القائمة المشتركة منذ ان تأسست قبل أربعة أعوام خلال الانتخابات البرلمانية السابقة بعد جلسات تشاورية ومداولات استمرت لأشهر بين مركباتها المشتركة وهي الأربعة أحزاب الكبرى الفاعلة على الساحة السياسية التجمع، العربية للتغيير، الجبهة الديمقراطية، والقائمة الوحدة شكلت تحديا واضحا من جهة امام قياداتها للاستمرار بفكرة الوحدة بين فصائل المجتمع الفلسطيني في الداخل ومن جهة اخرى راهن كثيرون على عدم استمرارها وفشل مشروع الوحدة الذي كان حلم المجتمع العربي بأسره في إسرائيل، ما حدث بالفعل خلال الانتخابات الأخيرة حين قرر احد مركباتها الانفصال عنها بسبب عدم انصافه في الترتيب وعدد المقاعد وبالتالي انشقاق كامل للقائمة التي كانت بمثابة امل لمستقبل سياسي مغاير واجندة جديدة تنهض بالجماهير على مستويات عديدة.

الجماهير الفلسطينية في الداخل لم تمنع غضبها بل وقررت ان تثأر لأمل وحلم لم يكتمل لعل الأطراف المعنية تعيد حساباتها وتضع المصلحة العامة فوق مصلحة الفرد، نسبة التصويت في المجتمع العربي لم تتخطى ال48% ما عكس احباط وتجاهل واضحين من قبل الناخبين العرب من جانب الا انه كان رادعا محتملا لاستمرار الانقسام واماتة فكرة الوحدة، ونقطة ضعف لدى الأحزاب المختلفة جعلها تعيد حساباتها من جديد الامر الذي كشف عنه النائب ورئيس قائمة التحالف الجبهة والعربية للتغيير ايمن عودة ل "بكرا" وخلال حين صرح لإحدى الإذاعات العبرية بانه تجري مساعي لإعادة تشكيل القائمة المشتركة.

علينا ان نصغي جيدا لموقف الناس وهو الموقف الذي حذرنا منه اثناء المفاوضات

"بكرا" توجه الى النائب عودة وسأله حول الموضوع فجاء الجواب إيجابيا حيث اكد عودة بان الجبهة جاهزة لأي حوار تدعو اليه لجنة الوفاق.
وأضاف: كل شيء يساهم بالتقريب نحن ندعمه والجبهة معه، هذا هو موقفنا المثابر منذ تأسيس المشتركة وعلينا ان نصغي جيدا لموقف الناس وهو الموقف الذي حذرنا منه اثناء المفاوضات لمواصلة تشكيل المشتركة.

يدنا ممدودة لإعادة بناء القائمة المشتركة على أسس سليمة ومتينة

بدوره النائب د. منصور عباس عن تحالف الموحدة والتجمع قال: نحن دائما يدنا ممدودة لإعادة بناء القائمة المشتركة على أسس سليمة ومتينة، كما اننا لا نقفل الأبواب امام كل مبادرة للتعاون والعمل المشترك وتمثيل روح الأحزاب العربية كلها.

وحول إمكانية إعادة الثقة بين الأحزاب والجماهير بعد إعادة المشتركة من جديد قال: من تجربتنا السابقة، ما يهم الجمهور هو جوهر المشتركة وليس الشكل، عندما كانت المشتركة موجودة كان هناك نقد كبير على اداءها ومستوى التعاون والانسجام داخلها، لذلك فان مطلب الجمهور هو العمل المشترك والتعاون وعدم الدخول في مناكفات ومنافسات لا تخدم القضية الجوهرية، وهذه هي البوصلة الحقيقية، وبالتالي إعادة تركيب المشتركة بنفس الطريقة السابقة وان يكون هناك فقط وحدة شكلية هو امر لن يرضي الجمهور الذي لن يرى ان هناك تعاون وعمل حقيقي جماعي بدون الأمور السلبية التي رافقت القائمة المشتركة في المرحلة السابقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]