ليس سرًا أنّ إسرائيل علّقت آمالًا عريضة على مسابقة الأغنيّة الأوروبيّة (“يوروفيجن”)، التي تختتم في تل أبيب مساء السبت، لاستقطاب عدد كبير من السياح الأجانب، وللفت الأنظار أوروبيًا، إذ إنّ هذه المسابقة، هي الأكثر مشاهدة في أوروبا سنويًا، بالإضافة إلى الترويج لنفسها بالصورة التي تريدها، التي نجحت حملة المقاطعة بمحاربتها في الأعوام الأخيرة.

وليس سرًا، كذلك، أنّ الـ”يوروفيجن” شكّل عاملًا مهمًا في كبح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، مطلع أيّار/ مايو الجاري، رغم النفي الإسرائيلي الرسمي، حيث لم ترغب الحكومة الإسرائيليّة أن تنقل وسائل الإعلام الدولية مشاهد للمتسابقين والسّيّاح، وهم يهرولون هربًا من الصواريخ الفلسطينيّة المنطلقة من قطاع غزّة، بدلًا من مشاهدهم وهم يرقصون طربًا.

واعتقد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، أن إلغاء المسابقة سيشكّل ضربة لصورة إسرائيل وسيكون له تأثير على مسابقات مستقبليّة دوليّة كبيرة في إسرائيل.

غير أن رياح الـ”يوروفيجن” جاءت بعكس ما اشتهى الإسرائيليّون.

فعلى عكس التوقعات التي نشرتها بلديّة تل أبيب، العام الماضي، بعد فوزها بتنظيم المسابقة، بزيارة 20 ألف سائح أجنبيّ للمدينة خلال أسبوع المسابقة وحده، زار المدينة ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف سائح، منهم ما يقارب الـ1500 صحافي، بحسب تقديرات مدير اتحاد الفنادق في تل أبيب، عوديد غروفمان، نقلتها عنه القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي.

وقامت فنادق تل أبيب، خلال الفترة الماضية، برفع أسعار غرفها بأكثر من ضعف، استعدادًا لسيّاح الـ”يوروفيجن” الأوروبيين، غير أن معظم هذه الغرف بقي فارغًا. ويعزو غروفمان ذلك إلى المبالغة في تقدير أعداد السيّاح الوافدين قياسًا إلى مدن أوروبيّة أخرى.

وكلّف تنظيم الـ”يوروفيجن” قرابة 200 مليون شيكل، دفعت هيئة البث الرسميّة منها 110 ملايين شيكل، في حين استثمرت بلديّة تل أبيب عشرات ملايين الدولارات، وكذلك وزارة السياحة، لكن عوائد هذه الاستثمارات ما زالت غير واضحة.

وذكرت صحيفة “هآرتس” السبت أن “ما بدأ بتوقعات مرتفعة وخطط لبناء مدينة خيام ضخمة لإيواء ألفي سائح، انتهى بغرف فارغة، وبانهيار أسعار وبمجموعة صحافيين تركوا تل أبيب إلى البحر الميّت ليمّرغوا أنفسهم بالوحل”.

وانطلقت في أوروبا والعالم دعوات واسعة من منظمات وحركات حقوقيّة لمقاطعة الـ”يوروفيجن” على اعتبار أنه يساهم في تلميع صورة نظام الأبرتهايد الإسرائيلي، كما كتب على لافتات متظاهرين قبالة مقرّ عقد المسابقة.

وتحاول إسرائيل، بالتركيز على غلاء تل أبيب، لفت الأنظار عن نجاح هذه الدعوات في الحيلولة دون مشاركة واسعة في المسابقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]