اثارت ازمة التناوب في القائمة المشتركة، التي بدأت عند استقالة النائب باسل غطاس ( آذار 2017)، وخلاف الأحزاب على سيحصل على المقعد الثالث عشر، الخلاف الذي استمر لأكثر من عام ونصف، اثارث هذه الأزمة استياء شريحة كبيرة من شعبنا الفلسطيني في الداخل من الأحزاب العربية، جميعها على الإطلاق، وأصبح الانطباع السائد بأن الاحزاب لا تهتم الا لمصالحها الضيقة ولتقاسم المقاعد في الكنيست وميزانياتها.

ورغم هذا الاستياء الكبير، ابدى الجمهور العربي تمسكه بشكل كبير، ببقاء القائمة المشتركة، وراهن مرة أخرى على هذه الأحزاب بأن تتوحد، إلا أن هذه الأحزاب خذلت جمهورها مرة أخرى، بفشلها بإعادة بناء المشتركة من جديد، وعدم مبالاتها بالحديث عن سبب الخلاف علنًا، وهو ترتيب المقاعد، أي أنه لو كان السبب بهذا الخلاف، الاختلاف الايديولوجي الفكري بين الاحزاب، لكان الأمر أقل سوءً وخطورة.

قررت الأحزاب المركزية خوض الانتخابات بقائمتين، الجبهة والعربية للتغيير معًا في قائمة، والموحدة والتجمع في قائمة أخرى، والاستياء الشعبي بدا واضحًا للجميع، حتى في الاستطلاعات، وبينها استطلاع موقع "بـُكرا"، اشار بأن نسبة المقاطعين للانتخابات في مجتمعنا، ازدادت بشكل كبير عن المرة السابقة، والحديث لا يدور عن المقاطعين ايديولوجيًا، كأبناء البلد وكفاح وأتباع الحركة الاسلامية، انما مقاطعة بسبب الاستياء والغضب من هذه الأحزاب، أو في أفضل حال من اللامبالاة.

نبض الشارع 

مواطن من الناصرة، قال في حديث لـ"بـُكرا": الاحزاب العربية خذلتنا مرة تلو المرة، لا افهم كيف يتحدثون بهذه الثقة، الاستياء في الشارع غير مسبوق، كل من اقابله في الشارع، وافتح معه موضوع الانتخابات، ينتقد الاحزاب العربية بشدة، ويؤكد مقاطعته للانتخابات.

فيما يقول طالب جامعي من ام الفحم: انا كنت مؤيدًا للقائمة المشتركة، لستُ محزبًا، ولكن مشروع المشتركة الوحدوي كان محفزًا لنا كي نصوت، الآن كل شيء تلاشى، وكأنه حلم تحطم، حتى صفحاتهم على فيسبوك، باهتة جدًا، لا مضمون ولا شيء يشجع للمشاركة، والتعقيبات المعارضة في الصفحات، من الناس، تطغى على كل المنشورات. اما اعلاناتهم فهي ضعيفة أيضًا، كذلك الشعارات، وأيضًا نشعر بأنها قليلة، ضعيفة، وغير مؤثرة.

لا يخفى على أحد استياء الشارع من الاحزاب العربية، فكيف ستكون نتائج الانتخابات؟ وهل ستفهم الاحزاب العربية الواقع بعد فوات الأوان؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]