اعتبر المحلل السياسي هاني حبيب من غزة ان ما يجري من تظاهرات في قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي هي انعكاس لحالة الغليان على المستوى الشعبي في القطاع بسبب القرارات التي اتخذت من قبل حركة حماس في زيادة الضرائب والجمارك على كافة السلع الامر الذي أدى الى مزيد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين علاوة على زيادة الازمات المتفاقمة منذ 12 عاما التي تمخض عنها مزيد من حالات الفقر والبطالة والعوز والعنوسة بين الشباب والشابات.

وأشار في حديث ل بكرا الى ان هذه المظاهرات والحراك الشعبي تم مجابهته من خلال القوى المسيطرة في القطاع وهي حركة حماس بالقوة في محاولة لتفريق المتظاهرين سواء بإطلاق النار بين وقت واخر او من خلال اعتقال المتظاهرين وخصوصا الصحفيين والإعلاميين ومصادرة كاميراتهم وهواتفهم لكن تم الافراج عنهم مؤخرا بعد اجتماع للفصائل الفلسطينية غابت عنه حركتا الجهاد وحماس مع ذلك استجابت الأخيرة مؤخرا وافرجت عن كافة المعتقلين الصحفيين واخلت بشكل نسبي قواتها من الشوارع , وهذا هو الحال حتى هذه اللحظة.

وبشأن غياب حماس والجهاد الإسلامي عن الاجتماع الذي دعت إليه الجبهة الشعبية جميع الفصائل لبحث ما يجري في غزة، اعتبر حبيب عدم حضور حماس لأنها في وضع مدان, لا يمكن تبرير مجابهتها بالقمع لحراك شبابي , وخصوصا ان حركة حماس تدعو من خلال جوامعها لهؤلاء الشباب لمسيرات العودة في كل جمعة والمسيرات البحرية كل يوم اثنين, ومع ذلك عندما يطالب هؤلاء الشباب بلقمة العيش يتم قمعهم مؤكدا ان حركة حماس في وضع صعب وستطالب بالكثير من الطلبات لذلك غابت عن الاجتماع.

وعن الحلول الممكنة للخروج من المأزق الحالي، بين حبيب ان المسالة لا تتعلق فقط بالأموال , هناك اموال قطرية دخلت مؤخرا الى قطاع غزة لم تحل المشكلة ولكن ينبغي إيجاد خطط اقتصادية تنموية في قطاع غزة موضحا ان كافة الحلول هي عديمة الفائدة وان الحل الأساسي هو العودة الى وحدة وطنية فلسطينية أي للشرعية الفلسطينية والتي من خلالها يمكن إيجاد حلول اكثر ديمومة ليس فقط للملف الاقتصادي والاجتماعي ولكن لكافة الملفات.

وقال بدون مصالحة وطنية حقيقية ستظل كافة الحلول عديمة الجدوى ومؤقته وتوفر فرصة لاحتقان داخلي.

واعتبر المحلل حبيب أن اتهامات قيادات من حماس ووسائل إعلام تابعة لها بأن حركة فتح تقف خلف تلك الأحداث امر ملفق بسبب ان الوضع في قطاع غزة ليس بحاجة لجهة تقوده, هناك تحريض من خلال عمليات الغلاء المستفحل في قطاع غزة, التحريض من المواطن ذاته, الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح عاجزة عن قيادة حراك شعبي , هذا الحراك جرى بفعل الضغط على كل فرد في القطاع.

وقال ان الفصائل تلتحق بهذا الحراك ولا تقوده لانها اعجز من ان تقوده, وبالتالي الجميع يعلم ان هذا الحراك حراك شعبي بامتياز لا دخل للفصائل به الا من خلال دعمه ببعض البيانات هنا وهناك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]