خلال عام 2008 وحتى تاريخ الثالث عشر من هذا الشهر وهذا العام توفي نتيجة إصابات غير متعمدة 680 طفل من المجتمع العربي في حين انه في عام 2018 توفى 124 طفلا في البلاد42 منهم عرب أما منذ بداية عام 2019 وحتى الثالث عشر من نيسان الحالي توفى 14 طفلا عربيا، هذه الاحصائيات وصلتنا من مؤسسة "بطيرم" المعروفة لأمان وسلامة الأطفال الا انها نسيت ان تضيف الى جانب الأربعة عشر حالة كلمة "فقط" وكأنه انجاز بعكس انخفاضا في حالات وفيات الأطفال هذا العام نتيجة لحوادث متكررة.

الاحصائيات تتحدث عن نفسها ولا حاجة لتحليلها وشرحها، 680 طفلا عربيا يلاقون حتفهم خلال سنوات بسبب حوادث ذلك يقول الكثير في ظل وجود جمعية مثل بطيرم تحرص على اخذ الميزانيات سنويا من الحكومة بهدف سد الفجوات بين المجتمعين خصوصا ان الحوادث في المجتمع العربي هي اضعاف المجتمع اليهودي الا انها وكما قال كثيرون تهمش المناطق المأهولة بالنسبة الأكبر من العرب مثل الشمال وتتوجه جنوبا، ولا يخفى الامر على احد بان متطوعو بطيرم ينتشرون في النشاطات المتفرقة هنا وهناك ولكن يطرح السؤال، ماذا عن المهنيين والمختصين، اليس من واجب جمعية مسؤولة وتسعى لتقليص عدد الوفيات او الضحايا الأطفال وفرض السلامة والأمان ان تسعى لتجنيد مختصين ومهنيين يساهمون في حملات التوعية ناهيك عن بروز معضلة تتلخص بشبه انعدام لهذه الحملات في المجتمع العربي عدا عن مؤتمرات متفرقة هنا وهناك منها مؤتمر سيعقد في الناصرة نهاية الشهر الجاري، ما يجرنا الى تساؤل جديد عن رفض هذه بطيرم ان تتعامل بشكل مباشر مع السلطات المحلية وان تكون خطة واضحة بالتعاون والشراكة مع المسؤولين في المجتمع العربي تكون متينة لتحافظ على سلامة الأطفال العرب.

هل الميزانيات تذهب للمجتمع العربي لتقليص الفجوة ام لمعاشات وامور أخرى؟

نسيم عاصي مختص في موضوع سلامة الأطفال وناشط في المجال منذ سنوات قال بدوره: اعلم ان المجتمع العربي غير موجودة على اجندة بطيرم واستراتيجيات عملها بشكل كافي، هناك شخص في المؤسسة يعمل مقابل المتطوعين لكنهم لا يملكون استراتيجية واضحة للعمل في المجتمع العربي وهذه مشكلة، وبهذه الطريقة الطريقة لا يستطيعون التقدم بخطوات عملية، علما انه في السنوات الأخيرة نشهد انخفاضا في حوادث الأطفال ولكن المشكلة تكمن بالفجوة بين المجتمع العربي واليهودي حيث يموت ضعفي الأطفال العرب مقارنة باليهود وباعتقادي السبب في ذلك هي خطة عمل غير كافية وغير واضحة تعمل بطيرم من خلالها في المجتمع العربي.

وتابع: هناك ميزانيات بالطبع، ولكن الأمور غير واضحة بالنسبة لي بهذا الجانب ولا شك ان هناك نقص في العمل ورفع الوعي الجماهيري حول موضوع سلامة الأطفال واغلبية عملهم تكون في منطقة الجنوب لان لها ميزانية خاصة، وتقريبا النشاطات معدومة في الوسط ومنطقة الشمال علما ان نسبة العرب الأكبر هي في منطقة الشمال في حين لا يوجد حملات توعية بشكل كافي. في حين ان مطالبتهم للميزانيات تكون بهدف تقليص الفجوة بين المجتمعين وهنا السؤال هل الميزانيات تذهب للمجتمع العربي لتقليص الفجوة ام لمعاشات وامور أخرى؟

تعتمد على المتطوعين ولا تبني مهنيين عرب!

