على الرغم من ارتفاع الأصوات التي تنادي بمقاطعة انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي ستجرى في التاسع من ابريل- نيسان القادم، لا يزال البعض متمسكا ومقتنعا بأحقية التصويت وفاعليته في تحصيل حقوقه وتصديه لنظام عنصري وفاشي ترتكز سياساته على عدم تقبل الاخر المختلف ومحو الهوية العربية والتعامل مع أي قرار يتعلق بالجماهير العربية في الداخل كقرار سياسي بحت. حيث يرون انه بالرغم من انشقاق القائمة المشتركة وحالات الإحباط التي اصابت المجتمع الفلسطيني الا ان ذلك لا يشكل رادعا بالاستمرار بنوع من أنواع النضال للجماهير الفلسطينية في الداخل من داخل أروقة الكنيست.

الأيديولوجيون لا يتعدون ال 7% والمحبطون 30%

د. ثابت أبو راس قال لـ "بكرا" في هذا الشأن: مقاطعة الانتخابات او بكلمات اخرى عدم التصويت في الانتخابات الكنيست هي حالة قائمة بين المواطنين العرب وخاصة في العشرين سنة الاخيرة. في انتخابات عام 1999 وصلت نسبة التصويت إلى 76% ومنذ ذلك الوقت انخفضت اقتربت إلى ال 50% ووصلت في الانتخابات الأخيرة إلى 63.7%.

وتابع: المقاطعون الأيديولوجيون لا يتعدون ال 7% من مجتمعنا وهذ موقف شرعي ممكن فهمه. لكن هناك حوالي ال 30% من مجتمعنا لا يصوتون بسبب إحباط أو زعل أو عدم اكتراث. في هذه الانتخابات أجواء لمقاطعه وللأسف تأخذ أكثر زخما على أرضية تفكيك القائمة المشتركة وأزمة التناوب بين الأحزاب التي ألحقت أضرار جسيمة بمصداقية الأحزاب والنواب أنفسهم.

وأردف: والمؤسف أكثر ان المقاطعون لا يأخذون بعين الاعتبار الاجواء التي نعيشها في المجتمع الإسرائيلي والأخطار من صعود الفاشية للحكم وإضفاء الشرعية على الكهانية في البلاد. هذا الامر يتزامن مع احتمال إسقاط نتانياهو وحكومته وخطاب المحرض على المواطنين العرب. ومن جهة أخرى لا يطرح المقاطعات بديل للعمل البرلماني وخاصة ان باب النضال الشعبي مفتوح للجميع.

وأضاف أبو راس قائلا: هناك توازن واضح بين معسكرين سياسيين في هذه الانتخابات ولا بد للمواطنين العرب إلا أن يكونوا جزء من المعسكر الذي يطيح بنتانياهو والإلقاء بوزنهم الانتخابي لصالح امكانية تغيير السياسة ليس اتجاهنا فحسب وإنما اتجاه شعبنا الفلسطيني ايضا، أمام استمرار الحصار على غزة والدفع لانهيار السلطة الفلسطينية.

واختتم: اقول ان لا حياد في جهنم. الوضع في اسرائيل خطير ومن الممكن أن يكون أخطر مع استمرار حكم نتانياهو. لذلك وجب الخروج بكثافة لصناديق الاقتراع لإسقاط اليمين العنصري.

من واجب الجماهير العربية قطع الطريق على نتنياهو واليمين الفاشي

المحلل والناشط السياسي عبد اللطيف حصري أعلن عن موقفه بكل صراحة بانه ضد فكرة المقاطعة حيث قال ل "بكرا" معقبا: إذا كان جوهر المشروع الصهيوني الكولونيا لي هو السيطرة على المكان، فان جوهر قانون القومية هو تحييد الانسان وصاحب المكان، بمعنى اقصاء الفلسطيني سياسيا وثقافيا، وفي واقع الأمر دعوات المقاطعة هي نوع من الإقصاء الذاتي من دائرة التأثير السياسي.

وتابع: قد نتفق أو نختلف مع دعوات المقاطعة، لكن من الضروري النظر الى تبريراتها الأيديولوجية وهل هي منسجمة مع طروحات الحل. والحقيقة انها تتناقض جوهريا مع طروحات الحل على اختلافاتها، فلا هي منسجمة مع حل الدولتين ولا مع دولة ثنائية القومية ولا مع صيغة دولة المواطنين.

