تعج مواقع التواصل الاجتماعي في المناطق الفلسطينية بتعليقات ما بين مؤيد ومعارض، بعد أن وزعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، كتيبا عن الرئيس محمود عباس بعنوان «قدوتنا رئيسنا». وما بين مؤيد وساخر من الخطوة، نشر الكثير من التعليقات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يجد فيها الناس ملاذا للتعبير عن آرائهم السياسية والاجتماعية.

بداية القصة كانت بإعلان وزارة التربية والتعليم إطلاق الكتيب «قدوتنا رئيسنا»، ضمن مبادرة بعنوان «لأجل فلسطين نتعلم»، ويشمل الكتيب اقتباسات من كتب للرئيس عباس، وذلك بحضور الوزير مروان عورتاني، وأمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وعدد آخر من الوزراء والمسؤولين.

آراء ما بين معارضة ومؤيدة للكتيب

خلال الاحتفال الذي حضرة ممثلون عن الطلبة، أشاد عورتاني بأهمية هذه المبادرة في تنمية مهارات الطلبة الإبداعية لـ«إبراز الهوية الوطنية». وأكد على ضرورة وجود «توجه مزدوج للمزج بين البعد الوطني والمعرفة». أما الدكتور عريقات، فأشاد بمواقف الرئيس الثابتة التي تعكس التفاف الشعب الفلسطيني حولها، مؤكداً على دور العلم في الارتقاء بالأمم والشعوب من خلال خلق المبادرات التي تنم عن الإبداع والتميز.
لكن بعد الانتهاء من الاحتفالية، لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل فتح مواجهة جديدة في مواقع التواصل الاجتماعي ما بين المؤيدين للفكرة من أنصار وأعضاء حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، وما بين المعارضين سواء لنهج السلطة الفلسطينية، أو من خصوم فتح السياسيين.
أحد المتابعين للقضية كتب معلقا على حديث الأحمد خلال الاحتفالية التي أكد فيها أن الرئيس أصدر قرارا بإعادة طباعة الكُتيّب وتوزيعه على كافة المؤسسات التعليمية في الوطن، بالقول «هل يكون على غرار الكتاب الأخضر للقذافي».

وكتبت سلمى الريس تدوينة على موقع «فيسبوك» منتقدة الكتيب جاء فيها «قدوتنا رئيسنا، عنوان عميق لكتاب عميق عن اقتباسات عميقة من الأفكار العميقة للزعيم العميق للشعب اللي نصه حريق ونصه غريق».

فيما علقت شذا حنايشة على الموضوع ساخرة بـ«ممكن ترجعونا عالمدرسة، مش عارفة كيف رح نقدر نتعايش مع الأجيال القادمة الي رح تستفيد من التطور الكبير في المنهاج الفلسطيني الجديد!»، وتابعت «مش قادرة اتخيل كيف بدنا نتأمل خير بوزير التربية والتعليم وهو أول قرار أخذه أنه يضيف عالمنهاج كتيب اسمه «قدوتنا رئيسنا» ليجبر الطلاب يتعلموا ويحفظوا اقتباسات للرئيس»، وأنهت التدوينة تقول «لحسن حظ الطلاب أن خطابات الرئيس كلها مكررة مش رح يتغلبوا كتير بالحفظ».

وتناقل آخرون تدوينة جاء فيها من باب التهكم على الكتاب «الوحدة الأولى تمهيد، الدرس الأول: التنسيق الأمني مقدس، الدرس الثاني: كيف ترضى عليك اسرائيل، الدرس الثالث كيف تعمل لتحوز على ثقة الإسرائيليين».

في مقابل ذلك دافع آخرون عن إصدار الكتيب، بالتأكيد على شموله على ما يفقد الطلبة، وكتبت أحلام بهجت «صاحب النظرة الثاقبة، قدوتنا رئيسنا».

وكتب الدكتور رياض الغرابلي مدافعا «قدوتنا ورئيسنا وتاج راسنا ورمز شرعيتنا ومفوضينوا (نفوضه) على أعمارنا وحالنا ومالنا».

وجاء في تدوينة على الصفحة الرسمية لحركة فتح أن الكتاب يشمل اقتباسات من كتب للرئيس عباس، وأنه يأتي ضمن مبادرة «لأجل فلسطين نتعلم».

المصدر: القدس العربي
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]