ونوه قائلا: كما ان بطيرم لا تعمل على بناء مهنيين عرب في مجال سلامة الأطفال وهذه نقطة هامة جدا، هناك مجموعات تطوعين متفرقة ولكن لتقليص الفجوة لا يمكن العمل من خلال متطوعين فقط بل أيضا من خلال مختصين مهنيين وورشات عمل في داخل المدارس وتجنيد رؤساء المجالس المحلية ووضع موضوع سلامة الأطفال على اجندة العمل، لا شك هناك نقص في دوائر معينة من اجل رفع الوعي كما انه لا يوجد شراكة قوية بالمجتمع العربي ولا يوجد علاقة بين المسؤولين في بطيرم وبين قيادات المجتمع العربي، لا يوجد خطة عمل لذلك فهم لا يركزون على المجتمع العربي.

واختتم: من المهم التشديد على وضع خطة قطرية للتعامل مع هذا الموضوع وعلى الوزارات الحكومية دعم هذه الخطة للعمل في المجتمع العربي.

اسألوا بطيرم!

د. نائل الياس مدير مستشفى الفرنسي في الناصرة عقب بدوره قائلا: على مدار سنوات في المستشفى الفرنسي نواكب التعاون مع مؤسسة بطيرم وفي اكثر من مناسبة اقمنا فعاليات توعية للأهالي من خطر المشاكل البيتية والحوادث التي ممكن ان تحدث للأطفال، نحن كمستشفى فرنسي نعتبر عنوان لكل مشاكل الطفل في الناصرة والمنطقة كوننا نملك قسم أطفال كبير يحوي تخصصات مختلفة بالطبع نكون مبادرين وجزء بالتعاون مع باقي المستشفيات، الهدف من هذا البرنامج هو التوعية للأهالي بكل المراحل، ومؤسسة بطيرم تعمل على مدار إعلاميا وتوعيا بشكل مكثف بهدف توعية الأهالي ضد المخاطر خصوصا في الربيع والاعياد وخطر الاختناق من اجسام غريبة والمفرقعات حيث اثبتت الأبحاث ان التوعية ممكن ان تمنع هذه الحوادث ومن خلال المستشفيات ممكن ان تصل هذه الحملات الى الأهالي والناس حتى يحمون الأطفال.

وحول النشاطات التي تقوم بها بطيرم خلال العام عندما سألنا د. الياس رد السؤال بدوره حول ما اذا كان القصد فقط بطيرم او مؤسسات الحماية عموما، وعندما اجبناه الجهتين قال: بالنسبة لبطيرم يفضل ان تقوم بطيرم بالشرح عن الفعاليات التي تقوم بها اما بالنسبة لمستشفى الفرنسي فاننا نقوم بفعاليات كبيرة للتوعية كما ان طاقم التمريض والأطباء يملكون الخبرة حتى ننشر الرسالة ونمنع الحوادث ونستمر بحملات التوعية طيلة أيام السنة وليس فقط برامج احتفالية ومؤتمرات.

اين دور بطيرم؟!

بدوره د. إبراهيم حربجي مدير مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة والذي سيشارك في المؤتمر قال: كمدير لمستشفى العائلة المقدسة في الناصرة اتخذت نهجا بالتعاون مع كافة المؤسسات والأطر التي تعنى بسلامة الصحة في مجتمعنا ومؤتمر مؤسسة بطيرم من اجل عالم آمن للأطفال والذي سيعقد يوم 30 نيسان بالتعاون مع بلدية الناصرة ومستشفيات الناصرة له أهمية خاصه اذ ان الهدف منه الكشف عن المعطيات السنوية بالغة الخطورة للحوادث التي يتعرض اليها أطفالنا في المجتمع العربي مقارنة مع حوادث الوسط اليهودي .

وتابع: ويهمني هنا ان ابين دور مستشفى العائلة المقدسة من خلال طواقمه الطبية والتمريضية في نشر الوعي الصحي للنوادي وطلاب المدارس وكافة المجموعات لأننا نؤمن بان درهم وقاية خير من قنطار علاج مشاركتنا هذا العام تتمثل في محاضرة قيمه حول موضوع "حوادث الغرق وطرق علاجها والوقاية منها" يقدمها الطبيب المختص نزار سعد مدير قسم الخدج في المستشفى. كلنا شركاء في تحمل المسؤولية بالتعاون مع مؤسسة بطيرم والمستشفيات والسلطات المحلية من اجل حياة آمنه لأطفالنا

طريقة عملهم لا تكون مع السلطات المحلية بشكل مباشر

مضر يونس رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية اكد بانه لم يكن هناك تعاون او ترتيب بين مؤسسة بطيرم وبين اللجنة القطرية مشيرا الى انه كرئيس سلطة محلية كان من المتوقع ان تكون هناك جلسة بينه وبين المؤسسة الا ان بطيرم اكدت حينها ان طريقة عملهم لا تكون مع السلطات المحلية بشكل مباشر. كما قال يونس ل "بكرا".

