رأى موقع "المونيتور" الأميركي أنّ الموقف "الخجول" الذي اتخذته إيران، "حليفة الرئيس السوري بشار الأسد الأساسية"، من اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل يبدو كما لو أنّه "خطوة مدروسة بهدف مضاعفة مكاسبها الإقليمية".

وفي تقريره، لفت الموقع إلى أنّ التعليق الإيراني الأول صدر في 22 آذار، أي بعد يوم من الاعتراف الأميركي، وجاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ناقلاً عنه "إدانته الشديدة لقرار ترامب" وقوله: "يُعتبر الجولان جزءاً محتلاً من الأراضي السورية، ولا حل سوى إنهاء الاحتلال". ولفت الموقع إلى أنّ الرد الإيراني الأبرز الأوّل جاء في 26 آذار، على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قارن الخطوة الأميركية بسلوك "القوى الاستعمارية" ودعا إلى "تعاون إقليمي وثيق أكثر" لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي تحليله، اعتبر الموقع أنّ عوامل داخلية وخارجية تقف وراء "تأخّر" الموقف الإيراني، موضحاً أنّ الحكومة الإيرانية كانت منشغلة بالاحتفالات بعيد النوروز وبالفيضانات التي شهدتها مناطق عدة من البلاد.

انقسام كبير 

كما بيّن الموقع أنّه في ظل إدانة أقرب حلفاء واشنطن العرب خطوة ترامب، فمن شأن أي ردة فعل قاسية أو تهديدية تصدر عن طهران أن تحوّل الانقسام العربي/الإسلامي-الإسرائيلي الكبير حول الجولان إلى انقسام إيراني-إسرائيلي. وعليه، ألمح الموقع إلى أنّ إيران في وضعية ترقّب، حيث تنتظر الخطوات التي ستتخذها البلدان العربية حليفة لواشنطن.

إلى ذلك، أكّد الموقع أنّه من شأن محاولة واشنطن شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للجولان أن تزوّد إيران بحجة إضافية لإبقاء وجودها العسكري في سوريا. ونظراً إلى تعهّد دمشق بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، رجح الموقع أن تمدد إيران فترة وجودها في سوريا، وإن تمت هزيمة جميع المجموعات المسلحة.

في المقابل، استبعد الموقع رداً عسكرياً إيرانياً-سورياً قريباً يستهدف إسرائيل، متوقعاً أن تشجع طهران "تحركات المقاومة" حول المنطقة؛ أي تعريض إسرائيل لضغوطات متزامنة على جبهات مختلفة.

وعليه، ذكّر الموقع بدعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، إلى "المقاومة" باعتبارها الطريقة الوحيدة لاستعادة الأراضي المحتلة في سوريا ولبنان وفلسطين، محذراً من أنّ كلامه هذا يوحي إلى أنّ التحضير لتطوّر من هذا النوع "قد بدأ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]