كان خطوة أحادية من جانب عباس، ودعا الجمهور للاحتجاج على الحكومة التي سيشكلها اشتية. وقال "كنا نتوقع حكومة وحدة وطنية تقوم بخطوة إلى الأمام نحو وحدة البيت القومي الفلسطيني والخروج من الانقسام إلى المصالحة".
وكان أحد اعتبارات اختيار رئيس الوزراء هو مستقبل السلطة الفلسطينية، نظراً لصحة عباس العسيرة، 83 عاما. وتعتقد فتح أن رئيس الوزراء سيصبح رئيس السلطة الفلسطينية في المستقبل، وبالتالي طلبت تعيين عضو في الحركة يمثل الجيل المتوسط. وبالإضافة إلى رئيس الوزراء، هناك رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وهي السلطة السياسية العليا، ورئيس فتح. ويتم شغل المنصبين الآن من قبل عباس نفسه، بالإضافة إلى كونه رئيس السلطة الفلسطينية.

من هو اشتية؟
اشتية، 61 سنة، من مواليد نابلس، انضم إلى حركة فتح عندما كان طالباً في جامعة بيرزيت. انتخب للجنة المركزية للمنظمة في عام 2009 ومرة أخرى في عام 2016. يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ساسكس البريطانية، وكان في السابق وزير العمل ووزير الاقتصاد في حكومة رام الله، ورئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والنمو.
في الساحة السياسية، كان اشتية عضواً في الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991، ولكنه لم يكن أحد كبار مسؤوليه. وكان عضوًا في فريق التفاوض في 2013-2014، لكنه انسحب منه بسبب عدم رضاه عن سير المفاوضات وطريقة قيادتها من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]