بطيرم تعقب!

وقد توجهنا الى بطيرم وبصعوبة استطعنا الحصول على تعقيب الذي وصلنا مكتوبا بالعبرية ونترجمه لكم: تعمل منظمة سلامة الأطفال منذ 25 عامًا تقريبًا من أجل الحد من اصابة جميع الأطفال في المنزل، وعلى الطرق ، وفي المؤسسات التعليمية وفي المجال العام. تعمل المنظمة كمنظمة غير ربحية وتستثمر موارد كبيرة في تعزيز سلامة الأطفال الإسرائيليين ، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو مكان الإقامة. كجزء من أنشطتنا ، نقوم بتشغيل قاعدة البيانات الوحيدة في إسرائيل التي تتتبع بيانات إصابة الأطفال. وفقًا للبيانات الواردة من التقارير والدراسات التي نجمعها ، فإننا نقوم بإجراء العديد من أنشطة المعلومات والتدريب التي تهدف إلى تغيير ثقافة السلامة في المجتمع ككل.

وتابعت:في السنوات الأخيرة ، حددت بطيرم هدفًا استراتيجيًا لتعزيز سلامة الأطفال في المجتمع العربي ومنع إصابتهم في الحوادث. يتم تنفيذ هذا القرار في الممارسة العملية في البرامج المختلفة التي تديرها المنظمة. تنقسم الأنشطة التدريبية للمنظمة إلى ثلاثة مجالات: الشمال والجنوب والوسط - حيث يتم تكييف منطقة النشاط بأكملها لسكان المنطقة. يتم تنفيذ جزء كبير من أنشطتنا بالتعاون مع الهيئات الأخرى - المستشفيات والسلطات المحلية والمؤسسات التعليمية ومختلف المنظمات الحكومية ومنظمات القطاع الثالث.

وتابعت: توظف المنظمة حوالي 40 عاملاً من المجتمع العربي ، بالإضافة إلى متطوعين محليين يختارون العمل بكل قلوبهم لمساعدتنا في إنقاذ حياة الأطفال. في العام الماضي ، على سبيل المثال ، فازت مجموعة من المتطوعين بجائزة وزير الرفاه للمنظمات التطوعية وتم تكريمهم في الكنيست من قبل الوزراء وأعضاء الكنيست من مختلف الأحزاب العربية واليهودية. بالإضافة إلى مخاطبة الجمهور ، تعمل المنظمة أمام مهنيين في مجالات الصحة والتعليم والرفاهية ، وتفعل الكثير لإثراء معارفهم في مجال السلامة ، بما في ذلك في المؤتمرات المهنية ، على غرار تلك التي عقدت هذا الأسبوع في الناصرة من قبل المستشفيات الثلاثة (الإنجليزية والفرنسية والإيطالية).

ونوهت: كجزء من أنشطتها الدعائية، نشجع الحملات والأنشطة الإعلامية والأنشطة الرقمية باللغة العربية. تتكيف الأنشطة الإعلامية مع احتياجات المجتمع العربي وعاداته ويديرها كبار المهنيين العرب. جميع أنشطة المنظمة تؤتي ثمارها ، وفي العام الماضي شهدنا انخفاضًا في نسبة الأطفال العرب الذين يموتون متأثرين بجراحهم ، نسبةً إلى معدل وفيات الأطفال اليهود. في الماضي ، كان خطر وفاة طفل عربي بجروح أعلى بثلاثة أضعاف من خطر وفاة طفل يهودي ، وفي عام 2018 ، كان خطر وفاة طفل عربي في حادث أعلى بمقدار 1.5 مرة من خطر وفاة طفل يهودي. من الواضح أنه لا يزال أمامنا طريق طويل حتى تصبح هذه الإحصائية اتجاهًا إحصائيًا ، وخاصة - حتى نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال.

واختتمت: تتعاون بطيرم بسعادة مع أي شخص مستعد للعمل بحسن نية وبفهم لأهمية الموضوع لتعزيز سلامة الأطفال. لسوء الحظ ، نواجه أيضًا عوامل ، بدلاً من الإشادة بما يجري ، مشغولون بمحاولة محاصرة كل ما يجب القيام به. هذه العوامل تشكل عقبة في بعض الأحيان ، لكنها لن تردعنا وستمنعنا من مواصلة عملنا المهم المبارك لجميع الأطفال ومن أجل مستقبل أكثر أمانًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]