أصبحت حوادث العمل في إسرائيل جزءا طبيعيا ضمن روتين وسيرورة الحياة العامة، فأصبح التبليغ عن ضحية أخرى مجرد رقم جديد يضاف الى سابقيه وكأن الطبيعة اخذت مجراها وتبنت ظاهرة أخرى وجعلتها جزءا منها دون ان تحرك أي جهة من الجهات او أي مؤسسة ساكن وما اكثرهم.

مؤخرا عقد في الناصرة مؤتمر لتوعية العمال في هذا الجانب وعرض السبل والوسائل الوقائية والتي تحميهم من الحوادث المتفرقة في فرع البناء بشكل خاص والتي تفضي بفقدان حيواتهم الا ان المفارقة كانت بان المؤتمر شارك به أصحاب "الجرافتات" دون وجود او مشاركة للعامل البسيط والذي توجه أصابع الاتهام له ولإهماله في ورشات العمل.

معظم الإصابات في فرع البناء تكون من العامل البشري

د. سامي سعدي مدير لواء الشمال في مؤسسة الأمان والصحة المهنية قال: معظم حوادث العمل التي تحصل هي في فرع البناء ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر بتوعية العمال العرب حول سبل الوقاية خلال عملهم في ورشات البناء، بشكل عام الوسط العربي يشكل حوالي 41% من عدد العمال في البلاد ولكن نسبتهم في عدد الإصابات هي نسبة عالية جدا تصل حتى اكثر من 30% بالإضافة الى ان عدد القتلى في فرع البناء هي نسبة اعلى بكثير، هناك 19 إسرائيلي توفوا خلال عام 2007 و13 كانوا من الوسط العربي، عمليا 75% من البلدان التي تحوي على اكثر إصابات هي بلدات عربية.

وتابع عن الأسباب: معروف ان فرع البناء في كل انحاء العالم هو اشكالي جدا، لان الأوضاع فيه تتغير بشكل مستمر وعلينا ان نحافظ على وسائل السلامة والوقاية اكثر، في الوسط العربي هناك إصابات كثيرة ولكن معظمها بحسب الاحصائيات تحصل بسبب العامل البشري وممكن ان نمنع نسبة 95% من هذه الإصابات.

منذ عام 2000 وحتى اليوم معدل الضحايا في ورشات العمل من 35 الى 36 ضحية

دخيل حامد رئيس دائرة تعميق المساواة في الهستدروت قال بدوره معقبا: نعمل حاليا على إيجاد اليات لمنع حوادث العمل في فرع البناء، ما يحدث في فرع البناء عبارة عن فوضى عارمة، وسنويا يسقط في فرع البناء ما بين 30 الى 40 ضحية لقمة العيش، لم يعودوا للبيت بسبب اهمال او حادثة كان ممكن منعها لو وجدت الإجراءات اللازمة، وجب الإشارة الى ان معظم ضحايا حوادث العمل هم فلسطينيون من الطرفين والأسباب كثيرة ومتعددة منها أسباب سياسية واقتصادية بسبب السياسة النيو ليبرالية التي تتخذها هذه الحكومة والتي تخدم شرائح رأس المال وحيتان رأس المال الذين يريدون ان يقوموا بالبناء بأسرع وتيرة ممكنة وبأقل خسائر وتكون الضحية العامل البسيط الذي ليس له من يحميه، منذ عام 2000 وحتى اليوم معدل الضحايا في ورشات العمل من 35 الى 36 ضحية ولا يجب ان نتحدث عنهم بشكل عابر، لان عائلات بأكملها تتألم لهذه الخسارة.

مؤتمر لتوعية العمال دون وجود أي عامل يعتبر استمرار بالفشل

طه عياش مدير تنفيذي لمشاريع البناء عقب قائلا: جئت اليوم بدعوة من مؤسسة الأمان ووزارة العمل كمندوب عن شركة، وانا اشكر المقيمون على المؤتمر ولكن في النهاية الحلقة الضعيفة وهم العمال والضحايا غير موحدون في المؤتمر، لا زلنا نبحث عن المذنب، مؤسف جدا انه لا يوجد ذكر او وجود لعامل الذي يفترض ان يشارك في حملات التوعية وهذا جزء من الفشل الموجود ونحن مستمرون به وهذه هي النتائج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]