قدم مقدسيون اعتراضات على مشروع القطار الهوائي التي تزمع السلطات الاسرائيلية بالمصادقة على مخططاته واقامته في محيط البلدة القديمة بالقدس.

وقال ممثل السكان المقدسيين المحامي سامي ارشيد انه تم تقديم اعتراض باسم عشرات المواطنين من بلدة سلوان وخاصة من سكان البيوت التي يمر القطار الهوائي من فوقها ومنهم اصحاب اراضي وبيوت تنوي السلطات الاسرائيلية مصادرة بيوتهم و/او اراضيهم.وقد تم تقديم اعتراض ثاني من عشرات التجار بالبلدة القديمة لان هذا المشروع سوف يقوم بالمس بالحركة التجارية بالبلدة.

واضاف المحامي ارشيد انه قام بمتابعة هذا المشروع منذ سنوات حيث انه مشتق من المشروع الهيكلي الخاص المحيط بالقدس القديمة والذي بدأت السلطات الاسرائيلية بالعمل عليه قبل حوالي عشر سنوات، وفي العام الماضي قامت "سلطة تطويرالقدس" باطلاق واعلان مشروع القطار الهوائي في محيط البلدة القديمة بالشراكة مع بلدية القدس ووزارة المواصلات ووزارة السياحة الاسرائيلية حيث تعتبر السلطات الاسرائيلية بأن هذا المشروع هو ضمن المشاريع القومية الوطنية للمواصلات ونقل السياح الى البلدة القديمة.

المصادقة على المشروع

وقد تم نشر مخططات عامة للمشروع وبعد ذلك قامت اللجنة القومية للتنظيم والبناء بعقد مؤتمر شعبي اسرائيلي في القدس الغربية بيوم 13.12.2017 لسماع رأي الجماهير بالمشروع. وفي يوم 28.10.2018 قامت اللجنة القومية للبنى التحتيه بالمصادقة على هذا المشروع وعرضه على اللجنة اللوائية لسماع تحفظات الجمهور. وفي يوم 14.10.2018 قام مجلس الحدائق الوطنية بالموافقة على المشروع وفي يوم 28.01.2019 تم ايداع المشروع لدى اللجان اللوائية والمحلية لمعاينة الجمهور والاعتراضات.

واوضح ارشيد ان الهدف الاساسي للمشروع هو احكام السيطرة على البلدة القديمة ومعالمها ومحيطها ومن مخاطر المشروع انه ينوي المس ببعض البيوت في منطقة وادي حلوه وكذلك يمر بالملكيات الخاصة للمواطنين في سلوان اضافة الى ملكيات لمؤسسات دينية اسلامية ومسيحية .واضاف اخيرا ان النظر في هذه الاعتراضات سيتم خلال الاسبوعين القادمين.

مخاطر على البلدة القديمة

وقد انتهت يوم الثلاثاء الماضي المهلة المحددة لتقديم الاعتراضات على المخطط الاستيطاني الذي تدفعه بلدية القدس القاضي بإقامة القطار الهوائي (تلفريك) في المنطقة الجنوبية للمسجد الاقصى المبارك. وفي حال رفضت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الاعتراضات المقدمة فإن هذا يعني ان البلدية يمكنها ان تشرع في تنفيذ المخطط، الذي يحمل في طياته العديد من الاثار والمخاطر على واقع البلدة القديمة في القدس ومحيطها.

ويهدف هذا المشروع بالدرجة الاولى الى تعزيز عملية الربط ما بين شقي المدينة الغربي والشرقي، وبالتالي تعزيز الطرح السياسي تجاه مدينة القدس على انها مدينة موحدة وعاصمة للكيان الاسرائيلي. ويندرج المشروع تحت إطار مخطط اسرائيلي لتهويد المدينة المقدسة وتشويه تراثها وطمس معالمها والاعتداء على مقدساتها الدينية وعلى موروثها الحضاري والتاريخي والديني.

ويؤثر هذا المشروع على العديد من القطاعات المختلفة بشكل مباشر وغير مباشر، فمثلاً سكان حي وادي حلوة بسلوان والثوري الذي سيمر القطار وبنيته التحتية من فوق اراضيهم ومنازلهم، ويعتبرون متضررين مباشرين، اضافة الى "قطاع السياحة الفلسطيني" متمثلا بالمحلات التجارية والمطاعم والفنادق داخل البلدة القديمة التي تعتمد بشكل مباشر على السياحة كمصدر للرزق.

جذب السياح

هذا ويدعي القائمون على المخطط بأن احد الاهداف الرئيسية للمشروع هي جذب اكبر عدد ممكن من السياح الى البلدة القديمة، ولكن ما هو بالحقيقة أن السائح سينزل في مبنى العاد الاستيطاني المقام على اراضي سلوان وهي فرصة لهم لكي يقوموا بالتحدث معهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة، وترويج الافكار والمعتقدات الخاصة بهم، اضافة الى ادعائهم ايضاً بأن هذا المشروع سيقوم بحل مشكلة الازدحامات المرورية في تلك المنطقة ولكن الحقيقة هي مجرد نقلها من مكان الى اخر.

تجدر الاشارة الى ان هذا المخطط سيرفع مركزية منطقة باب المغاربة في الحي اليهودي مقابل مركزية باب العامود، الذي يعتبر اهم الابواب الرئيسية التي يستخدمها الزوار والسياح اليوم للوصول الى البلدة القديمة.

تهويد المنطقة

اضافة الى ذلك فإن هذا المشروع سيعمل على تهويد المنطقة وطمس كل ما هو فلسطيني خاصة وان سلوان جزء فلسطيني، ففي تلك المنطقة يوجد انفاق عدة مثل منطقة البستان وحائط البراق وفي حال سيطرة العاد عليها سيشعر السائح بأنه في منطقة اسرائيلية. ايضاً من الممكن ان تقوم السلطات الإسرائيلية مستقبلاً بتطوير مسار التلفريك واضافة خطوط جديدة بتجاه احياء مقدسية. ناهيك عن دفع المزيد من الحراس في منطقة سلوان وبالتالي مزيد من الاحتكاك و المواجهة بين الطرفين. كما ينتهك هذا المشروع خصوصية وحرمة المواطنين الذين يسكنون اسفله.

ثلاث مخططات

يذكر ان المخطط يشمل بناء ثلاث محطات لتشغيل هذه القطار الهوائي، أولها ستقام بالقرب من مجمع المحطة بالقرب من مسرح الخان، وتقع المحطة الثانية بالقرب من جبل داهود. وستبنى المحطة الثالثة على سطح مجمع "كيدم" قرب باب المغاربة، هذا بالإضافة الى زرع 15 عامودا اسمنتيا بارتفاع 26 متر فوق منازل المقدسيين في حي سلوان وفي محيط اسوار البلدة القديمة التي اعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) منطقة محمية من بين مناطق التراث العالمي بصفتها موقعاً "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]