في واحدة من أشرس الانتخابات التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصوّت الاسرائيليون يوم 9 نيسان المقبل.
ويخوض حزب "الليكود" سباقا انتخابيا ينافسه فيه بضراوة حزب جديد معروف بـ "تحالف أزرق وأبيض"، وهو حزب يميني وسطي اكتسب شعبية في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة. لكن الأحزاب الأخرى قد تحظى بنفوذ واسع ومؤثر، في نهاية الأمر، عند تشكيل حكومة ائتلافية.
هؤلاء هم السياسيون الذين سيلعبون دورا جوهريا في الانتخابات وما يتبعها من أحداث.

السياسي المحارب من أجل البقاء: بنيامين نتنياهو

لو خرج نتنياهو منتصرا من المعركة الإنتخابية، سيتجاوز بذلك ديفيد بن غوريون كأكثر رئيس وزراء احتفظ بمنصبه في تاريخ اسرائيل. فقد تمكن نتنياهو من الفوز بـ 3 مدد انتخابية منذ عام 2009، بالإضافة إلى رئاسته الحكومة في الفترة ما بين 1996 و 1998.

لقد بنى زعيم حزب الليكود سمعتة كمحارب سياسي بارع في البقاء، مقدما نفسه للشعب الإسرائيلي على أنه المرشح الوحيد المؤهل لحماية أمن اسرائيل وادارة علاقاتها الدولية.

وأثناء رئاسته الوزارة وفي حملته الانتخابية، يرسم نتنياهو صورة لإسرائيل على أنها تواجه تهديدات منظمة من قبل إيران، وحزب الله ، وحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، على سبيل المثال لا الحصر.

وفي حال تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة القادمة، فمن المرجح أن يضطر إلى الاعتماد على الأحزاب اليمينية والدينية الأخرى.

النجم الصاعد: بني غانتس

ظهر بني غانتس كمنافس قوي لنتنياهو، مروجا لما توصف بقدراته الأمنية كرئيس سابق لأركان الجيش الإسرائيلي.

وشكّل الجنرال المتقاعد غانتس،الجديد في عالم السياسة، تحالف أزرق وأبيض في شباط الماضي مع يائير لبيد، زعيم الحزب الوسطي "يش آتيد"، ورئيسين سابقين لأركان قوات الدفاع الإسرائيلية، موشيه يعلون وغابي أشكينازي.

ووعد غانتس بتقديم طريقة مختلفة في إدارة الحكومة الإسرائيلية وإنهاء ما وصفه بالأسلوب الخطابي الإستقطابي لنتنياهو.

حملة غانتس الانتخابية تروج لسجله العسكري الحافل وتضع على لافتاتها الدعائية، صورا لجثث مسلحين فلسطينين ومشاهد دمار من آثار الحرب على غزة التي أشرف عليها غانتس في عام 2014.

ومن أجل استمالة الناخبين اليمينيين للتصويت له بدلا من التصويت لنتنياهو، تحدث غانتس بلهجة حادة ضد إيران وكرر نفس مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وتجنب ذكر حل الدولتين. كما نفى الإنسحاب، أحادي الجانب، من الضفة الغربية المحتلة متعهدا بتعزيز بناء المسوطنات هناك والحفاظ على حرية حركة القوات الإسرائيلية في الضفة.

وتربي غانتس، وهو أحد أبناء الناجين من المحرقة اليهودية، في مجتمع ريفي. وتقلد عدة مناصب مهمة في الجيش خلال خدمته التي امتدت عبر 38 عاما. وشملت هذه المناصب قائد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان أثناء الإنسحاب في عام 2000 ، وقائد القوات في الضفة الغربية المحتلة في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، كما عمل رئيسا للأركان من 2011 إلى 2015.

ولإزاحة نتنياهو من منصبه، يلزم تحالف "أزرق وأبيض" حشد الأحزاب الصغيرة إلى جانبه، لكن ليس واضحا إن كان بمقدوره الحصول على مقاعد انتخابية كافية تمكنه من الفوز بالأغلبية في الكنيست.

المذيع التلفزيوني الذي أصبح سياسيا: يائير لبيد

يائير لبيد يقود حزب "يش آتيد" الوسطي، وهو أيضا نائب زعيم تحالف أزرق وأبيض.

وفي إطار اتفاق مع غانتس، سيتولى لبيد رئاسة الوزراء بعد مضي عامين ونصف من رئاسة غانتس، هذا إذا فاز تحالف أزرق وأبيض.

وتشمل خبرته السياسية عمله كوزير للمالية في عهد نتنياهو بين عامي 2013 و 2014.

ويركز لبيد، وهو صحفي ومذيع تلفزيوني سابق، في حملته الإنتخابية على تهم الفساد المحتملة التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا.

وقد أيّد لبيد "الفصل" بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الماضي أيّد حل الدولتين بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم أنه لم يكرر هذا التأييد في حملته الإنتخابية الحالية.

وتحدث لبيد بشكل علني عن معارضته أي تحالف سياسي مع الأحزاب العربية الإسرائيلية، التي قد تمنح تحالف أزرق وأبيض الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة في البرلمان إذا فاز في الانتخابات.

اليمين الجديد: نافتالي بينيت وآيليت شاكيد

يقدم وزيرا التربية والعدل نفسيهما على أنهما جبهة اليمين الحقيقية البديلة لنتنياهو.

