مع أول أيام شهر رمضان المبارك، الذي ننتظره كل عام على أحر من الجمر، ونحن ندعو الله تعالى أن يكون شهر خير وسلام وسلامة وأمان للجميع، تأتي أصناف من الناس تعشق الشر ولا يمكنها أن تحيا إلا داخل مستنقع الجريمة الآسن، وإلا إذا أشعلت الحرائق، ولا يهنأ لها عيشٌ دون أن تعكر صفو حياتنا، لتطلّ علينا بجريمة قتل جديدة، يسقط ضحيتها مواطن بريء، كانت جريمته أنه مرّ من المكان الخطأ في التوقيت الخطأ!! وهكذا يدفع الأبرياء حياتهم ثمنا لانتشار الجريمة والعنف وانشار السلاح في أيدي المجانين، الذين يستخدمونه للترويع والقتل وسفك الدماء باعتبار أنه وسيلتهم الوحيدة لحل مشاكلهم، وتصفية حساباتهم.

إن انتشار السلاح في أيدي الحمقى والأغبياء والمجانين لا بد أن يوضع له حدّ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتفنا جميعا، ووقوفنا صفّا واحدا في وجه تلك الحفنة القليلة التي لا تمثل مجتمعنا ولا أخلاقنا ولا عاداتنا، حفنة تجردت من الرجولة والشهامة والمروءة، وتسعى إلى تخريب المجتمع وإفساده وبث الرعب بين أبنائه، طمعا في المال الحرام، والسيطرة على عالم الجريمة والسوق السوداء والخاوة من خلال استخدام السلاح لتصفية الحسابات.

كذلك فإننا نحمّل مسؤولية انتشار السلاح وهذه الفوضى الدامية التي تعصف بمجتمعنا، للجهات الرسمية، وخاصة جهاز الشرطة، وبقية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ذات الصلة، والتي نعرف تماما أنها تستطيع – إذا شاءت- أن توقف هذا النزيف، ولكن يبدو أن هناك من له مصلحة كبرى في استمرار هذا الوضع المأساوي الذي يعاني منه مجتمعنا، كيما تسهلُ السيطرة عليه.

كما ننبّه إلى أن استهداف الأسرة العربية الفلسطينية بوسائل شيطانية مختلفة، ومن خلال خطط وبرامج مدروسة، من أجل تفكيكها وإبعاد أفرادها عن الطريق السويّ، يجب أن يضيء أمامنا ضوءا أحمر، وشارة تنبيه إلى ضرورة الاهتمام والتركيز على تربية الأبناء تربية سليمة، ونشر القيم الأخلاقية الرفيعة، ونشر روح التسامح والتعاضد ونبذ العنف بين أبناء البيت الواحد والعائلة الواحدة، والحي الواحد والمجتمع الواحد.
إننا نشجب بكل لغة وبكل لهجة ونعبّر عن غضبنا الشديد لتلك الجريمة التي وقعت أمس الاثنين، وسقط ضحيتها المواطن النصراوي توفيق زهر، ونتقدم بتعازينا القلبية لأسرته وأقاربه وذويه، وندعو إلى معاقبة المسؤولين عن ارتكاب الجريمة؛ ونقصد من أطلق النار ومن أرسله ومن زوده بالسلاح، ومن ساعده على ارتكاب جريمته. وإننا في نفس الوقت ندعو إلى وقفة جديّة من الجميع لوضع حد لهذا الملف النازف، من خلال منع انتشار السلاح، ومصادرة السلاح المنتشر، وهذه وظيفة الأجهزة الأمنية المختصة، التي يفترض أنها تعرف مكان كل قطعة سلاح، ومن يبيع ومن يشتري وكيف ومتى وأين؟؟؟

كفى عنفا، كفى قتلا، كفى سفكا للدماء.. كفى فسادا وإفسادا وتخريبا...
لنقف صفا واحدا في وجه الجريمة بكل أشكالها، والمجرمين بكل أنواعهم..
نريد مجتمعا نظيفا خاليا من العنف والسلاح ومن كل أسباب السقوط والخراب.
مع الاحترام: لجنة العمل الدعوي – الناصرة
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]