كتبت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي، أعلن، يوم أمس الأربعاء، أنه تم إعادة رفات الجندي الإسرائيلي، زخاريا باومل، التي كانت مفقودة منذ معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982. ووفقًا للبيان، فقد تم إعادة الجثة بواسطة نشاط عسكري وليس كجزء من صفقة لتبادل الأسرى. وما زال الجنديان الاحتياطيان الآخران اللذان شاركا في المعركة، يهودا كاتس وتسفي فيلدمان، مفقودين.

وتكتب الصحيفة أن عملية إعادة رفات باومل، التي شارك فيها قسم المخابرات، وجهاز الشاباك وأجهزة الاستخبارات الأخرى، حملت اسم "مغني حزين". وتم عبر دولة ثالثة، نقل الجثة من سوريا إلى إسرائيل قبل بضعة أيام. وجاء في البيان أنه تم العثور على معدات باومل الشخصية أيضًا والتي أكدت هويته. وحدد كبير حاخامات الجيش وفاة باومل بعد تحديد هويته، ومن المتوقع أن تجري جنازته في الأيام المقبلة.

وقد وقعت معركة السلطان يعقوب، خلال الأسبوع الأول من حرب لبنان، بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري. فقد وقعت قوة مدرعات إسرائيلية في كمين نصبه لها الجيش السوري، وقتل 20 من أفرادها وأصيب العشرات وتم أسر جنديين. وليس من الواضح حتى اليوم، ما الذي حدث لجنود الاحتياط الثلاثة المفقودين، الذين نظر الجيش في الماضي في إعلان موتهم، لكنه تراجع عن ذلك.

وفي عام 2016، وبموجب أمر رئاسي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سلمت روسيا لإسرائيل واحدة من الدبابات التي شاركت في المعركة، والتي تم الاستيلاء عليها وعرضت في متحف موسكو للأسلحة. بالإضافة إلى ذلك، طلبت إسرائيل من روسيا تحديد مكان رفات الجنود الإسرائيليين في نقاط محددة في سوريا، وقام الجنود الروس بتفتيش منطقة كانت تسيطر عليها منظمة الدولة الإسلامية (داعش). وأشار متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى هذه الجهود عندما عرض التحقيق في إسقاط الطائرة الروسية فوق اللاذقية، في العام الماضي.

وفي تصريح لقناة الميادين اللبنانية، قال عضو بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، التي تنشط في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من دمشق، والمرتبطة بالنظام السوري، إنه تم العثور على الجثة في مقبرة مخيم اللاجئين. ووفقًا للمسؤول، أنور رجا، فقد تم تهريب الجثة إلى تركيا ومنها إلى إسرائيل.

وقال رئيس الأركان أفيف كوخافي، أمس: "قادة الجيش الإسرائيلي يحملون على عاتقهم مسؤولية الاهتمام بكل جندي ينضم إلى الجيش ويقسم بالولاء له. الالتزام تجاه كل أسرة والمجتمع الإسرائيلي الذي وضع ثقته بنا. نتعهد بمواصلة العمل بكل الطرق والأساليب لمحاولة العثور على بقية مفقودي الجيش الإسرائيلي. إحضار باومل لدفنه في إسرائيل هو شهادة على الالتزام العميق للجيش الإسرائيلي وقادته وجنوده ببذل كل ما في وسعهم لإعادة الأبناء إلى داخل حدودهم".

وصرح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد رونين مانليس، قائلاً: "على مر السنين، تم بذل جهود استخباراتية ودراسية لتحديد موقع الجثة. وكانت إعادة الدبابة جزءًا من الجهود التي استمرت في الأشهر الأخيرة. لم نترك أبدًا ملف السلطان يعقوب، وتم القيام بالكثير من الأعمال على مر السنين والعائلات تعرف أننا سنبذل قصارى جهدنا لإعادة أبنائهم إلى إسرائيل".

وقال قائد العملية، العقيد أ. من شعبة الاستخبارات: "دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي لا يتخليان عن أي شخص مفقود، ولن أنسى أبدًا التحديد الأولي للزي العسكري والحذاء. لقد عرفنا فورًا زي المدرعات. عندما عثرنا على الكتابات بالعبرية التي حافظت على شكلها، والختم العسكري على الحذاء، كانت لحظة مثيرة، لم نتمكن من وقف الدموع وعرفنا أنه بعد 37 سنة، أصبحت بقايا الرفات في أيدينا".

وتكتب "هآرتس" في تقرير آخر، أنه تم تأخير الإعلان عن إحضار رفات باومل، لمدة أسبوع، نظرًا لتقييم أولي في المؤسسة الأمنية، بأنه سيتم أيضًا التعرف على جثة تسفي فيلدمان. لكنه تم دحض هذا التقييم في وقت لاحق.

وقالت فرحيا هايمان، شقيقة الجندي المفقود يهودا كاتس، أمس الأربعاء، إنها تلقت نبأ إعادة رفات باومل بمشاعر مختلطة وغير بسيطة، "فمن جهة كان ذلك بمثابة ألم ضخم، ومن جهة كان تخفيفا كبيرا، لأنه ليس هناك ما يفرح أكثر من إزالة الشك".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]