ونوه: المقاطعة الوحيدة الجديرة بالاحترام تلك التي ترقى الى مستوى العصيان المدني، والسؤال هو هل نحن كأقلية قومية جاهزون وقادرون على العصيان بمعزل عن باقي مركبات الشعب الفلسطيني، في مناطق الاحتلال 67 والشتات؟

وأردف قائلا: الانتخاب تماما كما الامتناع هو حق ديمقراطي، وفي تصوري من واجب الجماهير العربية استثمار هذا الحق في نضالاتها وقطع الطريق على نتنياهو واليمين الفاشي، ومحاولات اقصاء ومحاصرة الجماهير العربية، فحين تتقاطع دعوات المقاطعة مع قانون القومية الإقصائي، وتتقاطع مع أحلام صغار الفاشيين الرطبة، برؤية هيئة تشريعية خالية من العرب، ينبغي إعادة النظر بهذه الدعوات.

اتفهم الغضب ولكن دعونا نحلل منافع المقاطعة امام مخاطرها

د. وائل كريم ناشط اجتماعي قال بدوره: هناك مجموعه من الشباب الناشط، يدعو الى المقاطعة وذلك على خلفية خيبة الأمل من التمثيل العربي في الكنيست الاسرائيلي، وكردة فعل على التقطيب وزيادة منسوب العنصرية في الدولة، بتشجيع واضح من رئيس الحكومة نتنياهو، انا اتفهم جدا الغضب الشديد من الوضع الحالي ولكن دعونا نضع الكم الهائل من مشاعرنا الجياشة جانبا ونحاول تحكيم المنطق العقلاني في تحليل منافع المقاطعة امام مخاطرها.

وأشار قائلا: حتى لو لم يكن هناك منافع مباشره وواضحة لانخراط بعض الممثلين العرب في الكنيست، وعندي الكثير من النقد لعملهم ولكن خروج العرب من الحيّز الديموقراطي "المنقوص" يصب في الخطة الواضحة لليمين الاسرائيلي الى تحييد العرب، حصرهم في تعريف الأقلية المتمردة واقناع اليهود والعالم بأنهم هم (اليهود) الضحية.

وأردف قائلا: نعم هناك حاجه لتغيير استراتيجية عملنا البرلماني، فان دخول قوى متطرفة تحاول ترويج الرفض لسيادة الدولة على مناطق 48 هو بمثابة قطع جذع الشجرة التي تحملهم، وهم بذلك يدمرون مشروع المواطنة، مع انهم يشاركون في معقل الديموقراطية الإسرائيلية وفِي نفس الوقت لا يعترفون بهذه الديموقراطية، هذه ازدواجيه طبعا غير مبررة.

لسنا طابور خامس وان دخولنا في الحلبة السياسية صادق

واختتم: عدم التفكير خارج الصندوق ووضع خطط عمل توصل المؤسسة الى قناعه باننا لسنا طابور خامس وان دخولنا في الحلبة السياسية صادق وهو جاء لخدمة شعبنا وتعزيز الشراكة لتثبيت المواطنة المشتركة لمصلحة الجميع، هذا ما يجب ان يكون جوهر العمل البرلماني. ان التمييز العنصري موجود ولكن هناك قوى يهودية تعرف ان هذه العنصرية خطيرة جدا وهي بحاجه الى قوى عربيه تساندها لمحاربة هذه العنصرية تماما كما فعلت مجموعات من الأمريكان البيض بمشاركة السود اصحاب الارض الأصليين وهكذا انخرط السود في السياسة الداخلية الأمريكية وسيطروا على الحزب الديموقراطي، كل العنصرية لم توقف العقول النيرة من وجود القواسم المشتركة وتعزيز التعاون والمشاركة من اجل احقاق السلام وتحصيل الحقوق. ان المقاطعة تزيد من الشرخ الذي يحاول نتنياهو واتباعه تثبيته بين العرب والدولة وذلك تمهيدا لرفع لهجة التحريض حتى يمكن ان يصل الى مرحلة التهجير او الفصل العنصري، اخواني المقاطعين تعالوا نرد على نتنياهو بشعار اخر "غصب عنك" نحن مواطنين هذه الدولة ولنا حق التصويت والتأثير وسوف نمد يدنا لكل مواطن يُؤْمِن بالمساواة والعدل والسلام من اجل مستقبل أفضل لأبنائنا جميعا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]