تعمّ اللد خاصّة والمجتمع العربي عامّة، حالة من الخوف لتفشّي العنف والجريمة ضد النساء.

وقتلت منذ مطلع العام كلّ من: آية سعيد مصاروة، وسوار قبلاوي، وديانا ابو قطيفان، وسوزان وتد ونجلاء العموري.

ويتساءل الجميع عن دور الرجال في مكافحة العنف ضدّ المرأة وكيف يمكن المساهمة في ذلك؟

ما اكرم النساء الا كريم وما أهانهن الا لئيم

الشيخ كامل ريّان أجاب على هذا السؤال قائلا لـبكرا:" " ما اكرم النساء الا كريم وما أهانهن الا لئيم" صدق رسول الله ان كانت إهانة المرأة الأم او الأخت او الابنة او الزوجة هو لؤم ومنقصة في حق الرجال فما بالك بالذي لا يعمل كل ما بوسعه من اجل حمايتها وإكرامها وإنقاذها من الوأد النسوي الذي نشاهده في الأونة الأخيرة وأعتقد أنّ كلّ من يساهم بشكل مباشر او غير مباشر بعدم وقف هذا المسلسل البشع بحق المرأة العربيّة في البلاد أوّلاً هو عديم الرجولة والنخوة والانسانيّة وانه جزء لا يتجزأ من منظومة الشر والعدوانية التي تستهدف تشتيتنا وتفريقنا وشطبنا من الوجود العربي والفلسطيني والاسلامي في هذا الوطن لأنّه لا كرامة ولا شهامة ولا نبل من غير وجود نساء ماجدات حرائر بجانبنا لنجتاز سوية ظلم الظالمين وعبث العابثين".

وأضاف:" لا يمكن لنا أن نمنع الجريمة القادمة من النساء الا بالتوعية والتوجيه والترشيد بأنّ لا قيمة لنا بل لا وجود لنا الا بوجود نساء عزيزات كريمات عاملات احرار بجانبنا وأن نصوّب سهامنا مباشرة نحو بؤر الجهل والتخلف والظلم التي تريد أن تكون النساء لا شيء في المجتمع تارة وتارة اخرى تريدها منقطعة مبتورة من مجتمعها تحمل فكراً ونهجاً غريبا ودخيلاً علينا".

وأنهى حديثه بالقول:" نحن لا نريد ذاك ولا ذاك وانما نريد من المرأة شراكة تامّة في بناء مجتمع لا يحيد عن منطلقاته وثوابته ومقوّمات وجوده".

من ناحيته، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا:" من يمارس العنف ضد النساء هم الرجال، والأسباب متعددة، منها إجترار ثقافة القمع القديمة التي وضعت المرأة على مدار أجيال في مكانة أقل من مكانة الرجال، للمحافظة على المكاسب التي يحظى بها الرجال، وبالأساس استمرار السيطرة والهيمنة في المجتمع".

النضوج

وتابع:" دور الرجال، وليس فقط الذكور، هو اولاً النضوج للرجولة الحقيقية التي يجب ان يكون من خلالها تحمل المسؤولية لهذه المشكلة التي لن تختفي لوحدها. فالواجب هو ضبط تصرفات الرجال، وزيادة حجم الحيّز المجتمعي الذي تشغله النساء في مجتمعنا".

واختتم كلامه قائلا:" منع الجريمة القادمة يأتي من خلال تدخل الرجال الآخرين في المجتمع، ولجم العنيفين في المراحل المبكرة من عنفهم، وعدم الانتظار حتى تفاقم المشكلة. تدخل الأخ مع أخيه وألأب مع ابنه والجار لهدف تثقيف قريبهم للمسار الصحيح. المنع يبدأ عند المعرفة بنية شخص القيام بجريمة، او نيته بقمع اخته او ابنته او زوجته".

قضية مجتمع

بدوره، قال المحامي رضا جابر لـبكرا:" قضية المرأة وحقوقها هي قضية المجتمع ويتم التقدم بها بجهد متواصل يشارك فيه الرجال والنساء سوية. ولكن على الرجل تقع مسؤولية خاصة لانه استحوذ القوة والسلطة بذكوريته بمجتمعه".

وزاد:" لذلك على الرجل ان يعي بأن التعامل مع مبدأ السلطة والقوة في البيت والمجتمع هو بشراكة المرأة وانه اذا رفض ذلك، وهو ما زال يرفض، فان النتيجة هي تمزيق مجتمعنا. في هذا العالم المتغير المرأة العربية تريد حريتها ومكانتها وهذا الموضوع يجب ان يجد صيغة الوئام فيه وهي حتمية ستحصل".

وخلُص كلامه بالقول الى انّ:" ذا الاساس اعادة صياغة علاقة السلطة والقوة بين الرجل والمرأة الى شراكة فيها وليس منافسة وهي عملية اجتماعية تحصل بالتوعية ونضال مشترك للرجل والمرأة الذين يرون بهذه الشراكة أهم مشروع لبناء مجتمعهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]