يزداد مصروف العائلة العربية بشكل ملحوظ في شهر رمضان المبارك، وذلك رغم أن عدد الوجبات في الأيام العادية 4 أو 3 أما في رمضان وجبتين "السحور والفطور"، زد على ذلك الذهاب إلى المطاعم والمقاهي وكل هذه الأمور لا نستطيع القيام بها في النهار مما يقلل من المصاريف نسبيا.

وكما هو معلوم في شهر رمضان من كل عام تكثر المبيعات والمواد الغذائية، وتكثر معها الإعلانات في كل مكان في التلفزيون والراديو والمواقع الاخبارية، وصور الاعلانات تملأ الشوارع، وتقوم بعض الشركات بتخفيض أسعار منتجاتها حتى تكسب أكثر عدد من الزبائن.

تقول سماهر خطيب، وهي أم وربة منزل: "أن الحاجيات هي نفسها في كل الأيام وليس هنالك اختلاف، لكنني أعتقد أن المصاريف تزداد تحديدا للعزائم فرمضان شهر كريم ولمّة العيلة تكون فيه أساسية، لذلك تكثر أنواع الطعام بحسب ما يحب كل فرد فالجميع صائم ويود أن يأكل طعامه المفضل".

المشتريات تكون في النهار

بشار خمايسي صاحب سوبر ماركت من كفر كنا قالمن المعلوم أنه بسبب الصيام تقل كميات الطعام لكن بالمقابل المشتريات تزيد، وهذا تبذير؛ والسبب وراء ذلك هو العقل الباطني أثناء الصيام يعتقد الانسان أنه سيأكل أكثر من المعتاد فيقوم بشراء الكثير من منتجات الطعام ولكنه بالحقيقة عكس ذلك، لذلك نحن نرى أن الزبائن تكثر في النهار حتى لو كانت طلباتهم أشياء بسيطة أما في الليل بعد الفطور أي بعد الشبع تكون الحركة قليلة جدا".
وأضاف خمايسي: "دوافع أخرى لزيادة المصاريف مثل الهدايا والتبرعات والزكاة فيأتي أحدهم لشراء هدايا لزيارة الأرحام، وآخرون يدفعون المال لشراء طرود غذائية للمحتاجين".

إمكانية التوفير

مدقق الحسابات والمستشار الاقتصادي، منتصر خطيب، قال: أن الوضع الطبيعي خلال الصيام أن تقل المصاريف، فرمضان بمفهومه الأصلي هو الصبر على ما نشتهي، لكن ما يحصل فعليا هو العكس بسبب ظهور بعض المنتجات والحلويات الرمضانية، بالإضافة إلى أن معظم العائلات تقوم بشراء حاجياتهم في ساعات العصر أي عند قمة الجوع بالتالي يؤدي شراؤهم الى منتجات ليسوا بحاجة لها، وهذه معضلة أخرى نعاني منها فالاهتمام بالمظاهر والقشور والتخلي عن الجوهر يؤدي الى الإسراف".

وتابع خطيب: "في رمضان هنالك فرصة للتوفير عندما يقوم رب الأسرة بالتخطيط السليم، فيكتب حاجيات البيت ويحددها قبل الشراء، ويقلل من شراء الحلويات التي معظمها تذهب الى سلة المهملات وتكون زيادة لا داعي لها، وأن يتجاهل العروض والتخفيضات حتى لا تؤثر على العقل الباطني لأن هدف العروض هي الربح عن طريق بيع الكثير في أمور زائدة لست بحاجة إليها".

وأخيرا أن يذهب للشراء في ساعات الليل بعد الإفطار وأن يتم الدفع نقدا حتى يعرف جيدا المبلغ المطلوب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]