ساعات حاسمة تشهدها الساحة السياسية الإسرائيلية حيث يترقب المعظم سواء المستوى السياسي الإسرائيلي او جهات خارجية إمكانية تشكيل حكومة جديدة من قبل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بعد ان اوعز له رئيس الدولة بهذه المهمة في اعقاب فوز حزبه الليكود بالانتخابات الأخيرة والحصول على أكبر عدد من المقاعد.

زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" افيغدور ليبرمان كعادته يتخذ التعنت موقفا ويرفض التنازل عن مطلبه المتعلق بتجنيد المتدينين اليهود في الجيش ما يرفضه نتنياهو خوفا من خسارة أحزاب يهودية متدينة يمينية تدعمه في ائتلافه وخوفا من خسارة أصوات يمينية أيضا ما يضع نتنياهو في مأزق حقيقي، فمن ناحية هناك ليبرمان المعروف بصلابة مواقفه وحدتها وجدية قراراته وأيضا هناك الطرف المتدين من القضية، وبالتالي يمنعه من تشكيل حكومة إسرائيلية متينة حتى اللحظة، علما ان مراقبون يرون ان نتنياهو معروف بمراوغته وسيتمكن من تحقيق الهدف لو في اللحظة الأخيرة كما جرى سابقا، ومنهم من يرى ان نتنياهو يتعمد الذهاب الى انتخابات جديدة للابتعاد قدر الإمكان عن كل مسألة التحقيقات في قضايا الفساد المعروفة ضده خصوصا وانه يعلم جيدا ان حزبه سيفوز مرة أخرى في الانتخابات في حال تم إقرار اعادتها، وانه وقع على اقتراح قانون حل الكنيست، والذي وافق عليه ليبرمان أيضًا، ويذكر أن هذه هي القراءة الأولية لاقتراح القانون، فيما يجب أن يعبر بالقراءتين الثانية والثالثة قبل تنفيذه، في حين يرى اخرون الصورة بطريقة أخرى، اليكم بعض السيناريوهات من محللين وناشطين سياسيين ل "بكرا".

كل قرار هو مفترق طرق لوضع خارطة سياسية جديده في إسرائيل!

اليف صباغ خبير في الشأن الإسرائيلي قال: في تقديري ان كل الاحتمالات واردة، ولكن في كل الحالات كل قرار سيشكل مفترق طرق في حياة نتنياهو السياسية وقد يكون مفترق طرق لوضع خارطة سياسيه جديده في إسرائيل، ابعد الاحتمالات في تقديري ان يقبل ليبرمان بالتنازل عن شرط تجنيد المتدينين اليهود وبذلك يشكل نتنياهو حكومة ضعيفة من 65 عضوا قابله للسقوط بين الحين والآخر، الاحتمال الثاني هو اعادة التفويض الى رئيس الدولة وهو يعود بدوره للتشاور مع القوائم البرلمانية وفق القانون ويلقى بمهمة تشكيل الحكومة على عضو كنيست آخر من الليكود او كحول لفان، وفي هذه الحالة اعتقد انه سيتم تشكيل حكومة وحده قومية يشارك بها الليكود وكحول لفان وأحزاب اخرى لا تشمل العرب او اليمين الفاشي وبدون المتدينين ايضا وربما لن تشمل ميرتس ايضاِ، ما يعني نهاية الحياة السياسية لنتنياهو ويعجل من تقديمه للمحاكمة.

وتابع: نتنياهو سيعمل كل شي لمنع هذا السيناريو لذلك نراه مستعدا للاحتمال الثالث وهو الذهاب الى انتخابات جديده على الاوراق تخلط من جديد ويعود بتركيبة جديدة في الكنيست ليشكل حكومة برئاسته. نتنياهو يركز كل اهتمامه اليوم في هذا الشأن لمنع محاكمته. استطلاعات الرأي العام التي تصدر في هذه الايام موجهة لتغليب أحد الاحتمالات. كل حسب مصلحته، وفي نظر نتنياهو هي وسيلة للضغط على ليبرمان.

ليبرمان لا يكترث حقا لقانون التجنيد، لكن اللعبة هي بمثابة فرض سيطرة ليس أكثر


الناشط السياسي ايهاب جبارين عقب بدوره: بداية يجب أن نعي أن لمعضلة تشكيل الحكومة ضلعين أساسيين ليبرمان والأحزاب المتدينة، يتمركز بهم قانون التجنيد. وان كان لباقي الأحزاب الصغيرة كحلون وأتحاد احزاب اليمين طلباتهم الخاصة التي يبرز بها الابتزاز السياسي، ألا انها ليست الكابوس الأكبر لنتنياهو. في حال لم تتشكل حكومة هنالك ثلاث سيناريوهات، أن يتوجه رئيس الدولة للكتلة الثانية (كحلون لافان في هذه الحالة) لتشكيل الحكومة، الا انه ينقصها تشكيل أغلبية. وان يتوجه اليه احد اعضاء الكنيست طالبا تشكيل الحكومة، وهو احد السيناريوهات التي يرى بعض المحللون انه من الممكن أن يقوم به ساعر الليكودي في ظل العداء بينه وبين نتنياهو وهو ما لا يريده نتنياهو بالطبع.

