ما زالت تداعيات الانسحاب الاميركي من الإتفاق النووي عام 2018 تثير الكثير من التحليلات لمرحلة ما بعد الإتفاق النووي، خاصة بعد القرارات التي تبعت الإنسحاب، ومنها استئناف كل العقوبات المفروضة على إيران بما فيها العقوبات تجاه الدول التي تتعاون معه، فيما أعلنت إيران مؤخراً تعليق بعض التزاماتها الواردة في الإتفاق.

وفيما تواجه واشنطن تحديات كثيرة لإقناع الدول الـ5 بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بان تحذو حذوها، اتخذت موسكو منحى آخراً.

وفي جديد التصريحات، أكد الكرملين أن روسيا لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني منددا بـ"الضغط غير المنطقي" الذي دفع طهران إلى تعليق بعض تعهداتها في إطار الاتفاق التاريخي.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "التزام" موسكو بالاتفاق منددا ب"القرارات الاعتباطية وغير المدروسة التي مارست ضغطا غير منطقي على إيران".

موسكو ستنفذ كل التزاماتها 

بدوره، عبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن ثقته بأن موسكو ستنفذ كل التزاماتها وفق اتفاق إيران النووي، معلناً عن تعليق طهران لبعض التزاماتها الواردة في الاتفاق الموقع مع القوى الكبرى عام 2015.

وقال ظريف في كلمة ألقاها أثناء فعاليات في السفارة الإيرانية لدى موسكو: "إننا جاهزون للدفاع عن حقوقنا. لكن الوقت حان لأن ينفذ المجتمع الدولي التزاماته. واثق بأن تتصدر الحكومة الروسية في هذا المجال".

واتهم ظريف الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران بـ"عدم الوفاء بأي من التزاماتها" بعد انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق. وقال ظريف في ختام لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إنه بمعزل عن الصين وروسيا فإن "الدول الباقية الموقعة على الاتفاق لم تف بأي من التزاماتها" بعد الانسحاب الاميركي، مشير الى المانيا فرنسا والمملكة المتحدة، الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق.

تعليق دولي 

بريطانيا بدورها وصفت تعليق إيران العمل بالتزامات في الاتفاق النووي بـ"الخطوة غير المرحب بها".

أما المانيا، حضت إيران على الالتزام بالاتفاق النووي وقال المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل شتيفن سايبرت، إن برلين تريد الحفاظ على الاتفاق مضيفا "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملا من إيران أيضا".

وأبلغت السلطات الإيرانية في وقت سابق سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا في طهران بقرارها حول "وقف تنفيذ جزء من التزاماتها " في إطار الاتفاق حول برنامجها النووي. كما قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إنه يمنح مهلة 60 يوما للدول الأوروبية لإجراء محادثات حول اتفاق إيران النووي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]