اثارت تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تويتر حول ان الجولان يجب ان يكون تحت السيادة الإسرائيلية اثارت تباين واضح بالآراء بين مؤيد ومعارض، حيث جاءت هذه التغريدة عشية الانتخابات الإسرائيلية ووسط استمرار الحديث عما يدعى بصفقة القرن، في خطوة يراها البعض بانها محاولة جديدة للرئيس ترامب بالزحف رويدا للإعلان عن الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، علما انه من غير الواضح مدى جدية أمريكا بالخطوة وإذا ما كانت مرتبطة بصفقة القرن او في إطار ممارسة الضغوط على الأسد بخصوص التواجد الإيراني في سوريا.
ارض الجولان هي عربية سورية
الشيخ قاسم بدر من الجولان رئيس المجلس العالمي للسلام: هذا التصريح في الوقت الحاضر لا يخدم عملية السلام بين إسرائيل وسوريا وانما هو يشكل عقبة وافقاد الامل والحلم بان يكون هناك في يوم من الأيام عملية سلام بين سوريا وإسرائيل حتى يعود كل شخص لوطنه وأهله، وترامب تصريحه هذا يهدم هذا الحلم، ونحن في الطائفة التوحيدية نرى ان هذا التعقيب لا يخدم المصلحة، يا حبذا لو يتم التذكير ان الجولان هي ارض عربية سورية ولا يوجد أي انسان يستطيع التشكيك في هذا الواقع.
وتابع: جاء هذا التصريح قبل الانتخابات الإسرائيلية ويخدم فقط مصلحة الليكود، توقيته خاطئ وهذا الامر لا يخدم عملية السلام.
ولو خيرنا أهالي الجولان لاختاروا البقاء تحت حكم اسرائيل
ميندي صفدي المستشار السابق للحكومة من الجولان قال بدوره: عفوية إصدار القرار عبر التويتر توكد مدى إيمان الرئيس الامريكي بأهمية الاعتراف بحق اسرائيل على الجولان، ليس الا بل تجريد النظام السوري من اي حق بالمطالبة بالجولان ان كان على المدى القريب او البعيد.
وتابع: أهمية الجولان لأمان واستقرار المنطقة بأعلى الدرجات، والأمريكيين يفهمون هذا الامر، لكن على مدى السنين السابقة حافظ الرؤساء على دبلوماسية وعدم الجرأة باتخاذ قرارات حاسمة للمنطقة، واختلاف ترامب يمنح امريكا نجاحات عالية الأهمية حيث قراراته التاريخية تعطي نوعية وجودة للسياسة المختلفة او الوقحة. الجولان أراضي محرره من الاضطهاد والقمع الذي انتهجه نظام الاسد أباً وابناً، ولو خيرنا أهالي الجولان لاختاروا البقاء تحت حكم اسرائيل، ولو خيرنا أهالي الجولان وحوران من الجانب السوري لاختاروا الانضمام الى الجانب الاسرائيلي من الجولان.
ونوه قائلا: قرار ترامب صائب جاء في الوقت المناسب، واهنئه باسمي واسم كل شخص صادق بالجولان، بعيدا عن كل المزايدات والوطنية بمصاري.
ترامب قدم هديه على طبق من ذهب لنتنياهو في هذه المرحلة الهامة
د. حسين الديك فلسطيني خبير في الشؤون الامريكية: تأتي هذه الخطوة من الادارة الأمريكية الخالية كجزء من منهج ومخطط كبير من سلسلة خطوات قامت بها في المنطقة ، من الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، نقل السفارة من تل ابيب للقدس، وقف المساعدات عن الفلسطينيين، اغلاق القنصلية الامريكية في القدس، وإغلاق مكتب م ت ف في واشنطن، وابان الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، قبل هذا الاعلان كان هناك زيارة لعضو الكونغرس الامريكي غرهام ابى اسرائيل وقام بزيارة هضبة الجولان، ايضا هناك مسودة مشروع قانون في الكونغرس الامريكي للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان ، وهنا نرى انسجاما ما بين البيت الابيض والكونغرس في موضوع الجولان رغم سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونغرس الامريكي، وجاء هذا الاعلان خلال تواجد وزير الخارجية الامريكية في اسرائيل وقبل اسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية، وهنا نستطيع القول ان ترامب قدم هديه على طبق من ذهب لنتنياهو في هذه المرحلة الهامة، وان الادارة الامريكية تجاوزت كل المواثيق والاعراف الدولية وقرارات الامم المتحدة التي تعتبر الجولان السوري ارض محتلة ولا يجوز ضمها لإسرائيل وفق القانون الدولي، واشارة من ترامب لقاعدته الانتخابية وللوبي اليهودي في امريكا و قبل ايام من مؤتمر ايباك لكسب اصوات اليهود في انتخابات 2020
تحيز ترامب لإسرائيل
د. نصير العمري خبير في الشأن الأمريكي قال ل "بكرا": تغريدة ترامب حول الجولان المحتل إسرائيليا والتي لاقت شجب عربي ودولي تظهر تحيز ترامب لإسرائيل ورغبته في الاحتكام الى منطق القوة وشرعنة اغتصاب الحقوق بالقوة. هذه التصريحات تظهر أيضا ان ادارة السيد ترامب ليست فقط غير معنية بدفع السلام بالمنطقة بل أصبحت عامل تصعيد سياسي يهدد بتوسيع رقعة الصراع مع إسرائيل لتشمل الدول العربية بل والعالم الإسلامي. تصريحاته حول الجولان استفزازية أكثر من تصريحاته حتى حول القدس لأن الجولان ارض سورية باعتراف أمريكي ودولي بل واعتراف اسرائيلي حيث ان إسرائيل نفسها لا تعتبر الجولان ارض سورية.
[email protected]
أضف تعليق