تعمّ المجتمع العربي في البلاد، حالة من الجدل بعد نشر نتائج انتخابات الكنيست الحادية والعشرين، خصوصًا فيما يخص الاحزاب العربية، التي حصلت على 10 مقاعد مجتمعة، بعدما كان عدد مقاعدها 13.

ويتساءل الجميع عن أسباب هذه النتائج التي اعتبرها البعض على أنّها صفعة للسياسيّين العرب.


وقال المحلل السياسي والاستراتيجي - فالح حبيب لـبكرا:" نتائج الإنتخابات بشكل عام لم تحمل مفاجآت بقدر ما أكدته من توقعات. كل من تابع وواكب التحركات الحزبية ويعي الخارطة السياسية، وعلى وجه الخصوص في الشارع العربي، لم يتفاجئ من نسبة التصويت المنخفضة، هي كانت متوقعة لاعتبارات عديدة وكثيرة لا داعي لسردها جميعها ولكن أبرزها، صدمة تداعيات تفكك المشتركة. الحملات الإعلامية تكتيكيا واستراتيجيا لم تكن ممنهجة ومبرمجة، بل في غالبية الأحيان ظهرت كارتجالية موجودون فقط لأننا موجودون والخ. بعيدا عن التنظير والمزاودات وجلد الذات أيضا المبالغ فيه الأحزاب جميعها يجب أن تستخلص العبر وتقف وقفة مع الذات والعمل اليوم قبل الغد على رفع الوعي السياسي ومخاطبة الجمهور العربي بلسان حاله.نعم أتفهم أن القيادة يجب أن تقود ولا تُقاد وأن تقود حيث يجب وليس حيما يراد ولكن الإصغاء لنبض الشارع دائما مهم، خاصة وان الجمهور هم أصحاب قول الفصل. نحن بحاجة لإعادة نظر في أمور سياسية كثيرة تتواءم مع متطلبات المرحلة الراهنة الخطيرة وتداعياتها مع التشديد على الحفاظ على ثوابتنا كما انتهجنا دائما".

عن حملة المقاطعة، قال:" خيبة الأمل والأحباط والإستياء كلها كانت تحصيل حاصل ومفهومة ضمنا للكثير من الأسباب والإعتبارات وأهمها سياسات الحكومة لما فيها من تمييز وغطرسة، قانون القومية وغيره تجاه المواطنين العرب. أحترم المقاطع أيديولوجيا وعقائديا قد نتحاور ونتناقش معه، قد نختلف معه لكن لا نختلف عليه إطلاقا. لاحظ أن نسبة التصويت المنخفضة لم تختلف عن سابقاتها بالكثير من العمليات الإنتخابية السابقة ما يعني أنها لم تؤثر كثيرا ولكن في غياب الحملات المبرمجة للإحزاب تخاطب المحبط من باب اللامبالة خلقت أجواء عامة من الإحباط المبالغ فيه، السواداوي، الموجودة أصلا في الشارع. نعم هناك نقاش حول جدوى العمل البرلماني وهذا رأي يجب أن يحترم ويناقش بكل تفاصيله وهو جزء من النقاش حول إعادة النظر في الكثير من تحركاتنا كمجتمع عربي في البلاد له خصوصيته التي يجب أن تحترم أيضا".

وزاد:" أنظر للتمثيل العربي داخل الكنيست، وبغض النظر عن التفاوات بين الأحزاب والأعضاء، كرزمة واحد وصوت عربي واحد مخلص عليه أن يصدح بصوت الناس من حنجرته ويخدم مجتمعه بكل أخلاص ووفاء ومهنية، وبعض من كل وليس الكل بالكل فيما يتعلق بنضال جماهيرنا، لهذا التميثل ولا مرة معايير الربح والخسارة تلعب فيه دورا كبيرا. هناك حاجة لأن يعيد الجميع حساباتهم وأستخلاص العبر ورفع الوعي السياسي هو أمر حتمي بعيدا عن أي مزايدات وتنظير. الخسارة دائما خسارة الجميع والربح كذلك".

وأنهى حديثه بالقول عن الأمور التي يتوجبّ على الأحزاب فعلها:" الأمس قبل الغد اعادة النظر في معطيات كثيرة وأخذ الحقيقية منها واستخلاص العبر والعمل على تعزيز الوعي السياسي لدى جماهيرنا خاصة فئة الشباب والجيل الصاعد. يجب أن يعي المواطن العربي أن العمل البرلماني هو تمثيل سياسي أكثر من كونه خدماتي. رفع سقف توقعات المواطن إلى حده الأقصى كما كان عند تشكيل القائمة المشتركة مبالغ فيه نظرا إلى أن العمل البرلماني تحكمه موازين القوى وما العمل أحزابنا دائما موجودة في المعارضة كأقلية وهذا مفهوم ضمنا، لهذا الحكومة هي المسؤول الأول والأخير عن تقديم الخدمات والميزانيات وغيرها. النهوض من صدمة تداعيات تفكك المشتركة هو حتمي ويجب على الأحزاب اِعادة ثقة الجماهير فيها. لكن ختاما، مهم جدا عدم تحميل المسؤولية للنواب العرب والأحزاب بشكل كامل فالأسباب لما حصل كثيرة لا يمكن حصرها من خلال لقاء قصير، ولكن ما العمل؟! تبقى هي ولجنة المتابعة جمل المحامل في غياب المؤسسات التي تمثلنا كأقلية في هذه البلاد. صحيح أسدل الستار، لكنه بقي مشكوكا مشقوقا، لن تتوقف التحليلات، نعم اِنتهت الإنتخابات. لم يكن فيها مفاجآت بقدر تأكيدها لجميع التوقعات، أما مجتمعنا وأحزابنا العربية فحتما عليها الوقوف مع الذات. مجتمعكم ليس مخزن أصوات، بل مجتمع قادر يجب أن تكون لديه تطلعات وتوقعات، أعيدوا النظر بالمعطيات والإستراتيجيات و و و و و و الخ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]