تخلق أجواء الانتخابات الحاليّة، وخاصة الحملات الانتخابية، انطباعًا أنّ مواطني إسرائيل فشلوا في بناء المجتمع المشترك، لكن وبخلاف هذا الانطباع، يظهر استطلاع مُعمق جديد عمل عليه موقع "سيحاة مكوميت" الإخباريّ، بالتزامن مع الانتخابات، صورة مغايرة وأهمها أنّ معظم الإسرائيليون، من اليهود والعرب، يعتقدون أنّ العلاقات اليومية فيما بينهم ايجابية، كما وأنّ الغالبية تعتقد أنّ نضال مشترك في مجالات مدنيّة متنوعة منها؛ البيئة، الصحة، حقوق العمال، وحقوق النساء، ستساعد كبير في تعزيز النضال، كما وأنّ الغالبية من اليهود والعرب يعترفون بوجود الشعب الأخر.

*الشراكة السياسيّة*:

ويظهر من الاستطلاع الذي عمل عليه كل من د. داليا شندلين ودافيد رايس، وقام بتنفيذه معهد "ابحاث الموجة الجديدة" (هغال هحداش)، أنّ قرابة نصف العرب (47%) على استعداد للتصويت لحزب يهودي طالما قام بعكس تطلعاتهم وطموحاتهم.

ويُشار إلى أنّ هذا المعطى أكبر من نسبة العرب المصوتين للأحزاب غير العربية في الانتخابات الأخيرة والذي وصل إلى الـ 15%.
مقابل هذه الرغبة، أظهر الاستطلاع على أنّ فقط 4% من اليهود على استعداد للتصويت لحزب عربي، حيث قام 88% من اليهود برفض الفكرة تمامًا.

وأخذًا بعين الاعتبار أنه وحتى اليوم لم يتم التوجه إلى أي حزب عربيّ للمشاركة في الائتلاف الحكوميّ، أبدى عدد كبير من العرب في الاستطلاع، وردًا على السؤال اذا ما كان مقبول عليهم مشاركة حزب عربي في الائتلاف الحكومي، رغبة في مشاركة حزب عربيّ في الائتلاف الحكومي حيث ابدى 87% رغبة في ذلك فيما رفضه 4% فقط.

إلى جانب هذا الموقف العربيّ، انضم قرابة الـ 35% من اليهود في الاستطلاع والذي اكدوا أنّ انضمام حزب عربي إلى الائتلاف الحكومي مقبولة عليهم بصورة كبيرة جدًا أو مقبولة.

ومن المعطيات المثيرة التي توصل لها الاستطلاع، ولربما كان بمثابة مؤشر للحزب الذي يقود بيني غانتس، كان المعطى أنّ 50% من اليهود الذين يعرفون هويتهم السياسية بالوسط موافقون على دعوة حزب عربي للانضمام للحكومة، فيما وافق على ذلك 84% من مصوتي اليسار الإسرائيلي، ورفضه 86% من مصوتي أحزاب اليمين من اليهود.

*العلاقات إلى أين!*

وظهر من الاستطلاع ايضًا، والذي استطلع اراء 411 يهودي و- 414 عربيّ، مع انحراف معياري نسبته 3.5%، أنّ الأغلبية في إسرائيل على قناعة أنّ النضال المشترك لليهود والعرب قادر على تحقيق اهداف سياسيّة مختلفة.

وبيّن الاستطلاع، من خلال عدد من الأسئلة التي فحصت امكانية النضال المشترك، اليهودي- العربي، في عددٍ من المجالات المدنيّة منها؛ البيئة، حقوق العمال، وحقوق النساء، أنّ معظم المستطلعين من اليهود، وتحديدًا 58%-55%، على قناعة أنّ نضالا مشتركًا قادر على تحقيق الأهداف المرجوة وفقط عدد قليل 14%-10% اعتقدوا خلاف ذلك. فيما يعتقد 72% من العرب أنّ النضال المشترك يساهم في تحقيق المطالب، وفقط من 12%-15% يعتقدون خلاف ذلك.

كما وأظهر الاستطلاع، انه وبخلاف لما يحاول السياسيون فرضه، معظم المواطنون على قناعة أنّ العلاقات اليهودية- عربية اليومية إيجابيّة، 53% من اليهود و76% من العرب، وفقط 13% من اليهود و- 6% من العرب قالوا أنه لا توجد أي علاقة تربطهم بالمجتمع اليهودي أو العربي.

*اعتراف متبادل*

إلى ذلك، اظهر الاستطلاع، من خلال سؤال الاعتراف بوجود الشعب الآخر، سواءً الفلسطيني أو اليهوديّ، أنّ الغالبية الساحقة من العرب 94% تعترف بوجود الشعب اليهودي إلى جانب الشعب الفلسطيني، وفقط 6% تعتقد أنّ هنالك شعب فلسطيني فقط، وهذا يخالف التصريحات التي اعتاد رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، على اطلاقها.

وفيما يتعلق باليهود، فأظهر الاستطلاع أنّ 52% اعترفوا بوجود الشعب الفلسطيني إلى جانب اليهودي، و- 48% ادعوا أنّ هنالك شعب يهوديّ فقط.

*التعريف الذاتي*

وتطرّق الاستطلاع إلى التعريف الذاتي للجمهور العربي- الفلسطيني في إسرائيل، وهل يعرفون أنفسهم كإسرائيليين أو فلسطينيين، حيث قال 46% أن تعرفيهم الذاتي هو عربي- اسرائيلي، فيما اكتفى 22% بالتعريف عربي فقط، و- 19% عرفوا انفسهم بفلسطينيين في إسرائيل، فيما اكد 14% على الهوية الفلسطينية فقط.

بقي أنّ نشير إلى أنّ موقع "سيحاة مكوميت" هو موقع أخباريّ يشمل تحليلات سياسية وثقافية، وهو مستقل وناشط سياسي واجتماعي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]