المشهد: عبق الماضي، أصالة الحاضر والتاريخ الفلسطيني يجتمعون في مضافة عامرة منذ 214 عاما!

لا تزال اثار الماضي الجميل صاحب الهيبة التراثية التقليدية وامجاد الأجداد الأصلانيين تجتمع في احجار مضافة أبو حسن في بلدة المشهد التي بنيت منذ ما يقارب 214 عاما من احجار دمشقية ممزوجة بكرم وشهامة عربية متجذرة في ارض الإباء والاجداد وتشهد على تاريخ عريق لشعوب كانت هناك وستبقى، صبيح حسن "أبو حسن" صاحب المضافة من المشهد مواليد عام 1958 بدأ حديثه بتوجيه التهنئة لجميع المحتفلين بالأعياد المجيدة كما عرف عن نفسه وحدثنا عن هذا التراث الجميل الذي لا زال يحييه حتى اليوم ويستقطب يوميا العشرات الى المضافة:

حصلت على شهادتي الابتدائية في المشهد وشهادة الثانوية حصلت عليها في الناصرة، كنت اود ان ادرس موضوع الطب لكن الفرص لم تسنح لي وحتى الان الامر لا زال يستهويني وانا قاربت ال60 عامًا حصلت على اللقب الأول في العلوم الاجتماعية والسياسة قبل عشرة سنوات بحيل ال50 عاما وعملت عدة سنوات في المجلس المحلي كمدير قسم معارف ومدير عام المجلس لفترة معينة، وشغلت مناصب أخرى على مدار 12 عاما.

مضافة عامرة منذ 1805 في المشهد

وعن المضافة قال أبو حسن: أسس وبنى المضافة جدنا إبراهيم الحسن، حيث انه في عام 1805 استرى جدي ارض في المشهد وقام بالبناء هنا اذ جئنا من طيرة الكرمل فرع من عائلة بدر من الطيرة كما رافقنا عدة أقارب من الطيرة أيضا، عائلة سليمان وشحادة ونحن عائلات كبيرة في المشهد، المضافة التي بناها جدي كانت طيلة الوقت تستقبل الضيوف والزائرين منذ أيام جدي، من منطقة بلاد الشام ومنطقة الشرق الأوسط وحتى اليوم، كما اننا رممنا الموقع واجرينا له صيانة على حسابنا الخاص وقمنا بتأهيله من جديد خصوصا انه لا يوجد أماكن ترعى وتهتم بهذه المواقع.

بناؤون من دمشق

كما يتميز بناء المضافة والبنايات المجاورة بحجارة قديمة وفريدة لا نجدها في بناء اليوم بألوان اكثر من زاهية تجمع بين عبق الماضي واصالته حدثنا أبو حسن قائلا: عندما بنى جدي هذا الموقع احضر بنائين من دمشق وهم من قاموا ببناء هذا المضافة والعقود على طريقة البناء الدمشقي الامر الذي جعله صرح مميز جدا، نحن نجلس في المضافة بشكل يومي نتبادل أطراف الحديث القيم من اخبار ومستجدات اجتماعية وسياسية، ممكن ان نعتبر المضافة ندوة ثقافية اجتماعية ودينية لكل الشرائح المجتمعية. حتى انه في الشهر الفضيل شهر رمضان نجلس هنا اثناء ساعات الصيام في النهار وندعو الجميع ليشاركنا أيضا في الإفطارات الجماعية في رمضان.