لقد ترك الوزيران حزب "البيت اليهودي" المناصر لبناء المستوطنات في كانون الأول الماضي من أجل تشكيل حزبهما "اليمين الجديد"، الذي يعمل لإجتذاب الناخبين من العلمانيين والمتدينيين.

تبنى الوزيران سياسات حادة تجاه الفلسطينيين. وانتقد بينيت نتنياهو لعدم استخدام الأخير القوة الكافية ضد مسلحي حماس في غزة، كرد فعل تجاه الهجمات بالصواريخ ضد تجمعات إسرائيلية.

أقسم بينيت على "الحاق الهزيمة" بحماس لو فاز اليمين الجديد بالإنتخابات، وأعلن عن خطة ذات خمس نقاط من بينها "قصف جوي لحماس" و"اغتيالات محددة" لقادة الحركة بالإضافة إلى "نزع السلاح بشكل دائم" من قطاع غزة.

واتهم بينيت نتنياهو بالعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعداد مسودة مشروع يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، في الخطة الأميركية المرتقبة منذ فترة طويلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. ويعارض بينيت بشدة فكرة الدولة الفلسطينية ويعتبرها تهديدا لوجود إسرائيل.

وعندما كانت شاكيد وزيرة للعدل أشرفت على تعيين عدد أكثر من القضاة المحافظين في المحكمة العليا، قائلة إن المحكمة لديها توجه ليبرالي وتتدخل كثيرا في قرارات الحكومة. ولو فاز اليمين الجديد تقول إنها تريد أن تمنح الكنيست السلطة لإعادة تمرير قوانين كانت المحكمة العليا قد ألغتها.

الخاسر: آفي غابي

يبدو أن زعيم حزب العمل، وهو حزب يسار وسطي، يتجه إلى نتائج غير ملموسة في استطلاعات الرأي.

فقد ناشد غابي، وهو وزير سابق وكان المدير التنفيذي لأكبر شركات الإتصالات الإسرائيلية، الناخبين اليمينيين، من أجل التصويت له بعد أن أصبح زعيم حزب العمل في عام 2017.

لقد تخلى غابي عن فكرة إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وأعلن أن "اليسار قد نسي ما الذي يجعل اليهودي يهوديا حقا"، مكررا عبارة كان نتنياهو قد رددها من قبل.

ومع هذا، حرص غابي، في الحملة الإنتخابية الحالية، أن يسلط الضوء على الفرق بين حزب العمل، والليكود، وأزرق وأبيض.

لقد طالب غابي بصفقة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، تتأسس بموجبها دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

ويضع حزب العمل "خطة فصل" على ثلاث مراحل تهدف إلى الإنهاء الفوري لبناء مستوطنات يهودية في عمق الضفة الغربية، ووضع تشريع لتعويض المستوطنين الذين يخلون المستوطنات طواعية، واستفتاء الشعب الإسرائيلي على مكانة المناطق العربية الموجودة على مشارف القدس الشرقية المحتلة.

ويقول غابي إنه، وعلى عكس غانتس، يطرح بديلا حقيقيا لسياسات نتنياهو، رغم أنه رفض عرضا بدمج حزبه مع الحزب الرئيسي في اليسار "ميرتس"، وأصر على أن حزب العمل لن يشارك في أي تحالف حكومي يكون نتنياهو طرفا فيه، تحت أي ظرف.

الحصان الأسود: موشيه فيغلين

أكثر ما عرف به السياسي المتمرد موشيه فيغلين هو تأييده لتشريع القنب (الحشيش). وفيغلين سياسي لديه خليط من وجهات النظر الليبرالية والقومية المحافظة.

وظهر حزبه "زيهوت" كبديل شعبي يجذب إليه الإسرائيليين الذين يبحثون عن الإدلاء بصوت احتجاجي، وإذا فاز بعدة مقاعد فسيكون له تأثير كبيرعندما تبدأ مفاوضات تشكيل التحالف الحكومي.

يقول فيغلين إن حزب "زيهوت" سيشارك في تحالف يتقدم بأفكار حزبه إلى الأمام.

وقد بدأ موشيه فيغلين، وهو مستوطن متدين في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، مشواره السياسي في حزب الليكود.

ويريد فيغلين أن يقلل عدد الوزارات بشكل كبير ،وتغيير نظام التعليم الحكومي ليكون أقرب إلى التعليم الخاص. كما أنه يؤيد إنهاء تسجيل الزواج من خلال مقر الحاخامية، ما يسمح لأي شخص أن يتزوج من أي شخص آخر ويشمل ذلك المثليين. ليس هذا وحسب، بل طالب فيغلين بمساعدات عسكرية أميركية لإسرائيل وإنهاء التجنيد الإلزامي للجيش الإسرائيلي.

مع هذا، فإن مواقف فيغلين اللينة تجاه بعض القضايا اقترنت بانتهاجه موقفا متشددا تجاه الفلسطينيين. فهو يؤيد إلغاء اتفاقية أوسلو وضمَّ الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين خيار الهجرة أو البقاء كمقيميين دائمين.

ويدعو فيغلين أيضا إلى نقل مكاتب الحكومة الإسرائيلية إلى القدس الشرقية التي يرغب الفلسطينيون في أن تصبح عاصمتهم المستقبلية، بالإضافة إلى بناء معبد في الموقع التاريخي المختلف عليه والمعروف عند الإسرائيليين بجبل الهيكل، والمسلمين بالحرم الشريف

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]