تكثر الاسئلة مع حلول كلّ شهر رمضان في جواز الصيام عند مرضى السكّري أو لا ومدى الخطر الذي يواجهونه في حال اتّخذوا قراراً بالصيام.

ويتساءل مرضى السكّري عن الحالات التي يُباح ويمنع فيها صيامهم.

كان لـ"بكرا" هذا الحوار المطوّل مع جولي مع ابو سالم جمّال - اخصائيّة تغذية علاجيّة مؤهلة من وزارة الصحة ومؤسسة عيادات Refresh لاتباع نمط حياة صحّي، التي قدّمت عدد من النصائح لمرضى السكّري فيما يتعلّق بصيامهم: "التوصيات عامة لمريض السكّري هي عدم الصوم، ولكن هناك حالات التي يُسمح بها الصوم في حال كان الوضع الصحي يسمح بذلك، لذا يتوجب استشارة طبيب العائلة او الطبيب المختصّ بالسكري الى جانب ممرضة واخصائيّة تغذية لاتخاذ قرار لامكانية الصوم وبالتالي لترتيب الادوية، متابعة نسب السكر وملائمة البرنامج الغذائي بطريقة شخصية".

وأضافت:" مراجعة اخصائية التغذية مهمة لترتيب الوجبات والعناصر الغذائية بهدف الصوم اثناء شهر رمضان بطريقة آمنة وموازنة السكر ومنع حالات ارتفاع او هبوط بمستوى السكر".

وأردفت:" لماذا ليس بمقدور الجميع الصوم؟ لأن هناك عوارض سلبية التي من الممكن أن تصيب مرضى السكّري مثل: ارتفاع بمستوى السكّر أو انخفاضه والذي من الممكن ان يشكل خطرا على حياة الصائم، حالة جفاف، تخثّر بالدم وتفكّك بكتلة الحوامض الدهنيّة (كيتواتسيدوزيس) الغير مرغوب بها. لذا من المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار بالصوم او لا، بغضّ النظر عن وجود التزام ديني تجاه قضية الصيام فالالتزام الطبّي ترجح كفّته دائماً وفي حال عدم ملاحظة ايّة مخاطر فعندها يُباح الصيام وبعد موافقة الطبيب، اذ ان على المريض مراقبة السكّر خلال ساعات النهار وما بعد الظهر لفحص اذا كان مستوى السكر متوازن او في المجال الذي حدّده الطبيب".

وقالت:" في حال وصل مستوى السكر خلال النهار الى نسب ما تحت السبعين ملغرام او اعلى من ٣٠٠ ملغرام فيجب الافطار وإلغاء الصيام. للتنويه ان فحص السكّري لا يبطل الصيام.من المهم بالذكر انه يمنع منعاً باتّاً صيام الامرأة الحامل التي تعاني من سكّري حمل او أشخاص الذين يعانون من سكّري من النوع الاول ويعالَجون من خلال مضخّة الاينسولين واشخاص يعانون من فشل كلوي، فعليهم اولا استشارة الطبيب".

ترتيب البرنامج لمرضى السكري

شدّدت الاخصائيّة في حديثها على:"اهمية وضرورة استشارة اخصائيّة التغذية لترتيب برنامج غذائي آمن والذي يحافظ على نسب سكر متوازنة. بالاضافة، من المهمّ ممارسة الرياضة بجهد خفيف حتى معتدل بالاخص بعد وجبة الافطار (مثل المشي، التمارين الخفيفة او حتى صلاة التراويح التي تُعتبر رياضة) اذ انها تحافظ على مستوى سكّر متوازن، وكما يُقال "الحركة بركة". على الجميع تجنّب ممارسة الرياضة بجهد عال بالاخص قبل الافطار وذلك لامكانية حدوث حالة جفاف وارتفاع بمستوى السكّر، وضع غير مرغوب فيه عند مرضى السكّري".

وجبة الإفطار

وعرّجت الى وجبة الإفطار في رمضان قائلة:" من حصل على موافقة طبية بالصيام فيُنصح بتقسيم وجبة الإفطار الى جزئين: الجزء الأولّ والذي يتم به كسر الصيام بفاكهة، التي تمد الجسم بالطاقة لاحتواءها على سكّر بسيط، ومن وبعدها وجبة خفيفة مثل شوربة الخضار التي تساهم على الشعور بالشبع وعدم المبالغة في كمية الطعام المستهلكة. اما بالنسبة الى الجزء الثاني من الوجبة فانه من المهم ان تكون مكونة من ثلاثة عناصر غذائية: بروتينات (وجبة لحوم/ دجاج/ حبش او بقوليات/قطنيات)، ومن المحبّذ أن تكون طريقة الطهي بالشوي او بالفرن وليس القلي لإختصار سعرات حراريّة".

وأسهبت:" العنصر الثاني: النشويات المركبة (مثل الارز، البرغل، الفريكة، البطاطا، المكرونة من الطحين الكامل، الخبز من الطحين الكامل)، والعنصر الثالث الا وهو الخضار والذي يوفر الشعور بالشبع، يساعد عملية الهضم ويساهم بتوازن نسب السكر. أنصح بالامتناع عن المعجنّات لانها تحتوي على الدهون المشبعة الغير محبذة والطحين الابيض الذين يرفعوا من الوزن وبالتالي يؤثروا بطريقة سلبية على نسب السكر والدهون في الدم ومن المهم الامتناع عن الحلويات لانها ترفع مستوى السكر والمحافظة على تجنّب استهلاك العصائر وتفضيل الماء لارواء العطش ومنع حالة جفاف".

وتطرّقت الى وجبة السحور قائلة: "على وجبة السحور أن تتضمّن ايضا العناصر الثلاث (البروتينات، النشويات المركبة والخضار) للشعور بالشبع ولمنح الطاقة للجسم، الامتناع عن الغذية الغنية بالملح لمنع الشعور بالعطش (كالأجبان المالحة، المكابيس، المكسرات المُملحة والمكسرات). مثال لوجبة سحور يُنصح بها لمرضى السكري: خبر من الطحين الكامل + منتوجات حليب قليلة الدسم والملح/ بيض + خضار وممكن دمج زيوت نباتية التي تساهم بالشعور بالشبع كالطحينة/حلاوة من دون سكر، بالاضافة الى الماء".

وأكدت جولي على انّه: "يتوجب استشارة الطبيب ايضا لمن يعاني من أمراض القلب قبل اتخاذ قرار الصيام. بشكل عام ينصح بعدم الصيام لمن يعاني من مرض السكّري والقلب"

واختتمت حديثها: "على الجميع معرفة أن وجبات غنيّة بالنشويّات ستردي الى الشعور بالجوع في اليوم الثاني، لذلك من المهم عدم المبالغة في كميّة النشويات وان دمج البقوليات ضمن الوجبة يساهم بالشعور بالشبع لفترة زمنيّة أطول".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]