وتابع: السيناريو الثالث هو حل الكنيست والتوجه لانتخابات في غضون ثلاثة أشهر، مبدئيا هذا السيناريو الأحب لنتنياهو في حال لم تتشكل الحكومة، اذ ان اغلب الاستطلاعات الاخيرة لا تشير الى وجود خلل في ميزان قوى نتنياهو او الليكود، من سيدفع الثمن في هذه الحالة هم غالبا الأحزاب الصغيرة والتي لامست نسبة الحسم من فوق، ومن الممكن ان تكون اي انتخابات قادمة بمثابة تهديد لوجودها، وبطبيعة الحال الحديث عن حزب ليبرمان واتحاد احزاب اليمين.

هذه الحكومة ستقوم في الدقيقة التسعين


ونوه قائلا: ليبرمان والذي صعد على الشجرة ولا يدري كيف ينزل منها منتصرا، يحاول أن يفرض "رب بيت" جديد في الساحة الخلفية للسياسة الاسرائيلية والتي يسيطر عليها المتدينون، ليبرمان والذي منذ ان دخل الكنيست حزبه وهو يخسر كراسي في كل مرحلة انتخابية، لا يكترث حقا لقانون التجنيد، لكن اللعبة هي بمثابة فرض سيطرة ليس أكثر.

وأشار قائلا: نتنياهو جاهز لمعظم السيناريوهات لأنها لصالحه، هو وفي ظل ازماته القضائية بحاجة لكسب الوقت، في مراوغات تشكيلات الحكومة اكثر من غيره، مبتعدا عن جلسات الاستماع محاولا ان يسن قوانين تصب في نهاية المطاف في مصلحته الشخصية، ولا استبعد ان تكون عينه في المدى البعيد تنظر الى كرسي رئاسة الدولة، كملجأ اخر من المحاسبة. لذلك فبعكس نتنياهو أي من الاحزاب الصغيرة غير جاهز للخوض في انتخابات جديدة، وهذا ما نراه في الاعلام، اغلبية التلويح بورقة الانتخابات واولها صدرت من الليكود، فغالبا وكما عهدنا نتنياهو في تشكيل حكوماته الاربع السابقة، هذه الحكومة ستقوم في الدقيقة التسعين.

غالبية الأحزاب غير جاهزة وغير معنية بخوض انتخابات جديدة ويستمرون بالضغط على ليبرمان


وقال المحامي والناشط السياسي باسل دراوشة: نتنياهو في وضع لا يحسد عليه، فرغم تمديد المهلة لتشكيل الحكومة الجديدة إلا أنه لم ينجح بتشكيل الحكومة، وهو وحزب الليكود يستعدون لقانون حل الكنيست، الا إذا استطاع باللحظات الأخيرة المتبقية من تذليل العقبات واقناع ليبرمان بالانضمام للحكومة.

وأضاف: الأمانة العامة لحزب الليكود ستجتمع غدا الثلاثاء للتحضير لانتخابات جديدة، وقد تكون هذه من ضمن خطة نتنياهو لإظهار أنه لا يخشى الانتخابات وأنه وحزب الليكود صاحب الحظ الأوفر لتشكيل حكومة جديدة ما بعد الانتخابات المعادة خاصة في ضل الحديث عن خوض الانتخابات بقائمة مشتركة بين الليكود وحزب مولانا برئاسة وزير المالية موشي كحلون.

نتنياهو المراوغ والذي يتقن اللعب في الساحة السياسية سينجح في نهاية المطاف في تشكيل حكومة يمين جديدة


ونوه لـ "بكرا": غالبية الأحزاب غير جاهزة وغير معنية بخوض انتخابات جديدة ولهذا ستستمر الضغوطات في اليمين وخاصة على ليبرمان بالانضمام إلى الحكومة الجديدة. ليبرمان يدرك أنه إذا ما تم إعادة الانتخابات البرلمانية فقد يجد نفسه خارج الكنيست وذلك لأنه في الانتخابات الأخيرة نجح وبشق الأنفس وفي اللحظات الأخيرة في عبور نسبة الحسم، وفيما تم إعادة الانتخابات قد يتهمه اليمين لإفشال تشكيل حكومة يمينية جديدة ويعاقب في الصندوق.

واختتم: تقديم الاقتراح لحل الكنيست وتقديم الانتخابات بواسطة عضو الكنيست من الليكود ميكي زوهر هو وسيلة ضغط على ليبرمان واليمين من أجل الوصول إلى تفاهمات لتشكيل الحكومة. لهذا أعتقد أن نتنياهو المراوغ والذي يتقن اللعب في الساحة السياسية سينجح في نهاية المطاف في تشكيل حكومة يمين جديدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]