دعا مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة، محمد دراوشة، الأحزاب والقوى السياسية العربيّة الى مراجعة نتائج انتخابات الكنيست واستخلاص العبر.

وعبّر دراوشة عن استيائه من انخفاض التمثيل العربي في البرلمان.

وقال لـبكرا:" الحصول على ١٠ مقاعد لأربعة احزاب في ظل نسبة تصويت منخفضة في المجتمع الاسرائيلي يعتبر فشلاً ذريعاً. لو وصلنا الى نفس نسبة التصويت كما في العام ٢٠١٥ لحصلنا على ١٦ مقعداً. وكانت هناك نية لدى المصوتين العرب بمعاقبة الأحزاب اكثر، ولكن الشعور بالشفقة تجاه أحزابنا وقياداتنا أنقذهم في الساعات الأخيرة من يوم الانتخابات تلبيةً لاستجداءاتهم لإنقاذهم من أزمتهم ولكي لا يزول التمثيل العربي كلياً. ليس لنا سبب لنفرح بهذا التحصيل الهزيل".

المقاطعة 

وعرّج الى المقاطعة قائلا:" أغلب المقاطعين قاطعوا بسبب أربعة عوامل واضحة. الأول هو الاستياء من بعض القضايا المتعلقة بالأحزاب العربية، مثل فضيحة التناوب، والمفاوضات المخجلة ما قبل الانتخابات لتركيب القوائم التي أرهقت المواطن العربي، وأظهرت له الوجه الانتهازي والمصلحجي لشخصيات قيادية ومصالح ضيقة لفئات حزبية، متناسين المصلحة العامة ومطالب الجمهور بوضع شخصيات ذات زخم وإنجازات واضحة بدل نشطاء حزبيين لم يثبتوا نفسهم ونجاحهم في اطر ادارية، او مهنية، او تجارية، او ما شابه".

وتابع:" السبب الثاني هو قانون القومية العنصري الذي ادى الى تكثيف المقاطعة الأيديولوجية لدى شرائح جديدة في مجتمعنا العربي والتي قاطعت المؤسسة الاسرائيلية كردة فعل غاضبة على تعميق تهويد الدولة على حساب الديمقراطية والهوية المدنية الليبرالية والثالث كان اخطاء جانتس بإطلاق تصريحات اعتبرها الكثيرون انها عنصرية، ولذلك لم يعتبره الكثير من المواطنين العرب بديلاً أفضل بكثير من نتنياهو، وفقدوا الحماس بالمشاركة بالانتخابات والسبب الرابع هو فشل الأحزاب في طرح حملة انتخابية مهنية، حيث ان الاعلام ما قبل الانتخابات كان ضحلاً، ولم يكن هنالك تواصل كافي مع الناس في الشارع العربي، واختبأ غالبية المرشحين خلف شعارات في شبكة الانترنت بدل المهرجانات الشعبية للتواصل مع الجماهير. يوم الانتخابات كان خالياً من الناشطين الفاعلين لإخراج الناس من بيوتها وجلبها الى مراكز الاقتراع، والمستوى التنظيمي لم يرتقي الى الحدث".

المستفيد 

وأكدّ دراوشة على انّ:" المستفيد الأكبر من هذا الوضع كانت الأحزاب اليهوديّة التي استطاعت العودة الى الشارع العربي حيث ارتفع تمثيلهم من ١٧٪؜ في الانتخابات السابقة الى ٢٨٪؜ في هذه الانتخابات وكذلك استفادت احزاب اليمين التي حشدت جماهيرها بنسبة تصويت عالية جداً، وبذلك اصبح مفتاح توزيع المقاعد اقل وأفضل لصالحها، لنشهد ازدياد ملحوظ في تمثيل الأحزاب المتدينة واليمينية".

واختتم كلامه:" على الأحزاب العربية الاستعداد للانتخابات المقبلة بشكل مغاير كلياً. جزء من القيادات لم تثبت نفسها وعليها الاستقالة لاتاحة مساحة لجيل وشخصيات جديدة. يجب اعتماد طريقة جديدة لانتخاب المرشحين الغير محزبين وشملهم في قوائم المرشحين. فالأحزاب العربية حصلت على ٧٢٪؜ فقط من اصل الـ٤٩٪؜ من المصوتين، اي ان نسبة دعمهم لم تتعدى الـ٣٥٪؜ من اصحاب حق التصويت. يجب إعطاء وزن حقيقي للـ٦٥٪؜ المتبقية من مجتمعنا، وانهاء احتكار بعض الفئات على العمل السياسي. هذا يخلق فرصة لأطر جديدة تعرف كيف تفعل الشارع العربي وتتفاعل معه بالقضايا التي تهمه، وخاصة القضايا الاقتصادية والاجتماعية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]