تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي منذ امس الخميس موجة غضب وسخرية على خلفية الإعلان عن قدوم شخص معروف عالميا ويدعى "تي بي جوشوا يصف نفسه بالنبي الى الناصرة بهدف اللقاء بالمواطنين في جبل القفزة في نهاية حزيران والقيام بروحانيات مرفوضة لدى جهات دينية وروحانية كثيرة، حيث طالب ناشطون من بلدية الناصرة الغاء اللقاء وعدم استقبال هذا الشخص مدعي النبوة خصوصا انه مقرب من المؤسسة الإسرائيلية بحسب ادعائهم ما يطرح تساؤلات حول الهدف من اللقاء.

سيادة المطران عطا الله حنا : " نرفض المشاريع المشبوهة التي هدفها اقتلاع المسيحيين في بلادنا 

وفي تعقيبٍ له على الموضوع، قال المطران عطا الله حنا في بيان وصل إلى موقع "بكرا": ليس بالخبز وحده يحيا الانسان وليس بالمال وحده تحيا الشعوب بل اولا وقبل كل شيء بالصدق والاستقامة والايمان والاخلاق والمبادىء الانسانية والروحية والوطنية السامية .

وأضاف: يحق لنا ان نتسائل من الذي دعى ونظم هذا النشاط المشبوه الذي يقوده شخص يدعي النبوة ويبدو انه ينتمي الى الجماعات المتصهينة التي هي ابعد ما تكون عن القيم المسيحية .يؤسفنا ويحزننا ان مدينة البشارة ستحتضن حدثا من هذا النوع ونعتقد بأن هذا النشاط انما هو في غاية الخطورة لانه يعتبر مسيئا لمسيحيتنا القويمة كما انه يعتبر تطاولا على انتمائنا الوطني العربي الفلسطيني .

وقال البيان: ان هذا الشخص الذي سيأتي الى الناصرة مدعيا النبوة انما نشاطه المشبوه يندرج في اطار ما يخطط للمسيحية المشرقية الحقة من محاولات هادفة لانتزاعها من هذه الارض وهويتها وتاريخها وتراثها .انها محاولة بائسة هادفة لغسل عقول شبابنا وكل اولئك الذين لا يعرفون شيئا عن ايمانهم وعقيدتهم ومسيحيتهم القويمة ، انها محاولة لاقتلاع مسيحيي بلادنا ليس فقط من مسيحيتهم المشرقية النقية بل ايضا من هويتهم العربية الفلسطينية .انه الوجه الاخر لداعش فالمسيحيون يُستهدفون في المشرق العربي من قبل الجماعات الداعشية التي نعرف من يمولها ويغذيها ويدعمها ، أما في بلادنا فيستهدف المسيحيون باساليب مختلفة وبطرق متعددة ، ونعتقد بأن هذا النشاط المزمع اقامته في الناصرة ولربما في غيرها من الاماكن انما هدفه الاساسي هو الاساءة للحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة .

وأضاف: ان مدعي النبوة هذا كما وامثاله من الاشخاص المنتشرين في اكثر من مكان في هذا العالم لا يمثلون المسيحية ولا يحق لهم ان يتحدثوا باسمها فهؤلاء يملكون المال ولهم نفوذ بسبب ارتباطاتهم المشبوهة بالصهيونية الغاشمة والماسونية الشريرة .نعلم جيدا بأن هنالك اطرافا مستفيدة ماليا من هذا النشاط ولكن ما فائدة المال اذا ما كان على حساب ايماننا وعقيدتنا وقيمنا وانتمائنا لهذه الارض المقدسة .لست بصدد التحريض على احد او الاساءة لاية جهة معينة فليس هذا هو دورنا بل ما نود ان نقوله بأن نشاطا من هذا النوع في مدينة الناصرة او في غيرها من الاماكن انما هو في غاية الخطورة ونحن ندق ناقوس الخطر ونقول بأن هنالك استهداف بأساليب معهودة وغير معهودة للحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه البقعة المقدسة من العالم .

وأوضح: ان الجماعات الداعشية الدموية استهدفت المسيحيين وغيرهم من المواطنين في هذا المشرق العربي وهذا المشروع الاستعماري انما هدفه هو افراغ منطقتنا من الحضور المسيحي العريق والاصيل ، وها هم اليوم يستهدفون وبأسلوب اخر الحضور المسيحي في بلادنا من خلال شراء الذمم ومن خلال المال الملوث بالخيانة والعمالة وانعدام القيم الاخلاقية والانسانية النبيلة .

وتمنى سيادته خلال البيان: حفظ الله مدينة البشارة مما يخطط لها ولابنائها وحفظ الله بلادنا من المؤامرات التي تحاك بهدف اثارة الفتن والتشرذم والتفكك في مجتمعنا ، وما اود ان اقوله لمن يعنيهم الامر بأن هذا الشخص ليس نبيا وليس مسيحيا وليس مسيحا منتظرا بل ما ينادي به انما هي هرطقة وبدعة يجب ان تواجه بمزيد من الوعي والحكمة والرصانة والمسؤولية من قبل المسؤولين الروحيين والدينيين ومن قبل الشخصيات الوطنية والاعتبارية في ارضنا المقدسة .

شجب واستنكار 


وأضاف: نعرب عن شجبنا واستنكارنا لاقامة نشاط من هذا النوع في مدينة الناصرة مدينة البشارة المقدسة واتمنى من مسيحيي بلادنا ان يتحلوا بالحكمة والايمان والا ينجرفوا وراء هذه التيارات وهذه البدع التي هدفها هو الاساءة للمسيحية وخدمة المشروع الصهيوني الامريكي في بلادنا وفي منطقتنا .

وقال: اننا في لغتنا الكنسية لا نستعمل عادة كلمات التحريض والاساءة والتخوين لانها ليست من ادبياتنا المسيحية ولكننا ندعو للضالين بالهداية وندعو لكل من فقدوا البصر والبصيرة بأن يعودوا الى رشدهم وندعو لكل المنحرفين الذين يحاربون ايماننا القويم والمسيحية الحقة بأن ينيرالرب الاله عقولهم وقلوبهم لكي يعودوا الى رشدهم ولكي يكتشفوا من هو الاله الحقيقي ولكي يعبدوا الهنا الذي نؤمن به جميعا .يبدو ان عبادة الاوثان ما زالت موجودة في عالمنا فهنالك من يعبدون الاشخاص وهنالك من يعبدون المال والجاه وهنالك من يؤلهون المصالح على حساب القيم والاخلاق الانسانية والروحية النبيلة .نقول لمنظمي هذا المهرجان بأننا مسيحيين ننتمي الى كنائس متعددة ونفتخر بانتمائنا العربي الفلسطيني ولن تتمكن اية قوة عاتية من حرف بوصلتنا وتشويه تاريخنا والنيل من اصالة حضورنا في هذه البقعة المباركة من العالم .ان هذه الظاهرة لا تحتاج فقط الى بيانات شجب واستنكار بل تحتاج ايضا الى حملة توعية في مؤسساتنا الدينية لان هؤلاء الذين يدعون النبوة انما يستغلون الفراغ الروحي ويستغلون انعدام التربية الروحية الحقيقية في مجتمعنا ويسعون لملىء هذا الفراغ بأساليب لا حضارية ولا انسانية ولا اخلاقية .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]