يعتزم حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بحلة وقيادة جديدة تنادي وتركز على ذات المبادئ السابقة التي تتمثل بالتعايش والحياة المشتركة بين اليهود والفلسطينيين وتدعم حل الدولتين للشعبين مع إعطاء كامل الحقوق والمساواة للفلسطينيين في داخل إسرائيل، الا ان الحزب يحرص الان ومن خلال مبادئه ان يعمل جاهدا على اسقاط اليمين، هذا ما أكده النائب عيساوي فريج ل "بكرا" خلال لقاء خاص اجريناه معه حيث استهل حديثه منتقدا ما وصفه بالقرار السياسي للجنة الانتخابات المركزية بشطب قائمة التحالف التجمع والموحدة وقال: لا جديد تحت الشمس للأسف الشديد الأمور واضحة حيث كنا بهذه المسرحية في السابق والان نعيد إخراجها من جديد، كان هناك وجهة نظر للمستشار القضائي للحكومة والتي أوصى من خلالها بعدم شطب التجمع والإسلامية وبالمقابل شطب بن جفير وبن آري الكاهنيين، ولكن لجنة الانتخابات المركزية والتي هي لجنة سياسية وعبارة عن ائتلاف كاهاني جديد أصدرت قرارا سياسيا ولم يفاجئني، وانا على يقين بانه في عملية الاستئناف لمحكمة العدل العليا سيتم الغاء هذا القرار والتجمع والحركة الإسلامية سيكون لهم مكان طبيعي في الكنيست وفي الساحة السياسية من حقنا ان نقول آراء مختلفة وان نطرح وجهة نظر مختلفة، للأسف هناك أيديولوجية عنصرية فاشية ترفض الاخر مبنية على الكراهية مقابل طرح سياسي مختلف، هناك فرق بين طرح سياسي وبين طرح أيديولوجية عنصرية.

مطانس أخطأ في تقديراته وتوجيه أصابع الاتهام لميرتس

وتابع معقبا على الانتقادات التي وجهت لميرتس واتهامهم بالانسحاب من التصويت على عدم شطبهم: موقف ميرتس كان واضحا حيث صوت ضد عملية شطب التجمع والإسلامية، ولكني تأسفت جدا عندما قرأت ستاتوس للزميل مطانس شحادة يتهم بها التجمع والإسلامية، انا كعضو لجنة مركزية كنت في النصف الأول من اليوم بينما بدلني في النصف الثاني من اليوم شخص اخر وصوت ضد عملية التصويت، اعتقد ان مطانس أخطأ في تقديراته وتوجيه أصابع الاتهام لميرتس.

لا ابني نهج الشراكة الذي انادي به على حساب الجماهير العربية

وأضاف فريج حول ما اذا كان انشقاق المشتركة يأتي لصالح ميرتس، وعن حملات المقاطعة ل "بكرا" قائلا: سأجيب على سؤالك من شقين، موضوع المقاطعة هو موضوع صعب وخطير جدا، ميرتس منذ تأسيسها هي بذات القناعات والطرق، هو حزب يدعم حقوق الانسان ويدعو الى انهاء الاحتلال والى حياة كريمة ومساواة، بقينا في نفس التوجه والمكان، ولكن مع كل اسف المجتمع الإسرائيلي اخذ بالتطرف يمينا، انا أرى الحل فقط الشراكة اليهودية العربية.

ونوه قائلا: ميرتس في المرة السابقة اخذت من العرب نصف مقعد واليوم هي تعطي مقعدين للعرب، هذه هي الشراكة الحقيقية المستقبلية، انا لا ابني نهج الشراكة الذي انادي به على حساب الجماهير العربية، هناك الكثير من الأصوات التي تصب في القائمتين وتخدم الاجندات المختلفة، انا لا أخفي قناعاتي بالشراكة العربية واني احلم بان تكون كل قوتنا كعرب ضمن قائمة عربية يهودية لها قوتها السياسية، لأنني اريد ان أكون شريك في حكومات ووزارات.

وقال: حزب ميرتس عبارة عن أيديولوجية فكرية كحزب ليبرالي يرى في الانسان مركز الحدث، هو ليس حزب لشخص واحد، نحن في ميرتس نعمل كمجموعة لدينا اجندة سياسية، تؤمن بالعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، ميرتس ترفض الاحتلال وتؤمن بالتعايش بين شعبين يهودي وفلسطيني.

الطريق الوحيد لإسقاط اليمين هو ان يصوت الناخب العربي

وعن الحزب الذي يفضله لقيادة الحكومة قال: انا افضل حزب "ازرق- ابيض" عن الليكود، لانني كل ما رأيته من نتنياهو هو اجندة واحدة، الكراهية والتحريض والعنصرية ضد كل ما هو عربي وهذا بالنسبة لي خط احمر، من يؤمن بالعنصرية ويبني سياسته على التحريض والعنصرية والكراهية ضدي، لا اريده رئيس حكومة لإسرائيل، اعرف جانتس واعرف مواقفه وهو موجود بمكان آخر، اؤمن بان المسيرة السلمية وانهاء الاحتلال وحل الدولتين وعدم تجميد الأوضاع، ممكن ان يتم من خلال حكومة مختلفة، انا على قناعة بان السياسة المبنية على كراهية وقوانين عنصرية لن تتوفر في حكومة مستقبلية، ولهذا لا اريد ان ابقى على الحائط كمتفرج.

واختتم قائلا: الطريق الوحيد لإسقاط اليمين هو ان يصوت الناخب العربي، ان لا يتنازل على حقه في التصويت. يجب ان يؤثر ويخدم جمهوره ومجتمعه، حربنا ليست حرب هوية وانما حرب وجود ونستطيع ان نؤثر على مستقبلنا في هذه البلاد.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]