تشير المعطيات والتقارير، أن البلاد ستشهد موجة غلاء في الفترة القريبة القادمة، إضافة لحالة الغلاء الموجود، فرغم أن الحد الأدنى للأجور هو 5000 شيكل إلا أنه لم يعد يكفي لمتطلبات الحياة اليومية مثل المأكل وشراء الحاجيات ودفع فواتير الكهرباء والماء.. الخ.

ارتفاع الأسعار وسياسات الاقتصاد

عن أسباب الغلاء قال الخبير الاقتصادي د. وائل كريم: "هنالك أسباب عدة أولها بنية ميزانية الاقتصاد الاسرائيلي لا تكون بشكل مباشر لكل قطاعات المجتمع وتقتصر على الطبقات الغنية أما الطبقات الضعيفة لا تستفيد منها. وهنالك ما يسمى "مجموعات ضغط" مثل المستوطنات وهي مسيطرة على قسم كبير من انتاج المواد الغذائية وهي المواد الأساسية للطبقات الفقيرة فهو يشكل من 30%-40% من دخل الفرد مقارنة بالطبقات الغنية، فالمواد الغذائية تشكل 1%-2% من الدخل والمصاريف؛ فالمشكلة الأساسية تحديدا لدى العائلات الفقيرة هي تكاليف الغذاء فتضطر الحكومة رفع الجمارك على المواد الغذائية لأن هناك منع استيراد حر للأطعمة".

وأردف د. كريم: "من ناحية أخرى فإن الاستثمارات للتركيبة الجغرافية في إسرائيل غالبيتها في مركز البلاد (تل ابيب) أما باقي المناطق تعاني من مشاكل بنيوية اقتصادية ولا يوجد أي اهتمام بها، حتى الان لم يكن هناك إدراك من السياسيين لخطورة الوضع على مستوى غلاء المعيشة للطبقات الفقيرة، وفي الانتخابات الأخيرة لم يتطرقوا إلى موضوع الاقتصاد لا من الأحزاب العربية ولا اليهودية".

مشاكل بنيوية للاقتصاد

يعاني المجتمع العربي من مشكلة اقتصادية كبيرة ومع هذا الغلاء سيزداد بصورة أوضح والسبب أولا هو وجودنا في المناطق البعيدة عن مركز البلاد.

وأوضح بذلك د. كريم: "المجتمع العربي على مر 70 سنة اعتمد على بعض المجالات الاقتصادية والأعمال المحددة مثل: بناء البيوت والعمارات وبناء الشوارع، والمجال الثاني في السياحة والخدمات وهذه إشكالية في الواقع لأن هذه الأعمال متعلقة بالاستثمارات الحكومية وهذا يعني أن الحكومة إذا أرادت أن تقلص الميزانية تبدأ بتقليص ميزانية أعمال البناء والبينية التحتية ما يؤدي إلى عدم وجود فرص عمل للعرب، بالتالي نسبة بطالة أعلى".

واختتم كريم: " أن إدارة الميزانية البيتية في المجتمع العربي غالبا لا تدار بالشكل الصحيح بسبب عدم التفريق بين الكماليات والأساسيات، من أفضل الطرق هي تقسيم الميزانية على مدار السنة، فيوجد مصاريف تسمى بالموسمية مثال في الصيف تكثر المصروفات بسبب السفر وشهر رمضان والأعياد والأعراس.. الخ، والمواطن العربي لم يكن مستعدا لهذا الوضع لأنه يتم صرف الراتب في كل شهر دون توفير، ثم يدخل في دائرة أخرى وهي القرض ثم الديون والراتب لم يعد يكفي".

وأضاف: "المجتمع العربي بحاجة لإقامة مؤسسة للتدريب على إدارة ميزانية البيت بالشكل الصحيح".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]