مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية والتي من المزمع عقدها الثلاثاء القادم تزداد حدة ووتير حملات المقاطعة التي تنادي بمقاطعة عملية الاقتراح لأسباب أيديولوجية وخاصة تتمثل بإحباط لدى جمهور الناخبين بسبب نهج النواب العرب خصوصا بعد انشقاق وانفصال المشتركة، للوقوف على تفاصيل الموقف وفهم وأدراك حيثيات الأمور "بكرا" توجه الى بعض قيادات هذه الحملات في محاولة لعرض الصورة الشاملة بمسعى لتغيير لحظي من قبل القيادات الحزبية يساهم بتغيير موقف المقاطعين.

نهج الاحزاب الفاعلة في المجتمع العربي زاد من راديكالية توجه الجمهور

فراس بنا الناشط السياسي قال ل "بكرا": إن الاسباب لتفاقم حالة المقاطعة لانتخابات الكنيست لهذا العام عديدة واولها هو فشل العرب من خلال الكنيست في منع سن قوانين عنصرية وفاشية ضدهم وكان اخرها وأعظمها قانون القومية. ان هذا الفشل بدد وهم المواطنة والمشاركة في برلمان دولة الاحتلال لإحداث تغييرات في توجه الدولة لمواطنيها العرب، واثبتت بما لا يدع اي شك انها دولة احتلال وابرتهايد لليهود وان العرب خارج حساباتها وسيبقون مواطنين درجة ثانية او ثالثة لقد تبين بالدلائل ان رأس النظام الصهيوني يستغل مشاركة العرب في اللعبة الديمقراطية المزعومة لتبييض وجه الاحتلال امام العالم والترويج للديمقراطية المزعومة الوحيدة في الشرق الاوسط.

وتابع بنا: إن نهج الاحزاب الفاعلة وغير التاركة أثر في المجتمع العربي زاد من راديكالية توجه الجمهور، إذ مارسوا السياسة كلعبة مصالح حزبية وغلّبوا مصالحهم على مصلحة عامة الناس مما حدا بالجماهير الى الانفضاض من حولهم الا من جمهور ضيق كان ولا يزال يغلب انتماءه الضيق فوق مصلحة شعبه.

واختتم: ان حملة المقاطعة سوف تحصد أكثر من خمسين بالمئة من اصوات الجمهور وهي بداية لوضع تصور جديد لانتظام جماهير الداخل بطريق جديد خارج مؤسسات الاحتلال وتطرح تحدي امام شعبنا في تنظيم نفسه واعادة انتاج ادوات نضالية جديدة خارج النظام المحتل وعليه.

العنصرية لا تحارب بالكم بل بالكيف

الناشط الاجتماعي والسياسي ايهاب جبارين تسائل في بداية تعقيبه: كيف لنا أن نعول على خطاب سياسي اجتماعي ركيك، ينفر المقتنعون بأهمية التصويت حتى ونضيف اليه سيدا الموقف من الخذلان وخيبة الأمل بسبب مركبات القائمة المشتركة ووريثاتها، والتي "لسوء" حظها، حصلت على دورة انتخابية شبه كاملة، كنا نعول عليها وفق خطابها بأن تترجم إرادة الشعب والشارع، وهو ما لم يحصل. بل وكان ممكن أن يغفر إخفاقات الأحزاب، وهي كثيرة، في العمل البرلماني والجماهيري، لو استطاعت أن تنتصر على ذاتها وتحافظ على المشتركة، ولكنها أبت إلا وأن تعكس لنا خلاصة عملها البرلماني بتفكيك "إرادة الشعب".

وأضاف: وبعد هذا كله تطل علينا في دعايتها الانتخابية دون برنامج عمل اجتماعي اقتصادي سياسي واضح، بل خطابها غوغائي مستهتر بعقلية الناخب، ولا يليق بمجتمع يفاخر بأكاديمييه ومثقفيه. انتظرنا أن تطرح لنا حلول، برامج عمل وجدول أعمال للأربع سنوات المقبلة، تحديات مجتمعنا كثيرة وكبيرة في ظل واقعنا الراهن، لا تحتمل تنظير وتجييش عواطف دونما حلول. وهذا إن دل فهو يدل أن الأحزاب لا تفتقد لقاعدة جماهيرية وحسب، بل لكوادر فاعلة وناشطة وقارئة للواقع، وللأسف الصورة التي رسمتها تلخص بأنها أحزاب انتهازية منتفعة، فكيف نعيل عليها؟
للخلاصة أظن أن الوقت قد حان لطرح بديل، يحاكي الواقع وتحدياتنا كمجتمع وأقلية أصلانية، حتى العنصرية لا تحارب بالكم بل بالكيف.

تنامي زخم المقاطعة سببته انقسام المشتركة وانكشاف المنظومة الإسرائيلية

طاهر سيف من أبناء البلد قال بدوره: تنامي زخم المقاطعة وتحديدا خلال هذه الدورة الانتخابية أولا سببته وضوح المؤسسة الإسرائيلية كمنظومة وليس كأحزاب من عملية المشاركة في الكنيست من خلال محدودية وهامشية التأثير الشبه معدوم وعلى رأسها قضية الأرض والمسكن فضلا عن القضايا المجتمعية التي تتمثل بالبطالة وانهيار التعليم وانعدام اطر الشباب واستيعابهم في سوق العمل بشكل مساوي ومحترم، كل ذلك تراكم بسبب سياسات حكومات متعاقبة وعلى رأسها اليمين الذي هو اكثر وضوحا بتنفيذ بعض السياسات ولكن الأساس هو تنامي الوعي الذي دفع بالكثيرين إعادة النظر بموقفهم من المشاركة في الكنيست وهذا حيز مهم يغطي شريحة مهمة ووازنة.

وتابع: من جانب اخر فان إرادة الشعب عندما كانت في المشتركة ومسألة التناوب والمصالح الفئوية والزعامية وعدم وجود حياة حقيقية مشتركة تعكس إرادة الناخب الحقيقية كانت من احدى الأسباب، وفشل المشتركة في عملها من خلال تناغم وضمن برامج واضحة ومسار معين واضح يقوله للناس بانهم سيغرون ولكنهم لم يستطيعون ان يحققون أي شيء، وهم لم يكونوا في البرلمان بدرجة عالية من الكفاءة التي تؤهلهم بأن يكونوا برلمانيين، وهذا نلاحظه من خلال القوانين التي تم سنها خلال تواجدهم في البرلمان، علما انه كان هناك قوانين إيجابية لكن لم يكن لها هذا الأثر الإيجابي على مجتمعنا. مثل خطة 922 التي اثبتت انه لا يوجد لدى حكومة إسرائيل نية حقيقية بتحسين الوضع الاقتصادي للعرب، ولم يستطيعون الغاء قانون كيمينتس فكم بالحري قانون القومية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]