وسط حضور كبير ومميز من طلابها ومحاضريها الذين غصت بهم قاعة المؤتمرات، شهدت الكلية الأكاديمية العربية للتربية في إسرائيل- حيفا يوم الحد اعمال مؤتمر " العرب في إسرائيل الى اين؟" بمشاركة نخبة من الإعلاميين والسياسيين والأكاديميين والباحثين هم الوزير السابق غالب مجادلة والإعلامي نظير مجلي والبروفيسور محمد عيساوي رئيس مجلس إدارة كلية القاسمي ، والدكتورة مها كركبي صباح والبروفيسور احمد حجيرات المحاضر في جامعة هايدلبرغ في المانيا وتولت عرافته الدكتورة حنان بشارة.

وكان المحامي زكي كمال رئيس الكلية قد افتتح المؤتمر بكلمة خاصة أكد فيها ان انعقاد هذا المؤتمر عشية الانتخابات البرلمانية يجيء في مرحلة حساسة للغاية يعيشها العرب في إسرائيل بعد سلسلة من التطورات السياسية والبرلمانية والحزبية والتشريعية والقضائية وغيرها القت بظلالها على المواطنين العرب وستلقي بظلال أكبر في المستقبل منها قانون القومية والقوانين العنصرية الأخرى وازدياد النزعات اليمينة والعنصرية في أوساط المواطنين اليهود بل ومظاهر العداء للمواطنين العرب ومحاولات تقليص تواجدهم البرلماني عبر شطب عدد من القوائم واعتبارهم غير شرعيين ضمن اللعبة السياسية الائتلافية بل والتحريض ضد أي محاولة للتحالف معهم.

وأضاف المحامي زكي كمال :" انعقاد هذا المؤتمر في الكلية يجيء انطلاقاً من ايماننا بأن دورنا يتعدى حدود الأكاديميا الضيقة واننا لسنا في برج عاجي بل اننا جزء من المجتمع العربي ومن دولة اسرائيل ولذلك فإن لنا كلمة يجب ان تقال بوضوح وان تُسمع بصوت عال ، وهي اننا نشعر بالقلق على صعيدين ، اولهما ما ينتظر المواطنين العرب مستقبلاً على ضوء ما رافق تفكك القائمة المشتركة والأسباب الحقيقية لذلك والتي لم تكن ايديولوجية او مبدئية بتاتاً وعدم فهم طرق مخاطبة المواطنين اليهود في الدولة عبر خطاب عقلاني ومنفتح لا يعتمد اسلوب المقاطعة ولا يؤدي الى التنفير بل يقرب بين المواقف ويعتمد المطالبة بالمساواة والحقوق المدنية اساساً يضاف اليه التعاون مع الأحزاب اليسارية، ناهيك عن ما يعانيه المجتمع العربي من مظاهر عنف وتمزق داخلي يصل حد التعصب الحمائلي واحياناً المذهبي ما يلزمنا جميعاً باتخاذ خطوات سريعة وضرورية لمعالجة الأمر قبل فوات الوان وقبل ان تلحق بنا وعلى كافة الصعدة سابقة الذكر اضراراً لا يمكن إصلاحها ،وثانيها ما ينتظر الدولة بشكل عام والتي نراها تسير بخطى سريعة نحو تبني سياسات وتشريعات تقونن اقصاء المواطنين العرب ونبذ بل ومعاداة كل ما هو مختلف عن انتماء ومواقف الاغلبية اليهودية ، وذلك عبر سلسلة من القوانين والتشريعات التي تنم عن فهم خاطيء للديمقراطية التي تضمن أولاً حقوق الأقليات واستبدالها بدكتاتورية الأغلبية التي تحاول اخراج الاقلية من مجمل الإجماع وابعادها عن مواقع اتخاذ القرار".

من جهته تطرق الوزير السابق غالب مجادلة الى الأوضاع الحالية عشية الانتخابات البرلمانية مؤكداً ضرورة صياغة خطاب واثق وصريح يعتمد المطالبة الحقيقية والمتواصلة بالمساواة المدنية في كافة المجالات والمواطنة الكاملة غير المنقوصة وغير المشروطة وخلق تعاونات مثمرة مع كل الجهات التي يمكنها دعم ودفع القضايا والمطالب للمواطنين العرب وأضاف:" وضع مطالبنا في سياق مدروس وعقلاني وصياغتها بلغة واضحة وصريحة تلزم الجميع بمناقشتها وقبولها والتعاطي معها وهذا ما يجب ان يحدث".

البروفيسور محمد عيساوي أكد في كلمته المعضلات والتناقضات القيمية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع العربي ومنها حرية الرأي والانتخاب والاختيار وكذلك العنف واضطهاد المراة وخاصة المعايير المزدوجة التي تنتهج تجاه النساء في مجتمعنا بما في ذلك من قبل شريحة كبيرة من الأكاديميين والمثقفين. وأضاف: " تعليم المرأة واستقلالها الفكري والاقتصادي سبيل الى التقدم والتطور، وانفتاحنا الفكري سبيل الى كسر الحواجز وإلزام ألآخر باحترامنا وقبولنا لكننا مطالبون ايضاً بعدم التقوقع والانغلاق بل بالانفتاح ومعرفة ثقافة الآخر وخاصة ثقافة الأغلبية في البلاد".

الدكتورة مها كركبي صباح تطرقت الى قضية القائمة المشتركة وتفككها وأشارت الى ان ذلك لم يكن فقط لأسباب مبدئية وايديولوجية وأضافت ان البلاد تشهد تزايداً في التوجهات اليمينة والتي تمس بالمواطنين العرب، بينما تطرق الإعلامي نطير مجلي الى القضايا اليومية التي تواجه المواطنين العرب كالتعليم والاكاديميا ومساواة المرأة ناهيك عن مظاهر التمييز الرسمية وأضاف:" لم اكن من مؤيدي المشتركة حين تشكلت انطلاقاً من ايماني باهمية النقاش والمنافسة السياسية ، وكلي أمل بان يكون النقاش بين القائمتين هذه الانتخابات مثرياً وعقلانياً وايديولوجياً صافياً. رغم ذلك لا شك ان القائمة المشتركة حققت إنجازات كتحصيل الميزانيات وغيرها " ، فيما تطرق البروفيسور أحمد حجيرات الى ضرورة دفع المبادرات والعوامل الإيجابية التي تتوفر لدى المواطنين العرب جنباً الى جنب مع مراجعة الذات ووضع الخطط لمكافحة السلبيات وتصحيحها.

يذكر ان المؤتمر اختتم بسلسلة من الأسئلة والمداخلات من الطلاب والمحاضرين الذين حضروا اعمال المؤتمر.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]